عادت الطائرة "سولار إمبلس 2" التي تعمل بالطاقة الشمسية للتحليق مرة أخرى في الهواء في الجولة الثانية من رحلتها التاريخية للطيران حول العالم. وبعد توقف قصير، أقلعت الطائرة التي تعمل بمحركات مروحية من العاصمة العمانية مسقط في الساعة 02:35 بتوقيت غرينتش. وتوجهت الطائرة إلى مدينة أحمد آباد الهندية عبر بحر العرب. ويقود الطائرة الآن الطيار السويسري برتران بيكار، بعدما تولى زميله أندريه بورشبيرغ قيادة الطائرة في الجولة الأولى أمس من العاصمة الإماراتية أبو ظبي إلى مسقط. وستقطع الطائرة خلال الجولة الثانية مسافة تصل لنحو 1465 كيلومترا (791 ميلا بحريا) خلال نحو 16 ساعة. وحظت الرحلة الثانية بتغطية حية على الانترنت. ومن المتوقع أن تستغرق رحلة الطائرة ذات المقعد الواحد خمسة أشهر لعبور قارات العالم المختلفة. وستحلق الطائرة خلال هذه الرحلة فوق المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي. وسجل مشروع "سولار إمبلس" عددا من الأرقام القياسية العالمية لأي طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، بما في ذلك رحلتها في الولاياتالمتحدة عام 2013. لكن الرحلة هذه المرة ستكون أكثر دراماتيكية وصعوبة، ولذا تم تصميم طائرة أكبر من النموذج الأولي (سولار إمبلس-1). ويبلغ وزن الطائرة 2.3 طن، ويصل طول جناحيها إلى 72 مترا، أي أكبر من طول جناحي طائرة الركاب بوينغ 747. وسيكون وزنها الخفيف أحد العوامل الحاسمة في نجاحها. ونفس الأمر ينطبق على أداء ال 17 ألف خلية شمسية المثبتة على الجزء العلوي من جناحيها، وبطاريات الليثيوم-أيون كثيفة الطاقة التي ستستخدمها للاستمرار في الرحلة خلال الليل. وسيحظى الطيران خلال الظلام بأهمية خاصة عندما تحلق الطائرة فوق المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي. ونتيجة لبطء الطائرة التي تعمل بمحركات مروحية فإن الجولة الثانية لهذه الرحلة ستستغرق عدة أيام وليال من دون توقف. وسيضطر بيكار وبورشبيرغ - اللذان يتناوبان على قيادة الطائرة - للبقاء في حالة تأهب خلال جميع فترات الرحلة تقريبا. ويمكنهما الغفو لمدة 20 دقيقة فقط - تماما مثل قائد اليخت الذي يقطع رحلة حول العالم، والذي يضطر للنوم لفترات قصيرة. وسيتعين عليهما أيضا تحمل عدم الراحة الجسدية الناجمة عن الحبس في قمرة القيادة التي يبلغ حجمها 3.8 متر مكعب - وهي لا تكبر كثيرا عن كابينة الهاتف العمومي. يذكر أن بورشبيرغ هو مهندس وطيار سابق بسلاح الجو، كما دخل مجال أعمال تقنيات الإنترنت. أما برتران بيكار فيشتهر بمغامراته، إذ سبق وقام جنبا إلى جنب مع براين جونز بأول رحلة بدون توقف حول العالم عام 1999، وذلك باستخدام منطاد هوائي. وكان والد برتران، جاك بيكار، أول من يصل إلى أعمق مكان في المحيط، وهو هدف حققه مع دون والش في غواصة الأعماق "تريست" عام 1960. كما كان جده، أوغست بيكار، أول شخص يحلق بمنطاد في الطبقة العليا من الغلاف الجوي (الستراتوسفير) عام 1931.