ما الذي جلبته لنا مناورة (الفجر الجديد) التي تفاخر البعض بها على حدود المملكة سوى الحرب والدمار وإراقة دماء الأبرياء الذي تخلفه اليوم (عاصفة الحزم)؟!. تحالف الحوثيين مع عفاش قتل مشروعهم في بدايته وجعلهم أمام واقع جديد، وخلق لهم أعداءً في كل مكان، وبسبب الأخطاء الكارثية التي وصلت حد القتل ولم يكونوا يعيروها أي اهتمام، تزايد السخط الشعبي ضدهم حتى وإن كانت تلك الأخطاء مفتعلة بأيادي حليفهم صالح لكنهم في الأخير كانوا هم الواجهة أمام الشعب. (الانتفاخة الكاذبة) التي أصيب بها الحوثيون بعد سيطرتهم على العاصمة وتلتها تباعاً بقية المدن جعلتهم يضربون بكل ما هو (معقول) عرض الحائط وكانت النتيجة أن دماء الأبرياء من المدنيين – والعسكريين أيضاً – هي الثمن. إذا كان عبدالملك الحوثي يستطيع (الصبر) تحت ضربات التحالف وهو مكتوف اليدين – وكأنه ينتظر معجزة من السماء – فهناك شعب بأكمله من مؤيدي الحوثي ومعارضيه والصامتين غير مستعدين للمجازفة بأرواحهم ودمائهم (على الفاضي)، هذا يسمى انتحار... هل يعلم (حفيد الرسول) أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بقي قرابة 13 عاماً حتى باشر بنشر الدعوة واستعد لخوض المعارك البرية؟، بل إنه هرب من (بلده) مكة إلى المدينةالمنورة حتى لا يعرض نفسه والمؤمنين به للاضطهاد والقتل. هل سيبقى عبدالملك الحوثي منتظراً حتى تباشر المملكة معركتها البرية؟! هل كان هذا ما يعنيه حين ظل يردد في خطابه الأخير كلمة "الاستعانة بالصبر"؟!. إذا كان الحوثيون واثقون من قدراتهم القتالية في المعارك البرية فلماذا لا يباشرون هذه المعركة هم، بدلاً من انتظار قوات العاصفة.. على الأقل رداً على القصف الجوي الذي تقوم به قوات التحالف ومن أجل تخفيف الضغط على المدن اليمنية التي يدفع أبناؤها الثمن باهضاً.