هناك قبائل محدودة ومعروفة تاريخياً في الشمال هي من تصنع جماعات القرار السياسي والضغط و القادة العسكريين الدمويين وتجار الدين , و مهمة هذه الجماعات القيادة وإدارة الإحداث والأزمات والحروب , و اللعب بورقة المذهب والطائفة والعادات و القيم والتقاليد القبلية حسب ألمصلحه في السلوك السياسي وفرض الإرادة بالقوة المعمدة بفتاوى دينية , و المحزن هو وإدراك المواطن في الشمال وخاصة , الذي لا يملك قبيلة و لا حول له ولا قوة له أن هذه القبائل ورجالها عقبة في وجه التطور والتمدن والديمقراطية والعدالة الاجتماعية , وهي من يقف وراء الحروب الدموية والأحداث السوداء , ولكنه عاجز عن تغير عقليتها ومبادئها وأعرافها المتخلفة بسبب عنفها و وحشيتها في قمع أي مطالب سلمية للتغير . الجنوبيون يعرفون أن بلادهم بعد الوحدة تحولت إلى فيد , وأن أرضهم أصبحت خصبة لشيوخ القبائل وأولادهم لممارسة السرقة والنهب والفساد واحتلال الوظائف والترقية الوظيفة السريعة والرواتب الضخمة والعلاوات دون حسيب أو رقيب , ولمن ينكر ذلك منهم ,عليه أن ينظر إلى ما حوله من ممتلكات شخصية وبعدها ينظر إلى نفسه في المرآة ويجيب وبصراحة على سؤال من أين له هذه الأملاك ؟ وهل هي حلال أم حرام؟ , وسيكتشف في النهاية أنه من جماعة الفيد جسداً و روحاً وليس وحدوياً , وأنه ولن يستطيع ألا جابه بصدق على بعض الأسئلة مثل : - هل من باع ميناء عدن وشل حركته ودمر نشاطه التجاري أخ وحدوي أم أخ فيد .
- هل هو وحدوي من أهمل مطار عدن الدولي وقيد حركة الطيران الخارجي فيه , وحوله إلى مطار داخلي يتبع شركات طيران شيوخ القبائل والمتنفذين في الشمال.
-هل هو وحدوي من سرق ونهب أراضي و ثروات الجنوب النفطية والغازية والسمكية وترك الجنوبيين يعانون الفقر والبطالة .
-هل هو وحدوي من جدد البنى التحتية في صنعاء وشيد الجسور والأنفاق الحديثة , بينما ترك عدن تغرق في مياه الصرف الصحي والقمامة والأوبئة ولم يبنى فيها جسر صغير حتى يومنا هذا .
-هل وحدوي من ملئ المحافظات الجنوبية وبالذات مدينة عدن بأنواع مختلفة من الحبوب المخدر والحشيش والسلاح.
-هل هو وحدوي من يقصف خزانات الوقود في ألبريقه ويعرض عدن وسكانها لإبادة جماعية بالتلوث البيئي.
- هل هو وحدوي من يسرق المساعدات الدولية القادمة للجنوبيين ,الذين تحولوا إلى نازحين في بلادهم, بسبب كثرة غزوات مليشيات القبائل الشمالية لأرضهم .
- هل كل من يرفض في الجنوب دموية ونهب وفوضى وفساد القادمين من كهوف مران وسنحان وحاشد وغيرها من مناطق التخلف والدم في الشمال لابد أن يكون انفصالي , ولابد من قتله وتدميره باسم الوحدة .
بالأمس تحالف الزنداني والديلمي وحزبهم وقبائلهم مع المخلوع صالح وشنوا حرباَ إجرامية على الجنوب وأهله , حرب استخدموا فيها أبشع ما لديهم من أدوات فتك ودمار وفتاوى قتل, وبعد الاحتلال تقاسموا الغنائم والأرض على ما يشتهي وزان فترة 1994 , واليوم 2015 تحالف الجلاد والضحية , تحالف المخلوع صالح مع الحوثي , فمن اجل الفيد بين قبائل الشمال تسقط الحواجز وتتأجل الثارات والصراعات , لإفساح المجال لتشكيل التحالفات القبلية والمذهبية الشمالية العجيبة المتخلفة , التي تشعل الحروب ضد الجنوب و يسقط في ثناياها مفهوم الوحدة والدين والأخوة , حروب تشارك فيها مختلف القبائل والمذاهب الشمالية من اجل الحصول على حصتها من الكعكة الجنوبية التي تبين ألان , إنها ليست سهله السقوط ولذيذة مثلما حصل في 1994, وأبناء الجنوب هذه المرة يرفضون تقاسمها أو التفاوض بشأنها وسيقاتلون من اجلها حتى أخر شاب وطفل وكهل وامرأة .
الجنوبيون يرفضون وبقوة استمرار الوحدة مع هذه العقليات القبلية الدموية التي تتحالف , حتى مع الشيطان من اجل مصالحها , واليوم في صمودهم الأسطوري استطاع الجنوبيون وقف المد الإيراني في الجزيرة العربية عبر هذه المليشيات , وكسروا أقوى عصى تتكئ عليها إيران في اليمن , وحولوا الغطرسة الفارسية إلى مطالب للحوار والسلم مع أذرعتها المتمثلة بمليشيات الحوثي وعفاش , وها هي إيران من وراء الكواليس تطالب منظمة الأممالمتحدة من جديد بعقد لقاء ثاني بين ممثلين السلطة الشرعية وأذرعتها , ولكن حتماً سينتهي أيضا بالفشل مثل اللقاء السابق في جنيف , الذي حولته مليشيات الحوثي وعفاش إلى سيرك سياسي دولي بعد خروج بعض مندوبي الوفد الحوثعفاشي عن مطالب الملالي في طهران , التي كان اولها الالتزام بشروط الأممالمتحدة في عدد شخصيات الوفد المفاوض, حيث طلبت الأممالمتحدة من ممثلي الشرعية تجهيز وفد مكون من سبعه أشخاص ومن طرف المليشيات الحوثعفاشيه عشرة أشخاص , وتناسى الملالي و الأممالمتحدة أن المتمردين هم مليشيات جاهلة ومتخلفة لا تعرف القوانين الدولية , وأن هذه المليشيات تخلط بين مفهوم جنيف والجراف , و حولت بمزاجها طلب الأممالمتحدة بإرسال وفد من جانبها مكون من عشرة أشخاص إلى وفد قبلي من أربعين شخصاً بينهم قلة قليلة جداً نخبه مثقفه سياسياً لكنها مجردة من الإنسانية والوطنية , بينما بقية الوفد هم باعة قات وخضار , وكنت أتمنى من هذا الوفد الذي لا رأس له ولا أرجل أن يقرأ قبل التوجه إلى جنيف بهذا العدد الضخم من المتفاوضين جملة ( اوتو فون بسمارك) التي تقول : كثرة العدد ليس بدليل على الصواب , و إلا كان تسعة حمير يفهمون أكثر منى و منك .