منذ ان وطئت اقدام المستعمر البريطاني رمال مدينة عدن الطاهرة 19 يناير 1839 م قاومه شعبنا اليمني ببسالة , اسباب عدة لعل ابرزها غياب تكافؤ موازين القوة مكنت من تمدد قوات المستعمر نحو الداخل الجنوبي , طوال 129 عاما لم تخمد روح المقاومة التي استمرت بأشكال متعددة فرديا وهبات قبلية هنا وهناك, عندما تهيئ الوضع الثوري اللازم لانتصار الثورة انطلق المارد الجنوبي من جبال ردفان الشماء 14 – اكتوبر – 63م وكنس اخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 67م . التطرف و الايادي الاستخباراتية الاجنبية لعبت دورها في اخفاق الثورة عن تحقيق التقدم و العدالة الاجتماعية المنشودة , حيث انجرف (الرفاق) الذين استفردوا بالسلطة الى تصفيات دموية عبثية ضد بعضهم البعض , حالة سلبية حالت دون تحقيق ما كانت تصبوا له الجماهير من رفاه اقتصادي وتطور مجتمعي . الحلم اليماني (الوحدة) الذي كان ابرز اهداف ثورة 14 اكتوبر 63م طالة – ايضا – سوء ادارة الثورة , الدولة الوطنية الجنوبية الناشئة 30 نوفمبر 67م رسخت الانتماء اليها على اساس (المواطنة) لكل اليمنيين من المهرة الى صعدة , تلك الروح الوحدوية النقية جنوبا ذهبت الى وحدة 22مايو 90م جاعلة من حصة دولة الجنوب في مجلس النواب بما يعادل حصة محافظة شمالية (صنعاء) , روح طيبة قابلتها للأسف القوى التقليدية المتأسلمة ممثله بحزب الاصلاح والجنرال محسن بخنجر الغدر المسموم للشريك الجنوبي , سوء نوايا القوى التقليدية عبر عنه بدموية غادرة في حرب وتكفير الجنوب صيف 94م التي خدشت عشق (الوحدة) في الوعي الجمعي الجنوبي . الحمد لله , تأتي الذكرى ال 51 لثورة 14 اكتوبر المجيدة في ظل اجواء جديدة ونظيفة وفرها انتصار ثورة الشعب في 21 سبتمبر 2014م , حيث استطاعت هذه الثورة الصادقة المباركة اسقاط امراء حرب وتكفير الجنوب صيف 94م , حالة وطنية جديدة تشكل مدخلا حقيقيا لإعادة الاعتبار للشراكة الوطنية الجنوبية , الثقة بالعهد الجديد ترسخه المواقف المبدئية للأحبة (انصار الله) الذي كان قائدهم المؤسس الشهيد حسين بدر الدين الحوثي (رضي الله عنه) سباقا برفض حرب وتكفير الجنوبيين من موقعه بمجلس النواب حينها , طمأنة يزدها رسوخا مواقف قائد المسيرة القرآنية السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) في الانتصار للمظلومية الجنوبية وحلها حلا عادلا يرضي جماهير الحراك الجنوبي السلمي المعبر عنها في الساحات و الميادين.