تابعنا مقابلة الرئيس "علي ناصر محمد" الأخيرة مع صحيفة "الاخبار" المصرية والتي تطرق فيها الرئيس ناصر الى الأوضاع بشكل عام في اليمن وفي الجنوب بشكل خاص ! الرئيس ناصر ذلك السياسي الذي بحق يمارس العمل السياسي بإتقان متمكن بعيدا عن العاطفة وأكثر قربا الى "فن الممكن" لقد كان الرئيس ناصر واضح في طرحه وفي كل جواب كاد ان يلامس الواقع ويصيب كبد الحقيقة ! انها خبرة رجل من الطراز الأول وممن يفهمون لغة السياسية بكل ابعادها القريبة والبعيدة السياسية التي قال عنها الرئيس ناصر في رده على سؤال ..كيف اصبح "الحوثيين " وعلي عبدالله صالح حلفاء فأجاب .. ان في السياسة كل شيء ممكن بما في ذلك ان يصبح أعداء الامس حلفاء اليوم ! هكذا السياسة وهكذا يجب ان يفهمها الجميع وخصوصا الاخوة الجنوبيين الذي وللأسف الشديد أكثرهم لا يفهم إلا لغة ان لم تكن معي فأنت ضدي ! والأسوأ من ذلك أولئك الذين يخونون كثيرا من القيادات السياسية الجنوبية التي لا تعمل بنفس ما تفهمه تلك العقليات وفهمها المحدود! وتلك الأصوات التي ما ان تتابع تصريح او مقابلة صحفية لمثل الرئيس ناصر وما قاله بالأمس إلا وتتهجم وتكيل تهم التخوين وفي هذا والله كثيرا من التعجب ! فماذا مثلا تريد الرئيس ناصر ان يقول حول قضيتنا الجنوبية أكثر من اعتبارها "الأساس " لأي مؤتمرات او حلول للوضع القائم في اليمن بشكل عام! ماذا يقول أكثر من ان لا حل يمكن تنفيذه على ارض الواقع إلا ما كان يضمن حق الشعب الجنوب في "تقرير مصيره" نعم ان تقرير المصير يعني الاستقلال وبالطرق السياسية القانونية والشرعية التي تخرج الجنوب من مستنقع وقع فيه يوم تم تسليمه في وحدة غير متكافئة ولم يراعا فيها ابسط المعايير لضمان حقوق الشعب الجنوبي في وحدته مع الشمال! انها مشكلة قائمة وليس من حق احد ان يتهم هامة وطنية كبيرة بحجم الرئيس "علي ناصر محمد" من انه يتآمر على القضية الجنوبية! ولكن عكس ذلك ومن يفهم لغة السياسة يدرك جيدا ان الرئيس ناصر من أكثر القيادات السياسية الجنوبية التي تتألم لما يحصل في الجنوب ومن انه الأبرز على الساحة الجنوبية ممن يعمل بصمت وبطرق سياسة أكثر دهاء وحنكه وفيها من بعد النظر ما جعل أعداء الجنوب للأسف يفهمون خطورتها وتأثيرها عليهم أكثر من فهم الجنوبيين لها ! وقد يقول قائل ما هذا إلا مدح للرئيس ناصر ولكن نقول لا ...الرئيس ناصر حجمه أكبر من أي كلام غير متوافق مع ما يقوم به ! وقد يقول قائل ما هذا إلا لخصوصية العلاقة بالرئيس ناصر ... وهنا نقول نعم ان هناك خصوصية في العلاقة مع رئيس احترمناه كثيرا وقدم لنا كثيرا وتاريخه النضالي مشرف وسجله يكاد ان يكون انضف سجل سياسي في الجنوب ! كما كان عهده العهد الميمون والعهد الذي مثل افضل فترة حكم شعر أبناء الجنوب بوجودهم وبالحرية والامن والأمان ! هذه خصوصية علاقاتنا بالرئيس ناصر ولا يستطيع احد ان يزايد علينا في الإخلاص لقضيتنا الوطنية الجنوبية التي سنظل نناضل حتى يتحقق لشعبنا حريته وتقرير مصيره بنفسه نحو الاستقلال سنظل نناضل جنبا الى جنب مع الرئيس علي ناصر محمد والرئيس علي سالم البيض والرئيس حيدر العطاس وكل الشرفاء من أبناء الجنوب داخل الوطن وخارجه حتى يتحقق لشعبنا ما يصبوا اليه وسنظل ندعم كل الجهود السياسية التي تعمل بالعقل ومن أجل القضية لا مشكلة ان نتنازل عن موقف سياسي لتوظيف ذلك لصالح موقف سياسي آخر اكثر ما يقال عنه "فن الممكن" حفظ الله الشعب الجنوبي والمغفرة والرحمة للشهداء الابرار والدعاء للمولى عز وجل ان يشفي الجرحى ويفك الاسرى وليستمر النضال السلمي السياسي والتصدي للغزاة في كل شبر من ارض الجنوب الغالية عاشت الجنوبية حرة ابية مستقلة