كثروا بالآونة الأخيرة وبشكل لافت مجموعة من الأشخاص الذين باتوا يتحدثون باسم الجنوب وثورته التحررية وكأنهم يملكون صك الحديث باسمه . هؤلاء الأشخاص باتوا يذودون عن الجنوب وكأنهم طاهرين مطهرين من تدنيسه ، تهيأت لهم اليوم الظروف وأتيحت لم الإمكانيات ليملكوا على حين غرة صفة القيادات الجنوبية المناضلة بلا منازع . ما يثير تعجبي في هؤلاء المتحدثون باسم الجنوب أنهم لا يملكون ذرة من الحياء حين يبينون الغلظة والجلادة وتزيد فيهم الحمية للجنوب لدرجة تكاد وكأنك تتخيل أن من يتحدث هو المخلص للجنوب وقضيته ، ونسوا تاريخهم حين كانوا بين أكناف الشمال يستخدمهم كذريعة وغطاء لتمرير مخططاته وأجنداته التي فتكت بالجنوب سنوات من الزمن ، دون أن يبين أحدهم حرقة على ذلك الوضع ولم يجرءوا قط إن يغيروا ساكن . اليوم تجد الواحد من هؤلاء المتحدثون باسم الجنوب وكأن الواحد منهم حامي عرين الجنوب والمدافع الصلب عن حقه . متحدثون باسم الجنوب اليوم باتوا في أحاديثهم المزلزلة أكثر ثورية من الثوار أنفسهم ، الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء ، في حين أن هؤلاء المتحدثون باسم الجنوب في أفخم فنادق صنعاء وأرقها ويتنغنغون برغد العيش وأنعم . اليوم نجد أشخاص يتكررون هنا وهناك في وسائل إعلامية وقنوات تلفزيونية يذودون عن حياض الوطن الجنوبي بلا هوادة في موقف يثير الحيرة والتساؤل لما كل هذا ولأجل من كل هذا ..! . أنني لا أعتب على هؤلاء بقدر ما ألوم تلك القيادات التي لازالت في سباتها العميق وانشغالاتها في أتون صراعاتها الداخلية وترك الفرصة دوماً للمتسلقين من الخلف ليتحدثوا زوراً وبهتاناً عن قضية وطن مكلوم كانوا ولازالوا يعتبرونه صيداً ثميناً يسهل اصطياده . المتحدثون باسم الجنوب اليوم باتوا أكثر شهرة من ذي قبل بل وباتوا أكثر شجاعة وجراءة للصارخ والعويل في وقت كنا لا نعلم أهم جنوبيون أصلا . متحدثون باسم الجنوب وشعبه برزوا وأينعت رؤؤسهم في ظروفاً تأكدوا أن لا أحد سيجاريهم أو يقول لهم بمليء إلفاه من أنتم يا من تتحدثون باسم الجنوب وشعبه وأنتم كنتم ولا زلتم تزيدون العناء على كاهله . أين انتم أيها المتحدثون باسم الجنوب حينما كان الجنوب يضرب بيد من حديد ، وأين أنتم حينما ذاق هذا الشعب الويل والأمرين من قيادات أحزابكم التي تمردتم عليهم اليوم وتحولون تسجيل أخر ظهور لكم إلى جانب هذا الشعب المكلوم ومنصفين له لكن هيهات ... هيهات . أنني على يقين بأن هؤلاء المتحدثون باسم الجنوب لا يجدون حرجاً في سرقة نضال الغير لأنهم سبق وأن تعاملوا كثيراً من الحالات مع تلك الطريقة لهذا فهم لا يعتبرون أن هذا الأمر هو أمر مكلف ، لاسيما وهم يدركون جيداً متى سيغلون الوقت المناسب لاقتناص مثل هذه الفرص الثمينة لتسجيل حضور أني حتى وأن كان ذلك على حساب أدبيات وأخلاق الفرد نفسه . أن هؤلاء المتحدثون باسم الجنوب سيستمرون في الحديث باسم الجنوب وقضيته مادامت الفرصة ممكنة لهم لأنهم يعتبرون أنفسهم القيادات المخلصة لهذا الشعب وهم بعيدين كل البعض عن مطالب هذا الشعب المغلوب على أمره وكفى بهؤلاء حديثاً ..