قال تقرير نشر في لندن إن فرنسا تحل سريعا محل بريطانيا كأهم حليف أوروبي لدول الخليج بعد زيارة هامة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمنطقة. ويضيف التقرير إن هولاند أصبح أول زعيم أوروبي يشارك في قمة عربية في السعودية، بعد ساعات من الحصول على عقد دفاعي لبيع مقاتلات لقطر، وهو اتفاق سيقرع ناقوس الخطر في أروقة الحكومة البريطانية. وكان هولاند قال في كلمة أمام القمة إن فرنسا تريد أن تكون حليفا قويا وشريكا ذا مصداقية لدول المجلس، موضحا "نحن نفعل ذلك عن طريق توفير أحسن التكنولوجيا وتوفير السلاح الفعال".
ويشير تقرير لصحيفة (التايمز) اللندنية إلى أن هولاند، انضم بعد توقيعه الاتفاق الدفاعي الذي تصل قيمته إلى 4.5 مليار جنيه استرليني في الدوحة، لقادة دول مجلس التعاون الخليجي عند نقاشهم الأزمة في اليمنوسوريا والاتفاق النووي بين إيران والغرب.
سياسة متشددة
وتقول الصحيفة إن السياسة المتشددة التي اتبعتها فرنسا في المحادثات مع إيران دعا الكثير من الدول الخليجية للنظر إليها كبديل لبريطانيا كأقرب حليف غربي لهم وكأكثر شريك أمني يمكن الاعتماد عليه بعد الولاياتالمتحدة.
وأصبحت فرنسا تحصل على اتفاقات تجارية وامنية كانت في السابق ستكون من نصيب بريطانيا، حسبما تقول الصحيفة. ويضيف التقرير إنه على الرغم من الصلات بين دول الخليج وبريطانيا، فإن الاستراتيجية في الشرق الأوسط ينظر إليها على أنها غير شجاعة ومتخبطة وتابعة للولايات المتحدة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن فرنسا تبنت موقفا مستقلا، تدعمها جهود دبلوماسية حثيثة تلقى استحسانا لدى زعماء منطقة الخليج غير الواثقين بالتزام الولاياتالمتحدة على الأمد الطويل بالمنطقة. وتخلص (التايمز) إلى القول إن ثقة الخليج في الولاياتالمتحدة تقوضت عندما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما شن هجمات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عام 2013.
وقد تأثرت ثقة الخليج في بريطانيا جراء الأمر ذاته، حيث صوت البرلمان البريطاني ضد اتخاذ اجراء عسكري ضد الأسد، بينمالا خرجت فرنسا من الجدل الدبلوماسي بشأن القضية دون أن تتأثر.
حليف وشريك
وكان الرئيس الفرنسي أعلن في القمة أن بلاده تقف إلى جنب الجهود التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي وأنها تريد أن تكون حليفا قويا وشريكا ذا مصداقية لتلك الدول. واضاف أن فرنسا تؤكد دعمها للقوة العربية التي شكلتها دول المجلس في قمتها الأخيرة لأن الأخطار التي تواجهها هي نفسها التي تؤرق فرنسا.
وقال "اتفقنا على ترقية اتفاق الدفاع إلى أعلى مستوى مع خادم الحرمين"، وأشار إلى أنه فعل نفس الشيء مع قطر التي زارها في اليوم السابق. وأكد هولاند أن فرنسا بلدًا مستقلا تتصرف بكل سيادة تلقاء نفسها لذلك يمكن الوثوق بها وهي دائما تتصرف انطلاقا من التزاماتها ولو تطلب ذلك التحرك عسكريا.
كما شدد على هولاند أنه يريد شراكة قوية مع دول المجلس، مؤكدا استقلال فرنسا وسيادتها، مما يجعلها بلدا يمكن الوثوق به، ويعول عليه لأنه يقف عند التزاماته مهما تطلب الأمر. وقال "أود أن أعمل على تعميق الشراكة معكم على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وأن نريد تعميق الثقة بيننا".
تطابق السياسات
وأشار إلى تطابق السياسات فيما يتعلق بالأزمات العربية، قائلا "نحن نقف في سوريا إلى جانب المعارضة المعتدلة ولا نألوا جهدا في مساعدتها وجمعها ودعمها من أجل السلام"، مضيفا أن فرنسا شريك في التحالف الذي يقاتل في العراق وأنها تسعى إلى وحدة العراقيين.
وختم هولاند، قائلاً: إن بلاده تدفع إلى الوصول إلى اتفاق في ليبيا لعودة الاستقرار وإبعاد شبح الإرهاب، كما أنها تقف إلى جانب دول مجلس التعاون من أجل دعم الشرعية في اليمن وضمان "تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي شاركنا في صياغته".
وعرج الضيف على الملف الإيراني، فقال "نعلم أن إيران جزء من مشاغلكم وأن أي اتفاق معها يجب أن يكون قابلا للتطبيق والتحقق منه"، موضحا أن أي اتفاق يجب أن يمنع حصول إيران على السلاح النووي. وقال إن إيران يجب أن تتعهد بأنها لن تسعى للحصول على سلاح نووي، وأن حظر الأسلحة على إيران يجب أن يتواصل، مضيفا أن فرنسا لا يمكن أن تقبل أن يكون أي اتفاق مع إيران سببا لزعزعة الأمن في المنطقة.