يقول موجز الخبر بأن الدولة التي ستحمل رقم 7 في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هي اليمن ، غير أن انضمامها إلى عضوية المجلس مشروط بتحول النظام ليصبح ملكياً بما يتوافق وتجانس مكونات هذا المجلس بمجملها ، ونذهب للخوض في تفاصيل الخبر .. لا توجد جهة معينة يمكن اعتبارها مصدراً للخبر عدا المعطيات التي أفرزتها الأحداث وعبرت عنها مواقف الشخوص في مواقع القرار بمختلف مستوياتها الإقليمية والدولية . تقوم الفكرة على أساس تمكين الحوثي من الوصول إلى سدة الحكم وتنصيبه رئيساً للجمهورية ، ويتولى هو بدوره تغيير النظام تدريجيا إلى الصبغة الملكية ، وبموجبه يصحو العالم على دولة يمنية ملكية تحت التاج الحوثي ، يبرر هذه الخلاصة المسلمات التالية :
أولاً : تجربة النظام الجمهوري باءت بالفشل في بلدٍ كاليمن ، ومع شعبٍ يميل بطبعه إلى النمط التقليدي ، ويبدي تذمراً حيال التغيير الذي يقتضيه النظام الجمهوري ونظرية الديمقراطية ، وكان طابع الحكم فيه على مدى نصف قرن مضى جمهورياً في ظاهره ملكياً في باطنه ، وهذا النظام "الجمهوملكي" أفضى إلى حالة شبيهة بتلك التي وصفها الشاعر بقوله : (خنثى فلا هو بالأنثى ولا الذكرُ ) .
ثانياً : من مصلحة دول الجوار أن يكون الحكم في اليمن ملكياً بحيث يكون التعامل معه محصوراً في إطار الأسرة الحاكمة ، التي بدورها تقيد حركة الشارع عن طريق منسوبيها من شيوخ قبائل وعُمَد حارات ومخبرين وسماسرة وهلم جرا .
ثالثاً : تضمن بذلك دول الجوار استتباب الأمن لا سيما في موانئ وثغور هذا القطر بما يؤمن خطوط الملاحة الدولية في بلدٍ تربط خلجانه بين أوروبا وجنوب شرق آسيا ، ولا يقل أهمية عن ذلك عامل كسب ود إيران النووية .
للأسباب آنفة الذكر يمكن لنا فهم بعض السيناريوهات التي عم بها المشهد اليمني بدءاً بتحرك الحوثي ، ومباركة دولية خلت من أي رد فعل عدا التنديدات والتصريحات التي اعتدنا عليها ولا تعدو على كونها جعجعة بلا طحين ، وفي هذا الخضم كان الرئيس هادي إسما على مسمى ،إذ أدى دوره بهدوء تام ، خرج من صنعاء بعائلته في وضح النهار ، وتحرك براً تحت سمع وبصر الحوثي ، على عكس ما فبركته وسائل الإعلام الموجه ، ولحق به وزير الدفاع بذات الكيفية ، وأصبحت عدن حاضنة لمشهد مرتقب جديد يستكمل ما بدأته صنعاء ، ومطلوب من هادي تلمس طريقة للكشف عن مدى الخطر الذي تشكله القاعدة ومعها داعش إن وجِدا ، ثم تقدير حجم الفاعلية التي يمثلها الحراك الجنوبي ومدى قدرتها على إعاقة المد الحوثي الذي يهدف إلى بسط نفوذه في الجنوب بمساعدة هادي والصبيحي وجميع الذين يكتمون حبهم للوحدة ولا يجاهرون به خوفاً وطمعاً ، ويسرون في ركب المحتل ، في مجافاة لتضحيات شعب الجنوب ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
هذه القراءة المتواضعة تقدم لنا ما قد يعتبره البعض جنوحاً من الخيال ، لكن كاتبها يوثق ما يراه لمستقبل الأيام ، ويرجو أن يحتاط ابناء الجنوب لكافة التحسبات ولو بدت ضرباً من الخيال ، ويا خبر بفلوس بكرة ببلاش .