أرسل الإمام البيحاني رحمة الله تغشاه من منفاه الداخلي (تعز) قصيدة تفيض حباً لعدن أسماها الحنين الى عدن . وذلك بعد ان أخرج مكرهاً منها إلى تعز ، فسأله محبوه من أبناء تعز الذين غمروه بكرمهم ولطفهم ..ولماذا كل هذا الحب لعدن؟!، فما كان منه إلا أن أخذ نفساً عميقاً حمل معه أنات جرح غائر في نفسه ، ثم قال بيتاً خلده الزمان : (عدن ما لامني في حبها غير انسان تولى وكفر) تلك عدن التي نالت مرتبة التقديس عند هذا المتيم .. حقاً فهي رمز المحبة والسلام والوئام وعنوان الوفاء والنقاء والطهر ، تلكم عدن حيث الشموخ والكبرياء والتألق ، حيث الشموخ أزلي والثبات أبدي.. سلام الله على عدن وأهلها الشرفاء الميامين ، هاهي عدن مرة أخرى تخط بأحرف من نور سفر نضالها الأعز بدماء أبنائها الطاهر الزكي، هاهي ترسم في أنصع صفحات التاريخ صورة المستقبل ، هاهي تتحمل عن اليمن كل اليمن نضالاً شريفاً صادقاً وطنياً متجرداً، فتحية إجلال واكبار وفخر واعتزاز لعدن وشبابها الأطهار الذين يسجلون بدمائهم الزكية الطاهرة وتضحياتهم الباسلة وصمودهم الأسطوري اشرف وأروع تراتيل الفداء وأغاني البطولة ، عدن اليوم هي قبلة الكرامة والعزة والإباء، تعلم الناس كيف يكون رفض الظلم والضيم والاستبداد ، وبطبيعتها تغرس في جبين الإنسانية رفض الذل والانكسار والهوان، والتوق للسلام والإخاء والأمان والبناء والنماء. فإذا أردت ان تستكشف دناءة وخسة وحقد ولؤم أي شخص او جماعة فما عليك إلا أن تنظر كيف يتعامل هذا الشخص او الجماعة مع عدن وساكنيها. عدن حيث الجبل والبحر والثورة والحب، عدن حيث تتقزم فيها الهويات الصغيرة وتذوب بمدنيتها النزعات العصبوية لتنتج بسحرها الأخآذ وبساطتها المتميزة نفوساً متحابة دمثة وبسيطة. لقد تجاوزت مقاومة عدن وأبطالها الشرفاء ونسائها الحرائر اباطرة السياسة والانتهازية وأدعياء الوصاية والاحتكارية الوطنية وراحت تنتفض في وجه العدوان ببرائة صادقة ومتجردة لتذود عن مدنيتها وحضارتها وقيمها بطريقتها الخاصة وبنكهتها المتميزة بل ولتدفع ضريبة عن كل من تخاذل واستسلم لهذا العدوان شخوصاً أو أحزاباً او مكونات اجتماعية أو غير ذلك.(ستبقى الكلمات ركيكة المعنى مجزأة الأحرف ) حين لا تكتب عن عدن صموداً وتضحية واستبسالاً ، ستنتصر عدن -بإذن الله- لا محالة ، وستلقن المعتدين دروساً قاسية وسيستنشق الوطن- كل الوطن- عبير الكرامة والفداء والبطولة من عدن. منصورة بإذن الله ياعدن.