شعب الجنوب الحر وحركته الوطنية وحدهما من أسقط المشروع الاستعماري الكولنيالي المسمى ( الجنوب العربي ) خمسينات القرن الماضي ، الحركة الوطنية والعمالية الجنوبية مواقفها النضالية الداخلية في مقاومة الاحتلال البريطاني والخارجية في رفض العدوان الثلاثي على مصر 56م وحرب الجزائر مشهودة وموثقة ، أبعد من ذلك التاريخ الوطني الجنوبي كله حافل بالمواقف المشرفة والتي توجتها بإنتصار ثورة 14 أكتوبر 63م على الاستعمار البريطاني وركائزه الرجعية العميلة . حقد جار السوء ( السعودية ) على الدولة الوطنية الجنوببة الناشئة 30 / 11 / 67م بدأ مبكراً وتواصل إلى معركة احتلال الوديعة والشرورة الجنوبيةاليمنية ، مع كل التحديات تواصل النضال والضغط الوطني الشعبي الجنوبي حتى تم فرض الوحدة الإندماجية على نظام الرئيس صالح الموالي للسعودية - حينها - في 22 مايو 90م ، ( الوحدة ) الحلم الرائع لكل اليمنيين غدر به أمراء حرب تكفير واحتلال الجنوب صيف 94م المتمثلين في الجنراليين محسن وهادي وميليشيات القاعدة والإصلاح والسلفية الوهابية التي أزاحة الشريك الجنوبي من مربع الوحدة ، غدر وخيانة أمراء الحرب والتكفير صيف 94م أصاب التوازن النفسي للوعي الوحدوي الجمعي الجنوبي بإختلالات عميقة ، تشوش دفع البعض للبحث عن هوية خارج ( اليمننة ) التي هي أصل العروبة والإسلام . الحمد لله ، أنتصار ثورة 21 سبتمبر وإزاحتها للجنرالين محسن وهادي والمنافقين من الإصلاح والقاعدة والسلفية وآل الأحمر أوجد مناخات إعادة التوازن النفسي للشخصية الوطنية اليمنية شمالاً وجنوبا ، مناخات ثورية إيجابية بشرت بإمكانية حلحلت كل القضايا الشائكة بالوطن اليمني ، يأتي بمقدمة تلك القضايا المؤرقة والمعرقلة لحركة التطور المجتمعي اليمني المسألة الجنوبية ، واقع جديد أجمع الكل فيه بإن الحل العادل للقضية الجنوبية مدخلاً لحل كل القضايا الشائكة التي أعقبت قيام الدولة الوطنية اليمنية الناشئة في 1918م و 30 نوفمبر 67م ، للحيلولة دون حل القضايا المزمنة والغائرة بالجسد اليمني وبما يعنيه حلها وطنياً من ثورة مجتمعية تقدمية يعول عليها في محور المقاومة تدخلت ( السعودية ) بكل ثقلها لإجهاض السلم الإجتماعي والأهلي اليمني ، بعد السقوط المدوي لأذنابها في صنعاء ولت بوجهها شطر الجنوب مستخدمة هادي والقاعدة خنجرا بخاصرة قوى التحرير والاستقلال والثورة في صنعاء ، لذلك وفي ظلال الذكرى الخامسة والعشرون ل ( الوحدة ) المغدور بها من قبل الجنرالين هادي ومحسن وميليشيات الإصلاح والقاعدة المطلوب من ثوار 21 سبتمبر تطمينات بإعادة صياغة وتجديد ( الوحدة ) ، تجديد وصياغة ( الوحدة ) بما يعيد لها وهجها والقها من خلال إعادة الأعتبار للشراكة الوطنية الجنوبية الضمانة الوحيدة لوحدة قابلة للاستمرار . بناء على معطيات الواقع الثوري واهم وأعمى البصر والبصيرة من يعتقد أن أفشال خيار ( الوحدة ) قد يقود الجنوبيين والحراك في حالة أحباط إلى الأرتهان بأحضان الرجعية السعودية ، خيار الحراك الوطني الجنوبي ( البديل ) عن الوحدة الطوعية لن يتزحزح عن استعادة دولة ( ج.ي.د.ش ) مركز ومحور المقاومة الأول بالمنطقة ، حتما وقسما لن يكون الجنوب داعشيا وهابيا سعوديا صهيونيا بل سيكون يمني عربي مسلم شافعي محب لآل البيت (ع) وكل قوى التقدم والسلام ، جنوب يمني ثائر حليف للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية كما كان الحال عليه في اليمن الديمقراطية قبل 22 مايو 90م .. ومن كذب جرب .