ربما اكون مخطئا ، مع ذلك مواقف اصلاحيي البيضاء و الرأس مال الطفيلي بتعز ضد ( أنصار الله ) بأنهم محتلين مؤشر على تصاعد ثقافة الكراهية ، اول ارتدادات هذه الثقافة المريضة تزايد المطالبات الجنوبية بترحيل ابناء البيضاء و تعز من عدن باعتبارهم بؤر استيطانية ، يزيدها قتامه تحليلات غراب (B.B.C ) بأن جريمة اكاديمية الشرطة/صنعاء تأتي في أطار الفعل ورد الفعل ، تبرير و غطاء ايدلوجي لجريمة ذبح الجنود في قطن / حضرموت باعتبارها ردة فعل على مجزرة عزاء سناح / الضالع !! . ان مواجهه دعوات الكراهية تنجح اذا بدأت من خط البداية و بعيدا عن الانتقائية ، حيث كانت الوحدة اليمنية الثقافة السائدة و الاكثر شعبية في كل الجنوب منذ استقلال اليمن 1918 م ، مطالبات ( الحراك) بالعودة لما قبل 22 مايو 90 م احد ارتدادات حرب و تكفير صيف 94م ، تلك الحرب الظالمة خدشت الوعي الجمعي الوحدوي وحولت ( الوحدة) واقعا الى احتلال بغيض ، رفضا للإقصاء و التهميش و ازاحتهم من مربع الوحدة استذكر الجنوبيين هويتهم ( الحضرمية ) السائدة قبل الاستقلال 30/11/67م , موقف لم يكن ردة فعل عاطفية بل كانت مبررة اخلاقيا و وطنيا ، حيث لم يذهب ( الحراك ) لمربع المشروع الكولنيالي الاستعماري البريطاني ( الجنوب العربي ) رغم كل مرارات غدر الشريك الشمالي .
الحمد لله ، السقوط المدوي للظالمين و الفاسدين من امراء حرب و تكفير صيف 94م في ثورة 21 سبتمبر 2014 م اعاد التوازن للشخصية الوطنية شمالا و جنوبا ، ثورة جاءت بعد توافقات مؤتمر حوار / موفنبيك التي اجمعت ان وحدة 22 مايو 90م اسقطتها الحرب و فتاوى التكفير ، جدية اعادة الاعتبار للوحدة والحل العادل للقضية الجنوبية اول متطلباتها العودة لخط البداية ، كون واقع الوحدة شمال و جنوب يظل خط الاساس الذي لا يمكن تجاهله و على اساس ندي و حر ، مشروع الاقاليم الستة كلفته الاقتصادية قاصمة لظهر الدولة اليمنية الفقيرة و الهشة اصلا ، مشروع الاقاليم يؤسس للكانتونات المؤصلة لثقافة الكراهية الذي يروح الذي يروج لها اصلاحيي البيضاء و من يريد احتكار تعز اقطاعية خاصة لا سرته.