على أية حال لم تذهب هذه الصرخة هباءًا. فقد برهنت بجلاء، كيف يوظف الدين، ويستمرئ تلطيخ عبارة "الله اكبر"بلون الدم، والتي اضحت نذير قتل وموت ودمار وارهاب في الذهنية المعاصرة، بسبب القاعدة وداعش وبيت المقدس وانصار الشريعة وانصار الله وغيرها من الجماعات التي "تعمل" تحت ظلالها. اما مقولة النصر للاسلام، ليتني اعلم اي اسلام تقصده هذه الصرخة؟ هل هو: - اسلام القابنجي؟ - اسلام حسن البنا؟ - اسلام محمد عبدالوهاب؟ - اسلام السيستاني؟ - اسلام الزنداني؟ - اسلام اردوجان؟ - اسلام البغدادي؟ أم اسلام الشيعة دون السنة وغيرها من الفرق حول العالم؟ مع علمنا مقدار تكفير كل جماعة للاخرى! اني أعجب لجماعة فتية تؤسس لمشروعها، وتلخصه في صرخة، متجاهلة كل الارث الفكري الانساني خلال ثلاثة آلاف عام، ناهيك عن قفزها على تجاذبات وارهاصات الفكر الديني التوحيدي، وصراعه مع العلم والفلسفة . متناسية تماما ان البشرية حققت اعظم انجازاتها الحضارية الحديثة بسبب علمانية التوجه وسيادة القانون والنظام وابعاد التأثير الديني عن التعليم والابحاث وسلطات الحكم والادارة والقضاء! ناهيكم عن دعم حرية الفكر والفن والابداع والسعي للعمران خارج الارض. ولا ننكر انه حتى الان الكثير من السياسيين يستشيرون منجمين قبل اتخاذ القرارات الهامة. في زمن النانو والتواصل اللحضي مع اي نقطة في العالم ، هل يصح ان ترفع جماعة فتية في اي بلد حول العالم شعار اللعنة على المسلمين او اللعنة على المسيحيين ؟ او الموت لايران أو الموت لأسبانيا؟ ونشره في الاعلام وترجمته لعدة لغات ووضعة على اللافتات ونقاط التفتيش وعلى أسلحة جيش دولة عضو في الامم المتحدة؟ هل حقا ستكون هذه الصرخة عنوانا لليمن الجديد دنيا ودين؟ هل في هذه الصرخة خداع وتضليل ؟ ام انها توجه حقيقي مدروس بعناية ؟ وان اقصى ما يمكن تحقيقه منها هو الابقاء على الاتباع الصادحين بها وعدم انفراط عقدهم ؟ ولكن ! عزاءكم يا اخوتنا في اليمن، ان شعارات البعث لم تنفذ على ارض الواقع، وشعارت الناصرية لم تنفذ، وشعارات الاشتراكية لم تنفذ، وشعارات الاخوان لم تنفذ ، وكذا صاحب الكشك الذي اطلق عليه اسم "المركز الاستشاري العالمي للنظم والحلول التقنية"، طول وقته يمضغ نبتة خبيثة بجوار كشكه!!!