المقاومة كلمة يؤيدها البعض والبعض الأخر ينبذها تتعدد اساليبها وطرقها بما يكفل للمقاوم الحق في الحصول على حقه . هذا المقال عبارة عن محاولة لاغلاق أفواه البعض ممن يشكك بمشروعية المقاومة ومحاولة ربط ما يجري على أرض الجنوب العربي بشرعية المقاومة . ان معركة شعب الجنوب لنيل التحرير والاستقلال واضحة الصورة لمن يريد ان يفهم حق الشعب بنيل مطالبة بعد ان استنفذ كل الطرق السلمية للحصول على أرضه وحقه في تقرير مصيره . حتى ان لم تكن لدى شعب الجنوب الامكانيات المتاحة وتكافئ القوات والأسلحة مع المحتل ولكن في ظل استمرار تجاهل مطالب الشعب وقمع الحريات والحقوق وعسكرة الحياة والأرض فإن أبناء الجنوب تتحول إلى قنابل موقوتة قد تتفجر في وجوه الجيوش والقوات المسلحة الجاثية على صدورهم والذي اشبعتهم ظلماً وقتل وتعذيب . ويبدو ان العالم الدولي والاقليمي والدول المجاوره تنتقص من حق الشعب الجنوبي في نيل حريته وكأن العالم لا يعترف إلا بالقوي وبمصالحه ويبدو ان المعركة الأخيرة التي تلوح في الأفق قربت بدايتها وهي التي من شأنها ان توضح الصورة لمن لا يريد ان يفهم الوضع. ان التربية والمبادئ والتطور الذي عاشه شعب الجنوب منذ قرون خلت جعلتهم يتصرفون بمسؤوليه وطول بال ولكن لكل شي نهاية . ان المرحلة التي يمر بها الوضع الجنوبي ولعل ملابسات الوقت وتداعيات التنسيق جعلت بكل حتميه وضرورة من اختيار الوقت المناسب لاعلان بصراحة وحزم الوقوف الى جنب المقاومة وهنا اود ان اقول ان المقاومة في الوقت الراهن حاجه ماسه لانقاذ القضية الجنوبية من الهبوط والهاويه والانزلاق كما ان الواقع الحاضر وتباشير المستقبل ينبئان بحتمية المقاومة وضرورتها وانها ليست مجرد حجر على الزاوية بل اصبحت شرط للبقاء والحفاظ على الهوية. بعد ان عجزت قوات الاحتلال اليمنية منذ صيف حرب 94م بالقضاء والالتفاف على الثورة الجنوبية الثانية بقوتها العسكرية وجبروتها البربري وعند ما شعرت بخطورة الأمر حاولت ادخال بعض الدول في اعداد مبادرات على عجل من اجل فرض التهدئه والسيطرة على الثورة الجنوبية .. وهي المبادرات التي رفضتها الجماهير الجنوبية وتبراءت منها جملة وتفصيلا وهذا ما عبر عنه الشارع الجنوبي والذي سارع برفضه القاطع للالتفاف على الثورة واعلنت الجماهير انها ماضية لتحقيق أهدافها، وأن الجنوب سيكون عصياً على الكسر. ان استباحة الدم الجنوبي وطمس هويته ونهب ثرواته واغتيال كوادره ورموزه وتحويل الجنوب الى وكر للارهاب ماكان ليحدث لولا الصمت المطبق من الدول المجاورة والشقيقة التي جعلت الاحتلال اليمني يرتكب افضع الجرائم ولايبالي. من هنا انبثقت شرعية الدفاع عن الأرض والعرض وهو حق كفلته كل الاديان والقوانين الوضعية .. قد تمر المقاومة بعدة مراحل الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات العارمة ، الإضراب عن الطعام، الإضراب عن العمل، مقاطعة البضائع التي يصدرها الاحتلال، العصيان المدني او حتى بعدم تنفيذ الأوامر الصادرة عن المحتل أو من ينوب عنه عندها يحق لابناء الأرض حمل السلاح .. وقد قال الزعيم الهندي غاندي (وإذا استنفذنا كل الوسائل السلمية ولم يستجب العدو لمطالبنا لجأنا إلى الحرب الشعبية المسلحة). ايضا لاننسى إعلان الاستقلال الأميركي (4/7/1776) جاءت كوثيقة أولى تنص صراحة على حق المقاومة، وتؤكد أن المقاومة المسلحة هي المرحلة الأخيرة للاحتجاج ضد الهيمنة الاستعمارية لنيل الاستقلال . وجاءت اتفاقيات لاهاي 1899و1907 التي اتحات للشعوب حق المقاومة وشرعنتها واعتبرت ان المقاومة المسلحة حق من حق الشعوب في تقرير مصيرها وقد عرفت المادة الثانية من اتفاقية لاهاي ان الشعب المقاوم هو مجموعة من المواطنين الذي يحملون السلاح لقتال العدو بدافع وطنيتهم وو....... الخ ولا ننسى ايضا ان مواثيق الاممالمتحدة واخص بالذكر المادة 51 اعطت للشعوب المحتلة الحق في المقاومة للدفاع عن نفسها اما اتفاقيات جنيف لعام 1975م شرعت حق الدفاع عن النفس للشعوب التي تعاني من الاستبداد او التدخل الاجنبي في التحكم بها . وتوجت ببروتكلين يكفلان حق الشعوب في الدفاع عن الارض لعام 1974 و 1977وتم التوقيع عليها في 1977، والذي كفلت حق الشعوب في تقرير المصير، وتعترف بمشروعية حق الشعب في مقاومة الاحتلال والاستعمار. وكذلك اصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14/12/1960 القرار رقم جاء فيه: «إن إخضاع الشعب للاستعباد الأجنبي والسيطرة الأجنبية والاستغلال الأجنبي يشكلان انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية، ويناقض ميثاق الأممالمتحدة، ويعرض السلام والتعاون الدوليين للخطر. وهذ القرار يقر بأن كل احتلال لأراضي أي شعب من الشعوب هو إخلال بمبادئ ميثاق الأممالمتحدة؛ وينص على إدانة كل الحكومات التي تتنكر لهذا الحق, وهذا يعتبر نص واضحا لاكفال حق تقرير المصير والمقاومة . وفي عام 1974 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3214 حول تعريف العدوان وحق الشعوب في النضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلح من اجل نيل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وبالتالي أجازت حق جميع الشعوب في العالم بالمقاومة المسلحة للحصول على الحرية . كما أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العديد من قراراتها بشرعية نضال الشعوب الواقعه تحت الاحتلال من أجل تقرير مصيرها، وأدانت الحكومات التي لا تعترف بحق تقرير المصير. ان لجان حقوق الانسان ايضا اكدت شرعية المقاومة ضد الاحتلال بكل الوسائل المتاحة من ضمنها المقاومة المسلحة . وهناك العديد والعديد من القرارت والقوانين التي تكفل للشعوب المضطهده الحق في تقرير مصيرها وإجازة حمل السلاح لها للحصول على حريتها والانعتاق من ربق محتليها وجاءت القوانين الوضعية لتؤكد ان استغلال الشعوب وثرواتها لصالح الاحتلال جريمة نكراء وتمنع وتجرم العنف ضد الشعب المحتل وهاهو القرار رقم 3103 تاريخ 1973 جاء واضح المعالم والصورة ليقر صراحة مشروعية حمل السلاح بوجه من اعتداء وشرعية المقاومة على الأرض . لقد كفلت كافة الشرائع والقوانين الدولية كفلت للفرد حقه في الحرية والعيش الكريم وحقه في الدفاع عن أرضه. وهاهو شعب الجنوب العربي الواقع تحت نير الاحتلال منذ 1990 التواق للحرية والكرامة والإستقلال. قرر بحقه بالعيش الكريم والآمن في كنف دولته المستقلة على أرضه.. ولهذا فإن تحرير الوطن والدفاع عن النفس ضد أي عدوان حقا كفله القانون..