حينما تشد الشدائد, وحينما تحمى حمى المعارك,وحينما يناديك صوت الحق والواجب, وحينما ينحسر أشباه الرجال , ويتقهقر الهلاميون وتدس في التراب رؤوسها النعام, وتولي الأدبار خوفا من الموت يتصدر الرجال ملاحم البطولة والفداء والشرف ولسان حالهم يقول( إن عدتم عُدنا).. هكذا هم أبناء لودر ومناطقها وكل قراها في معارك الذود عن الدين وعن الأرض والعرض لأيأبهون بحياة ولا يكترثون بنعيم, ولايبحثون عن ترف أو بذخ,وأهلهم ينوءون ويئنون من وطأة الظلم والضيم من كل من تسول له نفسه المساس بامنهم وأمانهم وسكينتهم.. هم هكذا الصادقون مع الله من لا يبحثون عن جاه او منصب أو كراسي أو فيد أو غنائم, تجدهم في صفوف الملاحم والمعارك الأولى ليظفروا بإحدى الحسنين, وينالوا شرف الدفاع عن اهليهم وأوطانهم وكل من يستنجد بهم أو يطلب يد العون منهم, لانهم يدركون أن الحياة توهب مرة واحدة, وأن الشرف والسيرة العطرة الطيبة الحسنة هي الخالدة أبد الدهر, وهي من يخلدها التاريخ بأحرف من نور عل صدر صفحات الزمان لتتداوله الأجيال.. عادت لودر وعادت مناطقها, وعاد أهلها ليكونوا علامة فارقة في مشهد التاريخ السياسي على مستوى وطن (متهالك),متخاذل, ليسطروا أروع الطولات والأمجاد في ساحات النزال والمعارك بدماء تفاوتت أعمارها لترتوي بها تلك الأرض الطيبة وتنبت من جوفها أبطال ورجال وفدائيون يعشقون الموت والشهادة حد الثمالة,ويحبون الإقدام والبسالة حد النخاع,وليكملوا رحلة الدفاع عن أرضهم وشرفهم, غير مكترثين ولا آبهين بمن ولوا الأدبار أو أستأثروا بكل شيء, وتواروا عن الأنظار ,فمن أصلاب الرجال ينبعث الرجال, ومن أحشاء الثكلى النائحات يتهافت الأفذاذ, ولن تقتصر البطولات على أشخاص أو (ثلة) بعينها.. فمن أنجبت (حوس) و(الجفري) لن تبخل أن تنجب الوف آخرين يُبعثون من أزقة وحارات ومناطق لودر حينما تستدعي الضرورة والحاجة لهم,ولن تدنس أو تداس تربة لودر ومناطقها طالما (وصناديها) تجري في أوردتهم دماء العزة والنخوة والشهامة وكبرياء من لايريدون أن تطأطئ رؤوسهم (رصاصات) الغاصبين أو (مدافع) المعتدين.. تحية حب بحجم هذا الكون اللأمتناهي (لمدينتي) الحب والسلام والرجولة والصلابة (العين) و (لودر), فمنكم يتعلم الآخرين دروس الرجولة والشهامة والقوة والصلابة, ومنكم يتعلمون معنى أن تقدم الغالي والنفيس في سبيل أهلك ووطنك,وأن تضحي بحياتك لمبادئ تؤمن يقينا أنها لن تأتي إلا ببذل الدم والروح من أجله..