وجه الدكتور عبد الحميد شكري رئيس المجلس الوطني الاعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب رسالة لولد الشيخ احمد المبعوث الاممي الجديد الى اليمن . وطالب شكري دراسة ملف شعب الجنوب العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة , والتي أصدرت قراراتها بمنح شعب الجنوب العربي الاستقلال في الستينيات، موضحاً :"حتى لا تقعون في نفس الأخطاء التي وقع فيها المبعوث السابق السيد (جمال بن عمر)".
ولأهمية الرسالة ننشر نصها : السيد / إسماعيل ولد الشيح أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن المحترم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب يهديكم أطيب التحايا , ويرحب بكم لزيارة الجنوب العربي المحتل (ج.ي.د.ش) حتى 22مايو العام 1990م , وهو يوم النكبة الكبرى لشعب الجنوب العربي , عندما وقع قيادات النظام الشمولي السابق اتفاق وحده غير شرعية مع (ج.ع.ي) دون استفتاء شعبنا الجنوبي ومخالفا لدستور الدولة حينها , والذي لا يعطي أي مسؤول الصلاحية بالتنازل عن ذره من تراب الدولة إلا بإستفتاء الشعب , وبعد ذلك الاتفاق بدأت الخلافات بين المسؤولين في سلطة الدولة الجديدة والمسمى ب (الجمهورية اليمنية) , ولم تستطيع إيجاد حلول للخلافات .
وفي العام 1993م , أجريت انتخابات نيابية , صوت فيها شعب الجنوب لممثلي الحزب الاشتراكي الحاكم سابقا ليس حباً فيه ؛ بل كرهاً لما سمي بالوحدة , بينما صوت اليمنيين لأحزابهم ,المؤتمر الشعبي , والإصلاح , وكان واضحاً أن البقاء في وحده غير مقبول من قبل شعبنا الجنوبي , واستمرت الخلافات , حيث أعطي التمثيل لشعب الجنوب العربي في مؤسسات دولة الوحدة ( النكبة ) ما يعادل عدد ممثلي محافظة من محافظاتاليمن أي انتهت الشراكة المزورة أصلاً .
وفي 27 ابريل 1994م , أعلن رئيس الدولة اليمنية الشريكة مع دولة الجنوب العربي الحرب على الجنوب , أنتهت الحرب بتدمير الجنوب , وقتل الآلاف , وتشريد عشرات الآلاف إلى خارج البلاد كلاجئين , وسرح كل الجنوبيين من المؤسسات العسكرية , والمدنية , وتم نهب ومصادرة أملاك وأراضي شعبنا الجنوبي , ونهب ثرواته وأستمر ذلك حتى الوقت الحاضر , ولم يصمت شعبنا الجنوبي العربي , وأستمرت مقاومته بأشكال مختلفة إلى أن أصبح الملائين من أبناء شعبنا الجنوبي العربي يعلنون للعالم اجمع وبالذات منذ 2007م , انطلاق ثورتهم السلمية , وأطلق عليها الحراك الجنوبي السلمي , من أجل تحرير الجنوب العربي , ورحيل الاحتلال اليمني .
وأقيمت المهرجانات الكبرى الذي نقلتها وسائل الإعلام المختلفة , وواجهها الاحتلال اليمني بالرصاص الحي وسقط خلالها الآلاف من الشهداء والجرحى , وزج في المعتقلات أكثر من خمسون الفاً من أبناء شعبنا الجنوبي وقيادات الحركة الشعبية السلمية التحررية ( الحراك الجنوبي ) , ومناضلي شعبنا , ووجهت العديد من الرسائل والبيانات إلى الأممالمتحدة , وتحرك شعبنا الجنوبي في الشتات لدعم حرية وإستقلال الجنوب , ومنها أمام مقر الأممالمتحدة في نيويورك , وسلمت رسائلنا وبياناتنا ومناشدتنا لحماية شعبنا الجنوبي من جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال اليمني ضد شعبنا الجنوبي , ولكن دون استجابة تذكر .
وفي العام 2011م , وبعد أن تأثر شباب التغيير في دولة الاحتلال اليمني بما جرى في شمال افريقيا ثورة تونس , قامت ما سمي بثورة التغيير في صنعاء , بينما كان كل شعب اليمن وشبابه وقواه السياسية يقف مع نظام الاحتلال اليمني ضد شعبنا الجنوبي وثورته السلمية التحررية , وهو الأمر الذي يعني إن لا علاقة لشعبنا الجنوبي بما سمي بثوره شباب التغيير في صنعاء , والتي عبرت عن الصراع بين أطراف السلطة , والتي انتهت بتوقيع المتصارعين في دولة الاحتلال اليمني على المبادرة الخليجية الخاصة بالأزمة في اليمن , ولم يكون شعبنا الجنوبي طرفا فيها , ولم يشارك بإعدادها , ولا التوقيع عليها .
وعندما عين السيد جمال بن عمر ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثا خاصاً إلى اليمن جاء إلى عدن , والتقينا نحن كل ممثلي مكونات الحركة الشعبية الجنوبية السلمية التحررية وناقش معنا إمكانية إشراكنا في ما سمي بالحوار الوطني اليمني , ورفض كل الحراك الجنوبي ذلك , وسلمناه رسائلنا للأمين العام للأمم المتحدة إننا شعب يرزح تحت الاحتلال اليمني منذ 1994م , وإن ما يطلبه هو تشريع لهذا الاحتلال الإجرامي الدموي الإرهابي , وإننا سنواصل نضالنا حتى تحرير وطننا الجنوب العربي وإقامة دولتنا المستقلة واستعادة الوضع الدولي المستقل للدولة الوطنية الجنوبية عضوا في الأممالمتحدة .
وإننا ندرك مسؤولياتنا بعدم الإضرار بالأمن والاستقرار في المنطقة , وهو ما يفسر خيارنا للنضال السلمي , ورد علينا حينها أنه لم يكون يدرك القضية الجنوبية وما يناضل من أجله شعب الجنوب العربي ووعد بتوصيل رأينا للأمين العام للأمم المتحدة , وبعدها فوجئنا بمشاركته مع سلطات الاحتلال اليمني والنظام السياسي اليمني بتزوير مكونات وممثلين بإسم الحركة الشعبية الجنوبية السلمية التحررية (الحراك الجنوبي) ؛ ليشتركوا في ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني اليمني الخاص بحل الأزمة بين المتصارعين في دولة الاحتلال اليمني والمشتركين في جريمة احتلال الجنوب , وفرض واقعا سياسيا بالقوة على شعبنا الجنوبي العربي ؛ الأمر الذي أدى إلى ما يجري اليوم من غزو إجرامي لجيش الاحتلال اليمني ومليشيات الحوثيين وصالح الإجرامية لتجديد الاحتلال اليمني للجنوب العربي , الأمر الذي دعا شعبنا الجنوبي لحمل السلاح والدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال وميليشيات الحوثي الإجرامية التي ترتكب بحق شعبنا الجنوبي اليوم جرائم الإبادة الجماعية وتحاصر شعبنا , وتمنع عنه الغذاء , والدواء , والماء والكهرباء , وجاءت نجدة الاشقاء في دول التحالف العربي وعاصفة الحزم التي أنقذت ما يمكن إنقاذه , وحماية شعبنا الجنوبي من المجرمين والإرهابيين جيش الاحتلال اليمني الجبان , ومليشيات الغدر الإجرامية الحوثيه , ومليشيات صالح الإرهابية .
ومع كل هذا الإرهاب لم تحرك الأممالمتحدة ساكنا , ولم يتحدث السيد جمال بن عمر بل ساعد في كل تقاريره وتصريحاته الغزو الحوثي للجنوب تحت ذرائع غير منطقيه , وعمل على إخفاء ما يجري , وقدم تقارير تزور الحقائق على الأرض ؛ ليصبح شريكاً في الجرائم التي ترتكب اليوم ضد شعبنا الجنوبي والذي سيطالب بمحاكمته مع المجرمين قيادة الحوثيين , والمجرم صالح وأعوانه , وكل من ساند وشارك وأعطى الأوامر بالغزو الإرهابي على شعبنا الجنوبي .
إن كل هذا الإجرام استدعى قيام المقاومة الجنوبية المسلحة والتي يدعمها ويحتضنها كل شعبنا الجنوبي العربي من المهرة شرقا حتى البحر الأحمر ومضيق باب المندب وجزيرة ميون غربا , والتي لم تقبل إلا برحيل الاحتلال اليمني وتحرير كل الجنوب العربي وتحقيق الاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي المستقلة كاملة السيادة عضواً في الأممالمتحدة على كل الحدود الدولية لما كان يسمى ب ( ج .ي .د ش) .
ونتوجه إليكم أيها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن طالبين منكم دراسة ملف شعب الجنوب العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة , والتي أصدرت قراراتها بمنح شعب الجنوب العربي الاستقلال في الستينيات حتى لا تقعون في نفس الأخطاء التي وقع فيها المبعوث السابق السيد (جمال بن عمر) .
وإننا إذ نبلغكم بكل تلك التفاصيل , نؤكد لكم أن أي محاولات ومساعي غير حميدة ؛ لفرض الاحتلال اليمني على وطننا الجنوب العربي الذي يقاوم الغزاة المحتلين اليمنيين والمجرمين الحوثيين ويقدم الآلاف من الشهداء من أجل حريته واستقلاله , لن يكتب لها النجاح , وستستمر الأزمة وعدم الاستقرار في المنطقة , ولا مجال أبداً اليوم لأي ارتباط أو تعايش مع الاحتلال اليمني ؛ بل أن الاستمرار بعدم الاعتراف بحق شعب الجنوب العربي سيحول الصراع إلى اقتتال مع كل ما هو يمني في أرض الجنوب العربي , وسيؤدي إلى مزيدا من الاقتتال , وإهدار مزيدا من الدماء وإزهاق الأرواح وما سيترتب على ذالك من مشاكل إجتماعيه واقتصاديه للشعبين الشقيقين والجارين اليمني والجنوبي العربي , وستستمر حالة عدم الاستقرار والإضرار بالأمن الإقليمي والدولي , وسلامة الملاحة الدولية في هذه المنطقة الهامة للعالم أجمع وهو ما تشهده اليوم وتدركونه جميعا.
إننا في المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دوله الجنوب , نؤكد لكم أن المقاومة الجنوبية لن تلقي السلاح التي تدافع به اليوم عن شعبنا الجنوبي حتى رحيل الاحتلال اليمني , ومليشيات صالح , والحوثي الإجرامية من الجنوب العربي , والاعتراف بحق شعبنا الجنوبي المشروع في الحرية والاستقلال واستعادة الوضع الدولي المستقل للدولة الوطنية المستقلة عضوا في الأممالمتحدة والمنظمات والهيئات الدولية التابعة لها والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د /عبد الحميد شكري رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب عاصمة الجنوب العربي المحتل عدن – 1/5/2015م .