كان هذا صوت النفير الذي صدحَ بهِ الداعون إلى الجهاد من الرعيل الأول ، وأوّبت له جبال ردفان الشماء ، رجالٌ لا تهاب الموت ، ولا يثني عزيمتها الخوف ، إرادة وشموخ وإصرا ، صفاتٌ ورثها الأحفاد ، وساروا على نهج لبوزة ومدرم وعبود ، وهاهم اليوم يسطرون ملاحم البطولة ، ويلقنون الغزاة دروساً في التضحية والفداء ، أبناء الجنوب العربي يستردون هويتهم التي صادرها الطامعون في ثروات هذا البلد الأمين ، ليوث الجنوب العربي وأشباله البواسل يتصدون هذه المرة ليس بصدورٍ عارية ، ولكن بفوهات البنادق ، شعارهم " نحن لا ننهزم ننتصر أو نموت " هبّ الجنوب لا لشرعية هادي ، ولا لصيانة الوحدة الملعونة ، ولكنها دعوة الأوطان ، حينما يُحدِقُ الخطر تتظافر الهمم ، وتثأر لكرامة الأمة ، يحضرني في ذلك مقولة فيديل كاسترو " وإذا شعبُ عزيزٌ بكى إهتزّ الجورُ من أركانه " عندما تحمل بين جنبيك قضية وطن فإن الإستشهاد في سبيله يغدو أمنيةً ومطلب ، كل قطرة دمٍ سُفكت من عروق الشهيد تستنطق النفوس الحية مرددةً " وحياةٌ تُصانُ بالهَون والإذلالِ ليست خليقةٌ بالصيانة " لقد زحفت صوب أرض الجنوب جحافل البطش يسبقها الطمع ، ويغريها الجشع ، وعارٌ على الحر أن يقبلَ الضيم ، فلا يتمثل قول الحق سبحانه " ومَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " إنكم تدافعون عن أنفسكم وأموالكم وأعراضكم ، ومَن قُتلَ دون ذلك فهو شهيد ، لن يدَع الحوثيون جنوبياً إلا أن يذعنَ مطأطئاً رأسه تحت أقدامهم ، والذين يأمنون جانب هذا العدو سيعضون أصابع الندم ، لا محالة ، الجهادُ دفاعاً عن حياض الوطن فرض عين ، فلم لم يتمكن من حمل السلاح تبرع بالمال ، ومن يسعفه القلم فليجرده فللكلمة مفعول البندقية لا سيما عندما يكون الحق زنادها ، وشرف الرجولة منطلقها ، والعدالة محور قضيتها . ومضة :