هناك أزمة أخلاقية يُعاني منها أنصار الله "الحوثيون" في الجنوب بعد تمكن هادي من جرهم الى مواجهات عسكرية فيه عقب نزوله عدن واعلانها عاصمة له ولسلطته. بدافع تلك الأزمة الأخلاقية لا بدافع الضغط العسكري يسعى الحوثيون جاهدين لإيجاد مخرج لهم وللجنوب عبر تسليم المناطق التي يسيطرون عليها الى تيار سياسي جنوبي وسطي لا يميل الى أي من محاور الصراع والحرب المستعرة حالياً، ويجنب الجنوب مزيداً من الدمار والضحايا، تمهيداً لحال نهائي وعادل للقضية الجنوبية. لا يطلبون من ذلك التيار الجنوبي الجاري تشكيله الا أمرين لا ثالث لهما، الأول هو أن لا يعترف بشرعية سلطة هادي ولا يسمح له بالعودة كرئيس جمهورية، والثاني أن لا تُمنح القاعدة مناطق آمنة في الجنوب تتمكن من خلالها من الاعداد لعمليات تفجير واغتيالات، أو الانطلاق منها لفتح جبهات مع الحوثيين. باعتقادي أن تلك مطالب معقولة ومحقة من الناحية السياسية، ولا تُعبر عن أي اطماع للحوثيين في الجنوب، وتتسق مع الخطاب الذي طالما روجوا له منذ سنوات، ومن خلال تلك المطالب يتضح أن هدف الحوثيين هو منع أي ضرر قد يأتيهم من الجنوب. الكرة الآن في ملعب القوى السياسية الجنوبية، هل ستتمكن من تشكيل تكتل سياسي قادر على استلام تلك المناطق وادارتها باستقلالية عن محاور الصراع الدائر بين صنعاء الحوثيين والمؤتمر من ناحية، وبين رياض "الاخوان المسلمين "حزب الإصلاح" وبقية الأحزاب المقيمة في فناق المملكة من الناحية الأخرى؟.
