نتيجة لدقة المرحلة التي تمر بها البلاد في هذه الأيام ارتأينا تقديم هذه الرسالة المتواضعة الى فخامتكم، كعصاره أفكار استقيناها من الواقع الحساس والصعب الذي يحتاج لحنكة سياسية كبيرة لتخطيها، فهي فعلاً مرحلة استراتيجية ستحكم على مصير البلاد لعقود طويلة قادمة، وكلنا ثقة بأنكم رجل هذه المرحلة. الحاضنة الاجتماعية: "بما أن عدن أصبحت في الوقت الراهن هي حاضرة الحكم في البلاد للظروف التي فرضتها تطورات الأحداث في الفترة الأخيرة فإن من الحكمة تقوية عدن والجنوب بشكل عام لفرض أمر واقع قوي يُمَكن من السيطرة على مجريات الأحداث وجعل المتهورين يحسبون الف حساب قبل اتخاذ أي تصرف طائش ضد شخصكم كرئيس للجمهورية أو المحافظات الجنوبية الحاضنة لكم، وتعزيز موقفكم سيكون مرهون بتعزيز عدة محاور متمثلة في النقاط الآتية": الناحية العسكرية والأمنية: ويتمثل في تعزيز موقفنا العسكري والأمني من خلال التالي: 1. التغيير السريع لقيادات المناطق العسكرية، بكفاءات جنوبية عسكرية موثوق بها. 2. التجنيد الواسع والمكثف لأعداد كبيرة من الشباب من كافة المناطق الجنوبية بدون استثناء، وبصفة رسمية في الجيش والأمن، مع الأعداد والتدريب الشامل عسكرياً وفكرياً لبناء عقيدة وطنية راسخة فيهم. 3. دمج اللجان الشعبية الجنوبية ضمن الجيش والأمن وإدخالهم بصفة رسمية في جميع المعسكرات، والمنشآت الأمنية والحكومية على امتداد الرقعة الجغرافية لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية. 4. الدعم غير المباشر للقبائل على الشريط الحدودي في مأرب وتعز كخط دفاع أول، وكذلك تعزيز المقاومة ضد الحوثيين والموالين لهم في البيضاء وإب وغيرها. الناحية المجتمعية: 1. ضمان استمرار الخدمات الأساسية للمجتمع، أو بشكل أفضل من السابق. 2. التخفيف من وطأة الفقر والمعاناة، وحيث سيساعد تجنيد اعداد كبيرة من الشباب من كل أسرة بتخفيف نسبة البطالة في الجنوب بشكل كبير وبالتالي زيادة شعبية مؤسسة الرئاسة خلال فترة قياسية. 3. تعزيز الأمن والاستقرار. 4. تعزيز جهود التنمية الشاملة لعدن وباقي مدن الجنوب والتي حرمت لفترات طويلة من تنمية حقيقة لأسباب تعرفونها، وكذلك لإعداد عدن لتكون المدينة الاستراتيجية للمرحلة المقبلة. 5. بذل الجهود لاستيعاب المساعدات العاجلة المقدمة من دول الجوار والعالم. 6. وضع الركائز الاساسية لثقافة اجتماعية حضارية تحترم النظام والقانون وتذم كل الممارسات الشاذة مثل الفساد والفوضى. 7. تعزيز الجهود لجذب رؤوس الأموال المحلية المهاجرة وتشجيع الاستثمارات في كافة النواحي. 8. بناء الركيزة الاساسية لاقتصاد قوي قائم على التنويع في مصادر الدخل القومي، من خلال تشجيع البيئة الانتاجية (صناعات خفيفة ومتوسطة وثقيلة)، وكذلك الثروة السمكية من خلال قوارب صيد ضخمة تتبع الحكومة، ولا نغفل الزراعة من خلال دعم المزارعين بكل الوسائل المعروفة عالمياً، وذلك الى جانب الصناعة الاستخراجية للنفط والغاز مع عدم الاعتماد عليهما كركيزة اساسية للاقتصاد. وحيث نتقدم لكم بهذا الجهد المتواضع النابع من الحس الوطني الفياض الذي نحمله في داخلنا لهذا الوطن الجريح منذ سنين طويلة، وكلنا أمل أن يكون الخلاص بأيديكم.