التجربة اثبتت أن أي فراغ امني في الجنوب تملئه سريعا الأذرع العسكرية للإسلام السياسي التكفيري ، مع ان واقعا من يخلخل سلطة الاحتلال جنوبا ليس الاسلام السياسي بل ( الحراك ) القوة السياسية ذات القاعدة الشعبية الاوسع ، حالة مربكة تعطي انطباع خاطئ للمتابع الخارجي المهتم مفادها ان الحراك الجنوبي بالنتيجة يوفر حاضنه شعبية للإسلام السياسي ، حتى لا يجد ( الحراك ) نفسه في مرمى الشبهات و معزولا لا تأثير له على العملية السياسية التي يرعاها المجتمع الدولي لابد من اعادة تقييم للمسيرة . ميزة الجنوب و معاناته في موقعه الجيو- سياسي الذي جعل منه منطقة جذب حيوية للقوى الكبرى و مصالحها المعقدة , تجاهل حسابات المصالح المعقدة للقوى الكبرى و متطلباتها اول اخطاءات الحراك الجنوبي الجوهرية ، عوضا عن توظيف الاهمية الجيو- سياسية لصالح الجنوب أستثمر نظام صنعاء الفوضى المحدثة من الاسلام السياسي لا خافت اصحاب المصالح الدولية من توجهات الحراك الجنوبي ، ماكينة اعلام امراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94 لعبت دور نافخ الكير للمخاوف من الفوضى المتأسلمة ، ضاعف من تأثير حملة التحريض غياب حامل مسك اعلام مدنية الحراك الجنوبي الذي اخترقت قطعان من الاسلام السياسي ساحاته ، حيث المعروف عالميا عن الاسلام السياسي تميزهم بعقلية نمطية واحدة و ان اختلفت مسمياتها : اخوان ، اصلاح ، النهضة السلفية ، انصار الشريعة ، القاعدة ، داعش ، الهيئة الشرعية ، جبهة النصرة ، ... الخ . فوضى ( الاسلام السياسي ) التي داهمت المشهد السياسي الجنوبي بدموية مفرطة فرضت ضرورة شراكة الجهد الجنوبي في الساحات و السلطة مع الجهد الدولي لمواجهة الارهاب المتأسلم ، شراكة الحرب على الارهاب واجب وطني و انساني خلاف فهم البعض باعتبارها اعادة انتاج الاحتلال عبر بوابة حوار فندق موفنبيك ، للضرورة احكام أبرزها التعاطي الايجابي مع الواقع بثورية تنئ به عن الاستسلام له في معركة نوعية للحراك الجنوبي للبناء عليه و تطويره و صولا للانتصار للحلم الجنوبي ، هاجس الحذر عند التعاطي مع العملية السياسية الذي يرعاها المجتمع الدولي مردها هيمنة القوى التقليدية المتأسلمة الشمالية على لجنة صياغة دستور حوار فندق موفنبيك ، ما تسرب من مطابخها عملية سلق على عجل لدستور فدرالية تتيح فقط للناس لوم حكوماتهم المحلية و تحول دون تمكينهم من حقوقهم السياسية ، محاولة لفرض واقع دستوري يطلق يد النافذين من امراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94م في استمرار احتلاله و نهب ثرواته مع احتمالات احداث عملية ازاحة سكانية على الطريقة الصدامية. الخلل و الخطر المحدق بالجنوب لم يعد محصورا في لجنة صياغة دستور مخرجات حوار مطعم موفنبيك / صنعاء ، هنالك - ايضا - قانون ( العدالة الانتقالية ) شريكا حكومة المبادرة الخليجية من امراء حروب 26 يونيو 78 م و 13 يناير 86 م و حروب صعدة الست هما من يقوما بإعداده بعيدا عن الضحايا ، اسوا وقاحات مخرجات حوار مراقص موفنبيك للقوى التقليدية المتأسلمة ان تشريعات حقوق الانسان تطبخها ايادي عميلة لأمراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94 م المشهورة بانتهاكاتها ، مفردات اذا اجاد الحراك الجنوبي تجميعها بمصفوفة عملية سياسية نضالية تتقاطع مع حسابات المصالح المعقدة للدول الكبرى تشكل مدخلا لتحقيق الحلم الجنوبي بوطن و هوية .