عندما تصمت اصوات المدافع وتتلاشى زخات الرصاص وتتوقف رقصات الدبابات تفتح الصالات الكبرى أبوابها على طاولة مستديرة يتم التفاوض يتم التجادل يتم التوقيع مدينتنا تطوي شوارعها وازقتها الحالكة تدفن احلامها في مقابر جماعية تجف نهر الدموع في الذاكرة ترفع الشعارات تنكس الأعلام اهلها المسالمون يبكون يتألمون من جرح الزمن القاسي مات الحزن مات الأمل ذهب الابرياء في صمت رهيب بقى القتلة صمت الجرذان وانتهازيو العصر مدينتا المرهقة تلفظ الحياة بصعوبة تلامس خيوطة ببطء بصعوبة تودع احزانها الحاضرة مدينتا اليائسة حملت على كتفيها المآسي سمائها تحولت الى دخان وظلام عيون الأطفال تحدق على زاوية العابهم تلاشت ,احترقت وتحولت الى رماد تجمدت الابتسامات على الشفاه وقعت محاضر الاتفاق على بحر الدماء تقاسموا السلطة والثروة انهم يسرقون الأوطان لصوص العصر عادوا ثانية عادوا تجار الحروب عادوا نسوا الدماء البريئة نسوا رائحة مدينتا المدمرة اسوار مدينتا مغلقة حزينة لا تخترقها الرياح لا تتنفس اسدل الستار على مسرح الحياة الحرب لم تنتهي …. الحرب لم تتوقف …