طهارة الحياة وصحتها وسلامتها هي مصدر الاستقرار والعيش الكريم والعدل لان لا وجود فيها للنفس النجسة وصانعة المؤامرات والدسائس وتشويه القيم والمبادئ في المجتمع والضامن لهذه الطهارة هو الوعي الاجتماعي الذي يرفض ويلفظ هذه النجاسة فالتخريب يبدأ في الوسط الاجتماعي لخلق مجتمع يتقبل النجاسة ويحملها وما حدث لعدنالمدينة الطاهرة التي نجسوها في حربهم الظالمة 1994م بالمظالم والحرمان وقطع الأرزاق وتدمير البنية الاقتصادية للمدينة دفع بشريحة كبيرة جدا من هذا المجتمع المدني المستقر والقنوع بحياته البسيطة والهنيئة للحاجة والفقر الذي سبب حالات نفسية واجتماعية معقدة وصعبة غربل المجتمع وطفت على السطح المصالح والأنفس السيئة والنجسة لتدوس على الشرف والنزاهة والعزة فتربع أسو القوم على المدينة فلا تستغرب عندما تجد النجاسة منتشرة في مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني بتهميش الكفاءة والإبداع وأصحاب العقول والأفكار النظيفة الطاهرة فلا يصدق العقل ان قوادا صار دكتور جامعي وتنجست مؤسسات الفكر والعلم وصارت الرذيلة أستاذة والأستاذة متهمة والفساد تاج ومفتاح للوظيفة والشرف تهمة وجبن وبلاهة وانقلبت الموازين والقيم رأسا على عقب كل هذا للأسف حدث للجنوب بعد 1994م وأدواته جنوبية ولعدن بأدوات عدنية حتى في أوساط حزبهم الحاكم جردوه من الجمال واستبدلوه بالقبح الذي صدروه إلى كل مرافق الدولة فنخروا المجتمع ونهبوا الثروة والأرض وتطمس التاريخ وداسوا على القيم والمبادئ وقدموا الطاعة للطغاة والمستبدين وقبلوا ركبهم وتنفذ أجنداتهم وتنعموا بنعيمهم على حساب حلم وطموح شعب بددوه واغتالوه . 25 عاما من التخريب والتشويه اعتلا ذوي المصالح والأنانيات فتشكل هذا القبح المدعو الطابور الخامس الذي يعيق النضال والكفاح من اجل التحرر اليوم كثيرا ما نسمع عن هذا الطابور وهو موجود فينا وبيننا من تربعوا على عدن وحموا وساندوا قوى الفساد والطغاة والقتلة وعندما ثار الشعب الأبي ليسترد حقه وحقوقه ويحافظ على ما تبقى من وطن ومدينة ويتحرر من سلطة الموت والطغيان التحقوا ليكون نقطة سودا في جسد الثورة المباركة ويعيقون نجاحها رددوا شعاراتها وتواجدوا في مخيماتها وتخندقوا في أوساطنا ويحملون هدفا غير هدفنا تشويه الثورة وخلط أوراقها ويقدمون المعلومات الاستخباراتيه والإحداثيات للأعداء هم من سلحهم رأس الأفعى وتحولوا لعصابات ترعب وتهدد السلم الاجتماعي وتنهب الأرض والثروة وتدمر البنية الاجتماعية هم تجار السلاح والممنوعات والسطو على حقوق ومستحقات الآخرين يعملون على إزكاء المناطقية والطائفية والمذهبية من يصنعون البلاء والبلية ليبررون بها الأمراض الاجتماعية والصراع الدائر لينقذوا أسيادهم المدنسين بالطغيان والاستبداد والفساد على الأرض والعرض والثروة والإنسان شمالا وجنوبا وهم عصابة فيها من كل بقاع الأرض اليمنية جمعتهم المصالح ونجاسة النفس ورذالة الهدف وحقد ومرض الروح أنهم الطابور الخامس من يطيعون الزعماء ويقدمون الطاعة العمياء ويجمعون أموال الحرام والصور المنمقة زورا وبهتان وهم من الداخل خراب ودمار ونفس خبيثة ومليئة بالأحقاد والضغائن والمصالح الضيقة والنفس الأنانية والروح النتنة كأحد المرضى اليوم يوزع صكوك المواطنة وفق مسقط راس الأب والجد وبالأمس وصف زعيمهم المخلوع انه وساما في صدر الوطن شكلا قبيح من أشكال النفاق للحصول على درجة وظيفية او سلطة قذرة وغيره ممن يستغل مقاومة وطن للشفاء من علله ويسطوا على أراضي المتنفسات والغير أنهم قاذورات الوطن عندما احتاجت لهم عدن تركوها تواجه مصيرها وفرو مذعورين كالجرذان ناهبين السلاح والمال وقدم شبابها أسطورة نضالية أذهلتهم ومرغت أسيادهم في وحل الخزي والعار . اليوم عدن تحاصر من أعدائها في لقمة العيش والقوت والاحتياجات والدواء تجويع متعمد مع سبق الإصرار والترصد وعملائهم في الداخل يبتاعون ويشترون في معانات الناس ويستغلون حاجاتهم واحتياجاتهم يمررون للمدينة ما سمح لهم أسيادهم دون غيرهم ليبيعونه بأسعار مضاعفهم لتثقل كاهل الإنسان وتزيد من معاناته ومساؤه ( ما كنت مصدق ان أعيش يوما في عدن افتقد لكيس ملح طعام ومن أشهر معالمها المملاح ) وتخلق لديه حالة من التذمر في عدم القدرة على الشراء أنهم نفس الأدوات ويصنعون نفس المعانات حلقات تكمل بعض لتخنق عدن وأبنائها تواصل متعمد لحصار عدن من داخلها وخارجها . علينا محاربتهم وحصارهم ونرفض ان نكون جزء من المشكلة التي تؤرق حياتنا ونصبر ونتحمل معا نتآزر ونتكاثف لنشكل طوق قوي ومتين يخنقهم قبل ان يخنقوننا اعرفوا مصالحكم وأعدائكم من أصدقائكم فمن كان يوما مشكلة لا يمكن ان يكون اليوم حلا .