عندما نتابع الحوارات الذي يرافق نشرات الاخبار.. و يكون طرف فيها احد الحوثيين، اشعر بإشفاق شديد على المواقف السخيفة الكثيرة التي يقحمون انفسهم فيها.. الحوثيون الذين عانوا من اضطهاد المخلوع عشرات السنيين بسبب تصديهم لفساده .. ما ان سنحت لهم الفرصة و القوة لإحقاق الحق، و الانتصار لشعبهم، الذي عانى كثيرا بسبب الظلم و التمييز في ظل نظام المخلوع... جعلوا من انفسهم جلادين جدد ليستمروا بظلم الاخرين ليمارسوا!!! بل ووضعوا ايديهم بيد ذلك الفاسد، الذبظي ملأوا الدنيا نحيبا و شكا من ظلمه، ليتخلى عن دم اخيهم و ابيهم و عامة ابناء صعدة الذين سحقوا بحروب ستة ظالمة ، تناسوا كل ذلك و تحالفوا مع قاتل ابنائهم ليجلدوا الاخرين.. زعموا انهم يحاربون الفساد بينما يضعون يدهم بيد اكبر من عاث في الارص فساد ... بل و يقومون بالسطو على المال العام من البنوك بشكل كامل.. خرجوا لإسقاط جرعة و هاهم يضعون شعبهم تحت اسوأ النكبات الاقتصادية.. دخلوا حرب عدوانية استقووا على الجميع...بل و يفرضون على الناس ،بغض النظر عن قناعاتهم ،استقطاعات من رواتبهم لشراء اسلحة يقتلونهم بها... لذلك فقد تاهوا بين الحق و الباطل.. و اعتبروا ان ليس غيرهم يمتلك الحق ... فعندما يتحدثون تجدهم مفلسون عاجزون تمام عن التحدث لا يمتلكون حجج و لا قاعدة يؤمنون بها و يستندون عليها... لا يملكون الا التبرير و التبرير لكل جريمة يرتكبونها.. وعادة ما ينتهي بهم الأمر بالخروج عن الاخلاق و السلوك الحسن.. فيقومون بالقذف و الشتم و رمي المايكرفونات ومغادرة الاستيدوهات.. او ما نراه منهم من تعصب و غضب و اتهام الجميع بالخيانة و العمالة! تجدهم مجرد انشائيون يبحثون عن اجابات و تبريرات لكل موقف يحرجهم.. و ما أكثر تلك المواقف.. يبررون فعلهم بكل السبل ،و ينتقدون الاخرين لأفعال ربما أكثر حشمة من أفعالهم... باختصار هم كمن يقذف بيوت الناس بالطوب و بيوتهم مصنوع من زجاج.. فهم في مواقف لا يحسدوا عليه ..فقد ارتكبوا من الجرائم والحماقات و الاعمال المنافية للدين و الاخلاق و السلوك الطيب، الى الحد الذي لا يستطيعون معه تبرير اي فعل يقترفونه!! فقد تساووا مع تنظيم داعش و القاعدة من حيث جرائم القتل البشعة! و تساووا مع العصابات من حيث السطو على البنوك! وعندما ينتقدون عاصفة الحزم مثلا فهم بالمقابل يدافعون و يبررون علاقاتهم المشبوهة بإيران و تدخلاتها في المنطقة بشكل سري و في سوريا و العراق بشكل فاضح.. بقوة السلاح يطلبون من الجميع التحاور و لكنهم يريدون النتائج المسبقة و التي تخدم تطلعاتهم و اطماعهم في بسط هيمنتهم على كل موارد البلاد و على كل العباد في الشمال و الجنوب .. يرفعون السلاح بوجه الدولة و اي من يقف ضدهم ..و يبررون قتلهم العزل الذين يدافعون عن دينهم و عرضهم و ارضهم ، بان اولئك دواعش يحاربون الشرعية.. و لاحظوا ان الشرعية اصبحوا هم و ليسوا هم من خرج عليها!! يقتحمون معسكرات الدولة و ينهبون الاسلحة بكل انواعها و يشجبون عندما اقتحم معسكر الصولبان في الحبيبة عدن ضد المتمرد السقاف... يقصفون المدن في الجنوب و يحرقونها و يعدمون الاسرى .. و يتحدثون عن جرائم حرب عندما قصفت عاصفة الحزم معسكرات مليئة بالأسلحة التي اساسا تستخدم لقمع الشعب و المعارضين لهم... يريدون حوار و هم يضعون الحكومة و رئيس البلاد تحت الاقامة الجبرية.. و يريدون ان يسرحوا و يمرحوا بكل حرية... يطلقون الاسماء الغريبة على كل من يخالفهم قبل الشروع في عملياتهم الحربية ضد المدن و ساكنيها... استحلوا دماج تحت مبرر محاربة التكفيرين و القاعدة.. و كذلك ضربوا عمران و حاربوا سكانها و جيش محسوب على الشرعية بعد ان جهزوا التهم بان الجيش بيد الاصلاحين.. و دخلوا صنعاء تحت مبرر الجرعة و اسقاط الحكومة و لما صار كل شيء كما يريدون و اسقطوا الحكومة ..بل و اكثر احتلوا صنعاء و اصبحوا يسيرون كل اجهزة الدولة كما يرغبون ..حتى القنوات الفضائية الرسمية و الصحف اصبحت ملكا لهم.. استباحوا صنعاء و اسقطوا مدن الشمال تباعا.. فرضوا اتفاقياتهم و اعلنوا دستورهم... و لم يتوقفوا بل انهم اهانوا الدولة ممثلة برئيسها و حكومتها و وضعوهم تحت الاقامة الجبرية.. و لما فروا جن جنونهم كيف يفروا اذا فهم خونة... و استمروا باختلاق الاعذار تلو الاعذار .. حتى وصلوا مع اعذارهم الى ابواب عدن بحجة ملاحقة الدواعش و القاعدة... و قد اعدوا لذلك اليوم بمساعدة المخلوع اعداد محكما.. و لولا صلابة المقاومين ابناء عدن و عاصفة الحزم ... و قبل كل شيء فضل من الله سبحانه و تعالى .. لكانوا الان يسرحون و يمرحون في كل مكان و يدنسون الحبيبة عدن.. و لكنا الان نخضع تحت دكتاتورية بمكون جديد اشد ظلما باختلاطها مع حقد الطاغية المخلوع...او ربما لكنا اليوم نعيش جولة اخرى من الاقتتال بينهم و بين المخلوع للاستئثار بالسلطة!