أستبشر اليمنيون قاطبة بعاصفة الحزم وبالذات الجنوبيون منهم, التي تقود دفتها المملكة العربية السعودية تجاه الأوضاع التي تدور في البلاد,وجزم الكل أن هذا التحرك العربي للبلدان المشاركة في عاصفة الحزم ربما يغير موازين العمل السياسي والعسكري على الأرض اليمنية والجنوبية منها بعد ان طال شر الحوثيون وحليفهم صالح إلى المحافظات الجنوبية.. وقلنا كلنا وبصوت واحد طالما والتحالف العربي قد شمر عن ساعدية فلا محالة ستعود الأمور لطبيعتها والأشياء لنصابها وربما تخف حدة التوتر والإحتقان في البلاد ويعود المتغطرسون عن غيهم وعنجهيتهم ويعودون لجادة الصواب, ولكن شيء من هذا لم يحدث, وأزدادت الاحوال سوء وتعقيد, وأزداد نهم وجشع وتمدد القوى الخارجة عن القانون, ليتبادر إلى الإذهان سؤال تائه في ظل هذه المعمعة يبحث وبنهم عن الإجابة في أفواه وعقول قادة (عاصفة الحزم) مفاده ( متى الحسم.. يا عاصفة الحزم؟؟..
أبعد أن ترتوي الأرض من الدماء بسبب الإقتتال الدائر في المحافظات الجنوبية والحرب الضروس التي تدور رحاها فيها؟؟ أم بعد أن تتعفن الأجساد وتزكم الأنوف من روائحها؟ أم بعد أن تدك المنازل والمساجد وتسوى بالأرض؟ أم بعد أن يموت الناس (عطشا) وجوعا, وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتجرعون مرار الحزن والقهر والإنسحاق والحسرة؟ أم بعد أن تبيد آله الحرب كل الجنوبيون وتغدوا محافظاتهم خالية على عروشها تسكنها الأشباح ويُسمع فيها أنفاس الموت فقط؟..
حقيقة مايدور في المحافظات الجنوبية مأسوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى, بعد أن أنعدمت كل وسائل الحياة والعيش, وبعد أن تحولت معظم المحافظات الجنوبية إن لم تكن كلها إلى ساحة نزاع وحروب وأقتتال ودمار ودماء, وبعد أن عاث فيها الحوثيون وحليفهم فيها فسادا ونكلوا أهلها وشردوا ساكنيها وحرموهم من أبسط مقومات العيش..
الوضع في الجنوب يتطلب من قادة التحالف (الحزم والحسم) والسرعة وإصلاح ما أفسدة (العطار) وإعادة الحياة إلى طبيعتها والمياه إلى مجاريها, فالمواطن الجنوبي الأعزل يدافع عن عرضه وأرضه بصدر عار وينتظر المدد والعون من قوى التحالف, خصوصا وأنه يواجه عدو بجيش (عرمرم) وآليات ومصفحات وترسانة عسكرية أهلكت الحرث والنسل, وأحرقت الأخضر واليابس..
نتمنى أن يعي قادة قوى التحالف حجم مايعانيه ويمر به أبناء الجنوب من حرب إبادة وتدمير وتشريد وتجويع وحرمان من كل مقومات الحياة, وأن يسارعوا لوضع حد لهذه الممارسات اللأنسانية التي يمر بها أبناء الجنوب من قبل تلك القوى المعتدية, وأن يحزموا أمرهم, فإطالة أمد الحرب لايدفع ثمنه إلا أبناء الجنوب من دماؤهم ومحافظاتهم ومساكنهم,وكلما طال أمد الحرب أزداد حجم تلك الضريبة التي يدفعها هؤلاء البسطاء دون ذنب غير أنهم لم يرضوا أن يطأ أرضهم معتدٍ أو غاصب.. والله من وراء القصد..