تنويه : كتبت هذا المقال قبل تسعة أيام حسب طلب إحدى الصحف الخليجية كتحليل للوضع الحالي وتوقعات الأحداث ،وللأسف لم يتم نشره ، 31 يوما مضت منذ استقالة هادي المبهمة حتى الآن يغادر فيها اليوم صنعاء إلى عدن في ظروف غامضة بعد مدة أسرة أو إقامته الجبرية في منزله بصنعاء ، السؤال ؟ هل ستبدأ اللعبة بين هادي والحوثيين أم ستنتهي من قبل هادي ليضع الحوثيين انفسهم امام ورطة اخرى وتبدأ تصفية حساب صفقتهم مع الرئيس علي عبدالله صالح الذي كان له الدور الأكبر في احتلال صنعاء ومن ثم في انقلابه على الشرعية الدستورية للرئيس هادي ، أم سيخرج هادي من عرينه وقلعته العدنية متحديا الحوثيين المتمردين والفاشلين حتى الآن في إدارة الصراع وحسم النتيجة . هذه الأسئلة حقيقة من الصعب الإجابة عليها ،فالوضع في اليمن كبيت العنكبوت هش من ناحية ومن ناحية أخر خيوطه عجيبة وصعبة المتابعة لمعرفة بدايتها من نهايتها . لكن كما يبدو لي من خلال الكاريزما الجنوبية للرئيس هادي ومن خلال تاريخه العسكري الشخصي أن عدن ستبطل استقالة هادي ليعود رئيساً على اليمن من خلال عدن ، فالحوثيين حتى الآن لم يستطيعون دخول عدن والمناطق الجنوبية من ناحية وحضرموت التي تشكل العمق الديموغرافي للشخصيات الحكومية الهامة والاقتصادي والجغرافي ايضاً ناهيك عن العمق الديموغرافي العددي لمنطقة او اقليم تعز وايضا منطقة مارب اللتان ترفضان رفضا قاطعا عناصر الانقلاب سواء الحوثيين او علي عبدالله صالح الحاكم الأسبق . هنا تكمن قوة هادي بعد أن طار إلى عدن ولو بجناح واحد شبة مشلول . وكما أعتقد أن خطوة هادي الأولى ستكمن في تأمين مداخل عدن بالذات لتأمين نفسه وقوته ثم إعلان رِدَّته عن الاستقالة ومن ثم الاجتماع فورا بمن في معيته من اعضاء حكومته ،وإصدار قرارات إقالة وتعيين خصوصا لعناصر الجيش التي خذلته متواطئة مع الإنقلابيين الحوثيين . من عدن سيبعث هادي برسائله للحوثيين ، إما أن تنسحبوا من العاصمة وتخضعوا لشروط الاتفاقيات السابقة على الأقل ، وإما سيتم إعلان صنعاء مدينة محتلة من قبل متمردين ،وبهذا سيطالب بإصدار قرارات دولية للاعتراف بذلك وإصدار عقوبات دولية أكثر صرامة على قيادات عناصر الإنقلاب ، سيدير هادي شئون البلاد من عدن وسيجمع لجان الحوار ولو بغياب العناصر المتمردة للحوار وسيتم أعلان الأقاليم كي يضع الحوثي في مآزق لا يحسد عليه ، ومن ثم تأمين الأقاليم من قبل حكوماتها المحلية ووضع البلاد تحت أمر واقع لن يستطيع الحوثيين تغييره حتى وإن كانت لديهم القوة لدخول عدن وصنع إنقلاب أخر على هادي . بكل تأكيد لن يستسلم الحوثي بسهولة خصوصا مع الدعم الإيراني اللامحدود لهم ووقوف علي عبدالله صالح وعناصره من أمامهم ومن خلفهم . من هنا وفي حالة زيادة تعنت الحوثيين كما أعتقد ،سيقوم هادي بالتلويح لانفصال الجنوب بواسطة عناصر وإعلام جنوبي بعيدا عنه ، وسيعطي الوضع فرصته حتى يصل إلى حد معين يكون فيه قد أسس قوة جنوبية قادرة على حماية حدود الجنوب ، سيتم بعدها إعلان انفصال الجنوب عبر مسرحية مشتركة بين هادي والعناصر الجنوبية الأخرى لتظهر أن هناك انقلابا جنوبيا على هادي كي تبعد عن هادي مسئولية الانفصال . وسيدخل حينها اليمن الشمالي في دوامة التصفيات ليس بين الحوثي وعلي عبدالله صالح فقط بل ستبرز جهات أخرى أما للانفصال عن سيطرة صنعاء وأما لتأخذ حصتها من رفاة دولة يمنية شمالية تحت الأنقاض . ملحوظة : في حالة انفصال ما يسمى ( الجنوب ) بالسيناريو الذي تم ذكره ستخسر حضرموت وستظل تحت حكم التبعية للأسف الشديد .إن لم يتحرك الحضارم ويبلغون رسالتهم الصحيحة والقوية للمجتمع الإقليمي والدولي سريعاً .