أي مفردات انتقيها من قاموس لغة الضاد كي انثرها ورودا على رأسك الصلب أي جمل أنشائية أستعيرها من مراجع البلاغة كي اصف صمود جسدك الجريح بها وأي لسان فصيح استنجد به لأطريك بأحلى وأجمل كلمات الإعجاب إن حاولت التحدث عنك فأنا افتقر للعناصر أعلاه لتساعدني كي أفيك حقك من الوصف وإن تجاوزت معضلة افتقار تلك الأدوات فبماذا أتحدث وأحدث الآخرون عنك. فأنت لست مجرد مساحة في علم الجغرافيا ولست موقعا في خرائط أطلس ولست محافظة في منظومة دولة حاولت واستماتت محاولة في قتلك بل أنتي أسطورة من أساطير العصر الحديث وقصة لم ترويها شهر زاد علي مسامع مليكها شهر يار ونبع متدفق من الحب والعطاء والتضحية أنتي جسد يعشق الحياة إلى حد الثمالة مغرم بالوجود إلى درجة التضحية بنفسه ليبقى مستميتا في تعريف الجهلة والأغبياء بنفسه كي لا يتهوروا ويستنفذوا طاقاتهم وإمكانياتهم في محاولات إركاعه دون جدوى.أنتي الضالع ذلك الاسم الذي يعني القوة والعزة والكبرياء والصمود.الضالع التي تنقري على جدارياتها قصص المجد وحكايات البطولة ومخطوطات النصر فأيها المدينة الشامخة الملفوف خصرها بمجموعة قرى متناثرة تأوي الآلاف الأسود المفترسة المطرز ثوبها بتجمعات سكنية تحتضن ذئاب متوحشة في مواجهة كل طاغية وظالم.أنتي هكذا ولك ألف حق ان تفاخري وتفتخري وتتباهي بنفسك وبأسمك وبكيانك وبأهلك وبتاريخك وماضيك وحاضرك ومستقبلك لأنك بأختصار أشد من الشديد الضالع الأم التي أنجبت أفضل وأشجع وأنبل الأبناء ومصنع أنتج أقوى الشجعان وأمهر القادة وأدهى الساسة والضالع هي من جعل للحياة هدف واحد وللعزة والشرف والكرامة وجه واحد وللأوطان معنى واحد ولاستعادتها طريق واحد لله درك أيتها المدينة الحالمة بالأمن والأمان المفعمة بروح الصبر والتحدي المغرمة بالعطاء والتضحية سكنك الكبرياء منذ ولادتك فسكنتي نبع عطاء في قلوب أبنائك عائشتك العزة فعشتي عزيزة في أحاسيس كل منتمي إليك.الضالع تجرعت مرارة الظلم والتهميش استنشقت هوي التأمر والإلغاء تلقت طعنات الغدر والتخاذل بتواطؤ ومباركة البعض من فلذات كبدها بكل أسف ولكنها لم تخنع وتدفن رأسها في التراب معلنة الرضاء والقبول ولم ترضخ لما أكيل على رأسها من أيادي الأشرار من شرور وترفع راية الاستسلام راضية بما كتبه لها حسادها من قدر. لم تفعل هذه ولا تلك بل نفضت عن جسدها أتربة رواسب ونتائج تلك الأفعال القذرة مستجمعة كل قواها مستلهمة من ماضيها وتاريخ أبنائها ثبات الوقوف بشموخ وقفت كعادتها كالطود في وجه كل المؤامرات فتكسرت على صخور صمودها كل أمواج الحقد والكراهية وأفعال الحاقدون عليها. الضالع أكثر مناطق الجنوب التي نالت من ويلات الوحدة وعقوبات المتوحدون وأكثر المدن الجنوبية دفعت ثمن مواقفها الثابتة والواضحة من الوحدة وأكثر منطقة وهبت للجنوب وثورته وقضية شعبه خيرة أبنائها الضالع منطقة تخضبت بالدماء وضجت بالبكاء صامتة متدثرة برداء الأسى والحزن والصبر والصمود أيضا .فما يحدث اليوم لها وما يدور في حياضها من قتل وتدمير ليس إلا حلقة جديدة وربما أخيرة من مسلسل قتلها الذي تم عرض أول حلقاته مع ميلاد تلك الوحدة القاتلة. قصفت بكل آليات القتل والتدمير حوصرت لأكثر من شهرين متتاليين منع عنها الغذاء والدواء لم تتلقى أي إمداد داخلي أو مساعدة عسكرية من قوات التحالف العربي إلا متأخرا.الضالع أكثر مناطق الجنوب التي تعرضت لقصف وعدوان عشرات الألوية الشمالية وعشرات الألوف من ضباط وجنود ومليشيات الغزاة وكذلك أكبر مقبرة للغزاة المعتدين عليها الضالع دخلت مجبرة حرب الدفاع عن نفسها ليس منذ ميلاد التحالف الحوفاشي بل دخلتها منذ سنوات طوال مضت فقد كانت وما زالت هدف استراتيجي لكل قادة الوحدة واحزابها ومكوناتها وقبائلها ومليشياتها وهاجس استوطن روؤسهم ولم يبارحها ولد إصرارا غريبا عجيبا داخلهم على تركيعها وهو الشي الذي أستعصى عليهم طويلا وسيستعصي طالما بقي رجالها أي الضالع حاملين الحب والوفاء لها وللجنوب.