جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3 / 7 / 2015 عيون الصحافة النشرة اليومية
نشر في عدن الغد يوم 04 - 07 - 2015


إقرأ في عدد اليوم :
- النشرة :
ü أنباء عن موافقة سعودية على هدنة لخمسة أيام
ü بان كي مون جدد دعوته جميع الأطراف اليمنية الى الوقف الفوري لإطلاق النار
ü التطورات الميدانية
ü تقرير مخابراتي امريكي حول خسائر السعودية في حربها على اليمن ‫..
- اهم الاخبار المحلية ،،، والاقليمية ،،، والدولية
- حدث في مثل هذا اليوم 3/7
- المقالات والتحليلات
ü فتحي بن لزرق يكتب عن هموم الجنوب
ü تحديات عملية إعادة الأمل
ü حوار جديد مع صديقي الدبلوماسي..
ü عيون وآذان (مرة أخرى: نحن بدأنا حضارةالعالم)
ü تسونامي «الداعشي»: المواجهة ليست بحجم التحدي!
ü الجيوش العربية.. بين العقيدة الإسلامية والقومية
ü اليمن على أبواب المجاعة.. فهل يستسلم؟
ü السعودية..الشقيقة الكوبرا |



حكمة اليوم :
قال الأحنف بن قيس
- إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم .
- الحق كالزيت يطفو دائما .
- الحقيقية مثل النحلة تحمل في جوفها العسل وفي ذنبها الإبرة .
- لاتتم الاعمال العظيمة بالقوة ولكن بالصبر .
- يسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم .
- لماذا الخوف والشمس لاتظلم في ناحية إلا وتضيء في ناحية أخرى ؟
- مهما قدمت للذئب من طعام فانه يظل يحن إلى الغابة .

النشرة :
أنباء عن موافقة سعودية على هدنة لخمسة أيام
أنباء عن وعد سعودي تلقاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهدنة إنسانية من جانب واحد لمدة خمسة أيام في اليمن وفق ما أفاد به مراسل الميادين. وقيادي رفيع في أنصار الله يؤكد أن الهدنة جاءت نتيجة ضغوط أممية وإقليمية وأن السعودية وافقت عليها بعد فشلها في تحقيق أهدافها.
بان كي مون جدد دعوته جميع الأطراف اليمنية الى الوقف الفوري لإطلاق النار
أفاد مراسل الميادين في نيويورك بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أجرى عدة اتصالات انتهت بوعد سعودي بهدنة من طرف واحد لمدة خمسة أيام في اليمن.
مراسل الميادين أضاف إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وافق خلال اتصال مع كي مون على هدنة إنسانية تعلن من طرف واحد وقد تبدأ اليوم، مشيراً إلى أن وفداً من حكومة خالد بحاح يلتقي مسؤولين في الأمم المتحدة في نيويورك، لبحث تطبيق القرار 2216.
المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق نقل عن الأمين العام للمنظمة بان كي مون دعوته جميع الأطراف اليمنية الى الوقف الفوري لإطلاق النار في اليمن حتى نهاية شهر رمضان لتسهيل دخول المساعدات الانسانية.
وقال قيادي رفيع في أنصار الله للميادين "إن الهدنة المفترضة تجري بالتنسيق مع الحركة ولكن توقيتها لم يحدد بعد" مضيفاً "إن انصار الله طالبوا بتثبيت هدنة إنسانية على أن تلتزم تنفيذها السعودية وتشرف عليها الأمم المتحدة".
القيادي أكد أن الهدنة جاءت نتيجة ضغوط أممية وإقليمية، مضيفاً إن السعودية وافقت عليها بعد فشلها في تحقيق أهدافها. ورأى أن توقف العمليات العسكرية في الجنوب وفي مناطق أخرى مرتبط بتوقف السعودية عن دعم وتمويل من وصفهم بالإرهابيين.
وكشف أن قادة أنصار الله في مسقط التقوا على مدى اليومين الماضيين سفيرة الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن المبعوث الأممي سيزور مسقط لبحث موضوع الهدنة.
التطورات الميدانية
قضى 17 يمنياً في الغارات السعودية خلال الساعات الماضية
ميدانياً استشهد 17 يمنياً وأصيب عشرات آخرون في غارات سعودية على اليمن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. مراسل الميادين أفاد باستشهاد وجرح عدد من اليمنيين في سلسلة غارات على صنعاء، كما استشهد ثلاثة آخرون في قصف على إدارة أمن مدينة بيت الفقيه في الحديدة.
واستهدفت الطائرات منطقة قرهد في صعدة وقصفت منطقة المليل في كتاف بأكثر من 45 صاروخاً.
وفي صعدة أيضاً استهدف التحالف منطقة شدا الحدودية. في المقابل أكد مصدر عسكري للميادين مقتل جنود سعوديين في هجوم للجيش اليمني على موقع جلاح العسكري في جيزان.
من جهة ثانية وجه زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي كلمة إلى قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية/ أكد فيها أن اليمن كان وسيبقى مقبرة للغزاة وعصيا على الطغاة. وأضاف إن جبهة الحرب على بلاده تضم أميركا واسرائيل، داعياً الجيش إلى التماسك والصمود.


تقرير مخابراتي امريكي حول خسائر السعودية في حربها على اليمن ‫..
Friday , 3 July 2015 ،
بعد إطلاق صواريخ سكود على قواعد الرياض الحربيه يوم امس : منجزات حققها الجيش اليمني واللجان الشعبيه بالعمق السعودي.
تمكَّن الجيش اليمني واللجان الشعبية من تدمير 98 موقعا عسكريًا سعوديًا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدميرا كليا و76 موقعا عسكريا تم اقتحامها والسيطرة عليها وتفجيرها بالألغام الأرضية وفق المخطط العملياتي العسكري اليمني, إضافة إلى تدمير منطقتي القيادة والسيطرة في نجران وعسير و خميس مشيط بشكل كلي.
كما تم تدمير قصور الامارة بشكل كامل في كل من نجران وظهران وجيزان واحد المسارحه والطوال كما تم تدمير مقر العمليات للجيش السعودي بالخوبة والطوال وابو عريش والحرث والربوعه, كما تم تدمير بشكل كلي مقر قيادة القوات الجوية بقاعدة خميس مشيط الجوية وتسببت بمقتل الفريق محمد الشعلان قائد القوات الجوية السعودية والعديد من كبار قادة الجيش بقطاع سلاح الجو السعودي، كما قتل اكثر من 36 طيار و 39 ضابط وتم تفجير الطائرات الحربيه ومنصات الصواريخ للدفاع الجوي السعودي.
فضلا عن تدمير مطار نجران بشكل شبه كلي والعديد من المباني العسكرية والحيوية اضافة الى قصف معسكرات. وحسب التقارير الرسمية التي احصت بالارقام خسائر المملكة السعوديه في الارواح والمعدات: فهي كالتالي:
‫#‏الارواح: مقتل 2326 جندي و36 ضابط و22 جنرالا من الرتب العليا ويتصدر القائمة “الفريق محمد الشعلان” اضافة الى المئات من الجرحى والعشرات من الأسرى لدى الحرس الجمهوري اليمني الذي لم يصدر قرار عنهم ويلتزم التخفي على الأسرى السعوديين حتى آلان.
‫#‏المعدات:تم تدمير 363 دبابة و25 مدرعه مجنزرة 181 طقم عسكري ‫#‏بمنطقة جيزان ..وتم تدمير او احراق 18 دبابة و13 مدرعه مجنزرة 71 طقم عسكري بمنطقة نجران ..كما تم تدمير221 دبابات و19 مدرعه مجنزرة و51 طقم عسكري و3 اليات “دركتلات” تابعه لقطاع الانشاء والطرق بالجيش السعودي بمنطقة عسير… بينما المملكة السعوديه تخفي كل هذا خوفا من انقلاب الشعب على حكومة ال سعود.

ابرز العناوين :
- حضرموت..... قتلى وجرحى من عناصر انصار الشريعه في مطار الريان بعد قصفه من قبل طائره بدون طيار ومن بين القتلى قيادات في التنظيم ...
- المكلا:سبعة قتلى والكثير من الجرحى من عناصر انصار الشريعه تم دفنهم في مقبرة شحير الليلة
- مدير مكتب صحة عدن : استشهاد 858 و سقوط 6879 جريحا من المدنيين واصابة 6214 بالحمى توفي منهم 256 شخصا
المخلافي يكشف عن خطة مع التحالف لحسم المعركة في تعز
- غارات عنيفة تهز العاصمة صنعاء
- بوابة ‫#‏اليمن الاخبارية| ‫#‏صنعاء طائرات العدوان تقصف منزل هادي في شارع الستين.
- بوابة ‫#‏اليمن الإخبارية| مدير مكتب صحة عدن : مقتل 858 و سقوط 6879 جريحا من المدنيين واصابة 6214 بالحمى توفي منهم 256 شخصا
- بوابة ‫#‏اليمن الإخبارية| عدن.. استمرار المعارك بالبساتين وعشرات الاسر تفر إلى مناطق بالمنصورة والشيخ عثمان
- وزير النقل يشن هجوما على الامم المتحدة متهما اياها بالتواطؤ مع الحوثيين
- البركاني في تصريح لبراقش نت جميع اطراف القتال وادعوهم الى الاستجابة لتلك المبادرة الحسنة والجهود المبذولة لان الشعب اليمني في ظرف صعب وحالة مأساوية ومعانة انسانية كبيرة تستحق ان يقدرها الجميع في هذا الشهر المبارك".

عربي و دولي :
استشهاد رجل أمن غرب السعودية والقبض على ثلاثة مشتبه بانتمائهم إلى «داعش»
اردوغان يفتتح مسجداً ضخماً داخل قصره المثير للجدل في أنقرة
مؤسس «ويكيليكس» يطلب اللجوء إلى فرنسا... وباريس ترفض
{جمعة} موحدة للسنة والشيعة في الكويت والبحرين .... في رد على الإرهاب ومحاولات شق الصف الخليجي وإثارة الفتنة، شهدت الكويت والبحرين جمعة موحدة جمعت السنة والشيعة تحت سقف واحد، وذلك بعد أسبوع واحد على تفجير استهدف مسجد الإمام الصادق بحي الصوابر الكويتي راح ضحيته 26 شخصا وأصيب...
مسؤول ليبي: عشرات «الدواعش» فروا إلى مصر .... قال المستشار بالجيش الليبي، الدكتور صلاح الدين عبد الكريم، ل«الشرق الأوسط» أمس، إن عشرات «الدواعش» فروا عبر الحدود البرية والبحرية لمصر ودول أخرى، خلال الشهرين الماضيين، بعد تضييق الخناق عليهم من الجيش، خاصة في مدينة درنة...
البنتاغون يؤكد مقتل زعيم «أنصار الشريعة» في ليبيا .... قال مسؤول أميركي كبير إن القيادي سيف الله بن حسين، وكان واحدا من كبار مساعدي أسامة بن لادن, وأهم متطرف مطلوب في تونس زعيم جماعة «أنصار الشريعة»، الذي دبر حملة اغتيالات وهجمات إرهابية، من بينها هجوم على سفارة الولايات المتحدة...
دبلوماسي غربي للميادين: المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح ونتوقع نهاية إيجابية لها ... دبلوماسي غربي مشارك في مفاوضات فيينا النووية يتوقع نهاية إيجابية لها قائلاً في حديث للميادين أن المفاوضات تسير بالاتجاه الصحيح والخلاف يمكن أن ينحصر خلال الأيام المقبلة.
ظريف: الاتفاق النهائي بحاجة إلى قرار سياسي .... وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الغربية إلى الاختيار بين الاتفاق النهائي أو مواصلة فرض الضغوط على إيران، لافتاً إلى تحقيق تقدم في المفاوضات لكن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي.
في فيينّا فنون الموسيقى والرقص.. والسياسة ..... الرقص في موطن موزارت وشتراوس ليس حكراً هذه الأيام على أهل الموسيقى. فأهل النووي لهم موسيقاهم الخاصة كما رقصهم الخاص. وبانتظار نجاح فن السياسة تتجدد خلايا القضايا العالقة فيما الاصطفاف في فريق ال5 1 ليس كما يمكن أن يبدو للخارج تماماً.
أين تتركز هجمات المسلحين في سوريا؟ وما هي نتائج الإشتباكات؟ .... الجيش السوري يتقدم في نقاط عدة ويصدّ هجمات واسعة للمسلحين في نقاط وجبهات أخرى. أين تتركز هجمات المسلحين؟ وماذا عن تفاصيل الاشتباكات ونتائجها؟
الجيش السوري يخوض اشتباكات حادة مع المسلحين غرب حلب .... وتيرة الاشتباكات بين الجيش السوري والجماعات المسلحة على محور جمعية الزهراء غرب حلب ترتفع بالتزامن مع استمرار الاشتباكات عند الحدود التركية بين الفصائل المسلحة. التفاصيل في التقرير التالي
مسؤول أميركي يؤكد مقتل زعيم "أنصار الشريعة" أبو عياض التونسي ... مسؤول أميركي يؤكد مقتل أبو عياض التونسي زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" في غارة كانت تستهدف زعيم القاعدة في المغرب مختار بلمختار في غارة الشهر الماضي
الجيش المصري يواصل تعزيزاته الأمنية في سيناء .... يواصل الجيش المصري عملياته في شمال سيناء، بعد ما قتل 22 مسلحاً من تنظيم داعش، عبر قصف جوي استهدفهم في مدينة رفح، فيما وصلت تعزيزات أمنية كبيرة إلى منطقة سيناء لإفشال وتقويض أي مخططات إرهابية مستقبيلة.
الجزائر: حملات دعائية تحث على دعم السياحة التونسية .... مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات السياحة والسفر في الجزائر تطلق حملات دعائية لمواجهة الارهاب الذي ضرب تونس، وتدعو الجزائريين إلى تغيير وجهتهم السياحية إلى تونس وغزو فنادقها وإحداث ثورة سياحية بعد شهر رمضان الكريم.

حدث اليوم :
حدث في مثل هذا اليوم 3/7
1930 : ولادة كارلوس منعم زعيم الأرجنتين وهو من أصل عربي سوري .
1907 : مولد الدكتور محمد مندور أحد رواد النقد الأدبي في مصر، وصاحب عدد من الكتب في هذا المجال.
1778 : – توفي جان جاك روسو المبشر بالثورة الفرنسية قبل حدوثها ب11 سنة، وهو صاحب نظرية العقد الاجتماعي، وأحد أبرز المفكرين في العصر الحديث، والقائل بنظرية الرجوع إلى الطبيعة، وهو مع فولتير وديدرو من الذين سهلوا ومهدوا لقيام الثروة الفرنسية.
1556 : وفاة نوسترادموس صاحب الشخصية الغريبة وهو صاحب كتاب ( القرون ) وهو من أغرب تصنيفات القرن السادس عشر فقد ضم في كتابه أموراً لم تخطر على بال أهل عصره ودونها في كتابه الذي هو عبارة عن رباعيات جاءت بأسلوب حوى اللغز و الكناية وتحدث عن المستقبل بأسلوب فلسفي.
1119 : نشوب معركة عند تل عفريت في الشام بين المسلمين بقيادة إيلغازي، والصليبيين بقيادة روجر أمير أنطاكية التي كانت تحت الصليبيين، وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة مدوية، وقُتل عدد كبير منهم، من بينهم روجر نفسه، وسميت هذه المعركة ب”ساحة الدم”؛ لكثرة القتلى على أرضها.

فيس بوكيات :
- السياسي اليمني عبد الرحمن الجفري : دولة الجنوب العربي قائمة وسنطلب الانضمام لمجلس التعاون الخليجي
- المواطن خضر محمد الوليدي : كونوا مقاتلين وممنوع ان تكونوا سياسين ...اتباع الشرعيه اللاجئه حين يتحدثون الى المقاومه الجنوبيه ...!! الحروب نهايتها طاولة مفاوضات ... يريدون ان يكون هادي وبحاح ممثلين عن الجنوب ..!! يالوقاحتكم

المقالات والتحليلات :


فتحي بن لزرق يكتب عن هموم الجنوب
اليوم فقط علمت إن مثقفي الجنوب ومتعلميه كانوا يتحدثون عن الشيء الخطأ والأقل أهمية فيما مضى.
منذ سنوات مضت دأبنا كمتعلمين في الجنوب على الحديث الدائم والمتصل عما دمره نظام صالح من مصانع ومباني ومانهبه من ثروات .
وكنا مع كل لقاء مع منظمات دولية وفي كل فرصة نطل بها إلى العالم نتحدث عن الأشياء المادية التي أضاعها "صالح" في الجنوب ودمرها ونهبها وكان كل حال لساننا يقول "نهبونا" سرقونا .
ثمة شيء كان يتسرب من بين أيدينا في الجنوب ولم نكن نشعر به بالمطلق .. ذلك هو الإنسان بقيمه بأخلاقه بأفكاره وعلمه النير وتوجهاته الايجابية.
ضرب نظام صالح خلال أكثر من 21 عام الإنسان في الجنوب في الصميم فدمر الكثير من القيم واسقط معدلات التعليم إلى الصفر وأشاع ثقافة الجهل والبلطجة وانحدار القيم .
كنا نتحدث في الندوات عن المصانع والأراضي والنفط واسماك البحر لكننا نسينا وغفلنا عن الإنسان الذي يقيم كل هذه الأشياء ويعلو بها إلى السماء.
تظهر أحداث كثيرة خلال هذه الحرب ان نظام صالح خلف لنا تشوهات كبيرة جدا في الوعي الإنساني الجنوبي .
حينما ضربت "اليابان" بالقنبلة النووية ذهب اليابانيون يومها والجرح لايزال طريا صوب تنمية العقول والمعرفة وإشاعة الثقافة ولم يذهبوا إلى تطوير أسلحتهم .
أدركوا يومها أنهم يصنعون مجدا يتجاوز ثقافة الحرب والقوة والاستقواء .
في الجنوب اليوم لانريدها حربا بالبندقية والقنبلة فقط لكننا نريدها حربا بالقلم والعلم والثقافة والإخوة والمحبة والثقة المتبادلة، المجتمعات الجاهلة لاتنهض أبدا تقود نفسها دائما وأبدا نحو الحضيض لأنها وبكل بساطة لاتملك مقومات الوقوف.
نحتاج في الجنوب اليوم لكي ننتصر .. ان نسمو فوق جراحنا وان نقبل ببعض وان نبتعد عن تخوين بعضنا البعض ان ندرك إننا نقف في خندق واحد وان كل هذه الدماء التي تسيل على الطرقات هي دمائنا ودماء اهلنا والراية التي يراد لها ان تنكس هي راية الجميع وان الكرامة التي يراد لها ان تداس هي كرامة الجنوبيين جميعا .
نحتاج إلى وطن فيه يحمل الجريح الشهيد ويحمل المعافى الجريح والشهيد ويحمل الميسور الثلاثة ويحمل وطننا الجميع بكل تناقضاتهم .
نحتاج إلى وطن يتسع للجميع ان نقبل ببعضنا ان لانمارس الإلغاء ولا التطرف ضد بعضنا .
هذا الوطن الذي نسعى إليه سيتسع للجميع وسيبنيه الجميع ..
ثقوا ان كل من على ارض الجنوب يسعى للخلاص واستشراف المستقبل .
لنكن عناصر ايجابية في حياتنا وان نبحث عما يوحدنا ويجمعنا ويألف مابين قلوبنا يضمد جروحنا .
اتركوا معاركنا الداخلية اختلافاتنا الصغيرة .. اتركوا كل شيء جانبا . نحن اليوم يراد لنا السقوط جميعا وان سقطنا جميعا لن نقوم عما قريب .
اليد التي تبني شدوا عليها وقفوا إلى جانبها والمخطئ منا ارشدوه بتأدب وبلطف .
هذا الوطن للجميع ويشهد الله ان كل أبنائه يريدون له الخلاص لكن ربما يختلف حسن النيات ..
تحياتي للجميع


تحديات عملية إعادة الأمل
الجمعة 03 يوليو 2015 إبراهيم بن سعد آل مرعي
ظهرت في الآونة الأخيرة (5) تحديات خطيرة أعاقت تقدم عملية إعادة الأمل لتحقيق أهدافها، ومن أبرز هذه التحديات أزمة عدم الثقة بين عناصر المكون الشرعي اليمني.
اليوم الجمعة الموافق( 3 يوليو 2015م) يكمل (100) يوم منذ بدء الحرب في اليمن، التي بدأت في (26 مارس 2015م) تحت مسمى عاصفة الحزم والتي انتهت في (21 أبريل 2015م) بناءً على طلب من الرئيس هادي وقبل (3) أيام من نهاية مهلة قرار مجلس الأمن (2216)، وفي نفس اليوم بدأت عملية (إعادة الأمل) والتي مضى عليها حتى الآن (73)يوماً.
بعد فشل مؤتمر جنيف، تصاعدت العمليات العسكرية العبثية للحوثي وصالح في كامل مسرح العمليات، وتركزت العمليات على عدن وتعز، وتصاعدت العمليات على الحدود السعودية، باستهداف نجران وظهران الجنوب وجيزان، كما تمكنت قوات الانقلاب من إطلاق عدد (3) صواريخ بالستية، الأول سقط بعد( 65 )كم من إطلاقه داخل الأراضي اليمنية نتيجة إخفاق في تسلسل عملية الرماية، وكان ذلك في الأسبوع الثاني من عاصفة الحزم، والثاني تم اعتراضه يوم (6 يونيو) بصاروخي بيتريوت أثناء اتجاهه للقاعدة الجوية بخميس مشيط، والثالث سقط داخل الأراضي السعودية يوم (29 يونيو) دون إصابته للأهداف التي أُطلق باتجاهها ودون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية ولله الحمد، وبالتالي لم تحقق هذه الصواريخ أهدافها، وأصبح واضحاً استنفاد قوات الانقلاب لكافة قدراتها العسكرية التي مازالت متبقية لديها، باستخدام الاحتياط الإستراتيجي، والصواريخ البالستية والتي تُعتبر أهم ما يمتلكه العدو من قدرات عسكرية.
ولا يستغرب القارئ الكريم من المخزون الهائل الذي يمتلكه العدو فنحن نتحدث عن تنظيم إرهابي حوثي بُني على مدار ( 24) عاماً بدعم وتسليح من قبل إيران، وعن جيش بُني على مدار (33) عاماً لحماية كرسي المخلوع وعائلته وأتباعه الذين استأثروا بالمال والمناصب وحولوا مؤسسة الرئاسة اليمنية إلى منظمة إجرامية، ارتأت توزيع ممتلكات الدولة البترولية والعقارية على الخونة المقربين لهذه العصابة، وتعاونت مع الإرهاب ووفرت له البيئة المثالية ودعمته، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل ونجحوا في زرع البغضاء والضغينة والحقد بين أبناء الشعب اليمني، حتى أصبحت مسألة التعايش السلمي بين أبناء الشعب شبه مستحيلة.
وزاد الأمر سوءًا مع عمليات الابادة الجماعية الذي تعرض لها أبناء عدن وتعز على أيدي الحوثي والمخلوع، وكان آخرها استشهاد أكثر من (20) من أبناء المقاومة في المنصورة، ولذلك عندما أعلنت الحكومة اليمنية عزمها على إنزال قوات برية يمنية في عدن بقيادة رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء محمد مقدشي، رُفضت هذه القوة من قبل أبناء المقاومة الجنوبية كافة، معتبرين أن (أي شخص من أبناء الشمال ولو كان منحازاً للشرعية عدواً لأبناء الجنوب، ويستندون في ذلك، إلى أن أبناء الشمال سمحوا لقوات المخلوع وللميليشيات الحوثية بعبور كافة المحافظات الشمالية بدءًا من صعدة وصولاً إلى عدن دون أي مقاومة) ولهم في ذلك حجة، أتى على أثر ذلك إقالة قائد المنطقة الرابعة اللواء سيف الضالعي، وهو من أبناء الجنوب والذي قوبل باستياء شديد من قبل المقاومة في عدن وفي كافة المحافظات الجنوبية، (وقد فسرت هذه الإقالة أيضاً بأثر تاريخي وإن كنت أستبعده، حيث ان الرئيس هادي ينتمي إلى أبين وسيف إلى الضالع وقد كانت هناك حرب جنوبية كان مركز الصراع فيها أبين والضالع).
مع بداية العمليات طالبنا مراراً وتكراراً الشعب اليمني الشقيق بتوحيد الصفوف والتركيز على عدو الشعب اليمني وعدو الأمة العربية والإسلامية والمتمثل في (الحوثي، المخلوع،القاعدة)، وكان التركيز منصباً على إنهاء الحرب بتحقيق أهدافها الإستراتيجية والمتمثلة في عودة الشرعية، وسحب الانقلابيين قواتهم، وتسليم السلاح، وإعادة مؤسسات الدولة، وتأجيل الاستحقاقات والملفات السياسية الحرجة إلى ما بعد الحرب، وخصوصاً ما يتعلق بمطالبات الجنوب بالانفصال، ولكن هذه القضية أصبحت تؤثر على مفاصل عمليات التحالف سواء ما يتعلق بالضربات الجوية، أو بالدعم اللوجستي العسكري لعناصر المقاومة.
ومن هنا يظهر التحدي الأول في هذه المرحلة الحرجة فلم يعد بمقدور قوات التحالف تأجيل هذه القضية، ولم تعد تقتصر مسؤولية تسويتها على الحكومة اليمنية كما ذكرنا سابقاً بأنه (أمر يمني صرف)، بل أصبحت مسؤولية خليجية وسعودية تحديداً، فلا يمكن بأي حال أن نحكم السيطرة على الأرض وهناك خلاف، بل صراع ما بين الجنوب والشمال أثر بشكل سيئ على سير العمليات وعلى تقدم المقاومة، ومن الممكن لدول الخليج أن ترتكز على مخرجات الحوار الوطني وآليتها التنفيذية لمعالجة هذه المشكلة السياسية والاجتماعية المعقدة، وستكون دول الخليج محظوظة إذا كانت مخرجات الحوار ما زالت مقبولة لدى المقاومة الجنوبية، وخصوصاً بعد ما تعرضت عدن لهذا الدمار المهول على أيدي الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع والتي راح ضحيتها كثير من أبناء عدن بكافة أطيافهم السياسية، وأصولهم وانتماءاتهم الجغرافية، فهذه الدماء سيكون لها تأثير على مخرجات الحوار، وأعتقد أن المعادلة اختلفت لدى أبناء الجنوب، فهم يسعون ويستميتون لعودة دولة (الجنوب العربي)، بعد هذه التضحيات، ولذلك أصبح لزاما على مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية إيجاد تسوية سياسية بضمانة خليجية، فلن يقبل أبناء الجنوب أي ضمانات يمنية سواء من قبل الرئيس هادي أو من قبل حكومة دولة الرئيس بحاح، التي أخفقت في التواصل مع أبناء المقاومة الجنوبية، وفشلت في احتوائهم، وقصرت في دعمهم، وبإمكان مجلس التعاون الخليجي الدعوة لمؤتمر عاجل يجمع الحكومة اليمنية وكافة الأطياف السياسية من جهة وكافة القوى السياسية الجنوبية بحضور الرئيس السابق علي سالم البيض والذي يحل ضيفاً على الرياض، ويجب أن يحضر هذا المؤتمر ممثلون عن المقاومة الجنوبية وهذا من أبسط حقوقهم فهم من ضحوا ودفعوا الثمن غالياً، ويكون الغرض الرئيس من هذا المؤتمر إيجاد تسوية يرتضيها أبناء الجنوب وتضمنها دول الخليج.
وأود أن أشير إلى أهمية الاستفادة من هذا المؤتمر في معالجة الخلافات الجنوبية الجنوبية وخصوصاً ما تنادي به رابطة إقليم حضرموت، ولذلك فالمسألة شائكة ومعقدة وتكمن صعوبتها في ضرورة معالجتها أثناء سير العمليات.
إن تأخر المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول الخليج في معالجة القضية الجنوبية اليمنية تنبئ بحروب قادمة لا سمح الله، ولا يمكن القبول بذلك، فاليمن بحاجة إلى معالجة جذرية، والحذر كل الحذر من ترحيل هذه القضايا الخطيرة، فلم تأت عاصفة الحزم إلا نتيجة تراكمات أخطاء سياسية، يمنية داخلية، وخليجية، وإقليمية، ودولية.
بطبيعة الحال لم نكن نرغب في أن تظهر هذه المشكلة السياسية في خضم الحرب لولا أنها بدأت تعيق إنجاز التحالف لمهمته في اليمن بعودة الشرعية، وعودة الاستقرار والأمن إلى اليمن.
التحدي الثاني، يتعلق بالجانب الإنساني والدعم الاغاثي المرافق للعمليات، فرغم الدعم الهائل الذي قدمه خادم الحرمين للأمم المتحدة، ودعم دول الخليج الشقيقة، وإنشاء مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية، إلا أن قيادة التحالف أخفقت في إيصال المساعدات الإنسانية للمحافظات المنكوبة وعلى رأسها عدن وتعز، بينما نجح العدو في الاستئثار بكافة المساعدات الإنسانية والإغاثية، الأمر الذي انعكس سلباً على المزاج اليمني، وعلى الناحية الإنسانية التي سنحاسب بها أمام الله عز وجل، قبل أن يكون واجبا عملياتيا تفرضه طبيعة الحرب، وهو الأمر الذي يقودنا إلى التحدي الثالث، والمتمثل في تأخر قيادة التحالف في إيجاد منطقة آمنة على الأراضي اليمنية، يضمن وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، ويساعد على إيصال الدعم اللوجستي العسكري لعناصر المقاومة، والذي أصبح شحيحاً ومتأخراً، فأضعف المقاومة، ومنعها من التقدم في كافة محاور القتال، وهدد قدرتها على إدامة العمليات.
التحدي الرابع، وهو قدرة دول التحالف، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، على قيادة السياسة الدولية لمعالجة الملف اليمني، من خلال صياغة خارطة الطريق، وعدم السماح للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص بالعبث بالشأن اليمني من خلال مؤتمرات تشرعن الانقلاب، وتلتف على قرار مجلس الأمن، وبالتالي فإن الخطوة السياسية الأهم في هذه المرحلة هي نقل القرار (2216) من الفصل السابع، المادة (41) إلى الفصل السابع المادة (42)، والتي تخول المجتمع الدولي استخدام القوة لتنفيذ القرار وبمشاركة الدول العظمى، وأعتقد أن لدى دول الخليج من عناصر القوة الخليجية التي تمكنها من انتزاع قرار سياسي كما نجحت في ذلك سابقاً.
التحدي الخامس، الذي ظهر جلياً منذ بدء الحرب، هو غياب الإستراتيجية الإعلامية الموحدة لقوات التحالف وللمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
إن وزارة الإعلام السعودية أخفقت في دعم المجهود الحربي رغم الجهود التي تبذلها، ولكن غياب الإستراتيجية الإعلامية، وقصور مفهوم (الإعلام الحربي) جعلها تسير بخطى متخبطة ومتناقضة بين أدواتها الإعلامية، فنجد قناة تسيء للمقاومة، ونرى صحيفة تسوق لقيادي يمني له علاقاته الوثيقة مع إيران، وكلاهما محسوب على قوات التحالف، وهناك أمثلة كثيرة لا يتسع المقام لحصرها، ونتمنى على معالي الوزير الشاب عادل الطريفي أن يقوم بتصحيح فوري لهذا الخلل، فلديه من المقومات المادية والإمكانيات البشرية التي تؤهل الأجهزة الإعلامية في المملكة العربية السعودية لتكون من أقوى الماكينات الإعلامية في العالم (وسأفرد هذا التحدي بتحليل مستقل مستقبلاً إن شاء الله).
قيادة التحالف ومنذ بدء العمليات، تدرك أن معظم الشعب اليمني رافض للانقلاب، ولكن هذا الرفض لم يترجم بمقاومة موحدة تدافع عن اليمن وعن سلامة أراضيه، فالأحزاب السياسية لا تفكر في حسم المعركة بقدر ما تفكر في مكتسباتها وموقعها على الخارطة السياسية بعد الحرب، وشيوخ القبائل لهم حساباتهم الخاصة، فيصبحون مع الشرعية ويبيتون مع المخلوع كما قال المثل الشهير (يصبح جمهورياً ويمسي ملكياً)، والمحافظات الجنوبية تفكر في الانفصال، وتجار وسماسرة الحروب يريدون إطالة أمد الحرب، وكل يدعي أن لديه آلافاً من المقاتلين المقاومين المحتاجين إلى السلاح والمال وأغلبهم من اللصوص والمرتزقة والخونة، وكل هذه العوامل مشتركة تفسر تأخر قيادة التحالف والمقاومة في تحقيق أهدافها، بل وخسارتها لبعض مكاسبها على مسرح العمليات كما حدث في تسليم الحزم عاصمة الجوف إلى الحوثيين في(15 يونيو) ثاني أيام مؤتمر جنيف.
إن التحديات التي تقف عائقاً أمام عملية إعادة الأمل، وأمام المقاومة لن تقف حاجزاً أمام تحقيق النصر بإذن الله، ولكن على صانع القرار في دول التحالف وفي دول الخليج وفي الحكومة اليمنية، أن يحث الخطى في معالجة جوانب القصور، وتفادي الملاحظات، واستثمار الدروس المستفادة، فكل خطأ وكل تأخر ينتج عنه مزيد من الشهداء، وارتفاع في عدد الجرحى، ومزيد من المعاناة الإنسانية، وانقسام في صفوف المقاومة، وتناحر بين أبناء الشعب، وكلنا يعلم أن التاريخ لن يرحم كل من أساءوا إلى قضية وطن وأمة، وإن لم يكن للتاريخ عندهم أهمية، فليتذكروا قوله عز وجل (وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ).


حوار جديد مع صديقي الدبلوماسي..
الخميس 02 يوليو 2015 عبدالرقيب الهدياني
جاء تقرير لجنة تحرير عدن للخبراء الاماراتيين خائبا للمرة الثانية ورمت الامارات ملف عدن الى وزارة الدفاع السعودي قائلة: عدن غير حاهزة للتحرير ولايوجد لدينا حليف قوي يمكن الركون عليه مستقبلا لتأمين المدن فيها..
اذ اقنعت الامارات حلفائها الخليجين ان مهمة القضاء على الحوثي وصالح ليست المشكلة ولكن ماذا بعد لاننا امام فرقاء متشاكسون متصارعون يضرب بعضهم بعضا سلفيون على حراك متعدد واصلاحيون ومؤتمريونوغيرهم...
ويواصل صديقي الدبلوماسي حديثه باسهاب: حتى السلفيين وهم الكتلة الاكبر في عدن والجنوب قلقون جدا ويخشون من مصير مشابه لاخوانهم في دماج صعدة الذين تركهم الجميع للضياع والنزوح رغم عشرات السنين التي قضوها في خدمة المملكة ونشر الفكر الوهابي في عقر دار الحوثيين...
قاطعت صديقي الدللوماسي: وهل ستمضي الاشهر دون حل طالما لايوجد حليف على مواصفات الرياض وابوظبي؟ ...
اجاب: لقد طلبت ابوظبي فرصة ترتيب عدن لاجل سلام دائم وهاهي تمضي 3 أشهر للبحث عن حليفها المفقود دون نتيجة فهي لاتريد الاخوان مع انهم الكيان الاقدر على تنفيذ المهمة ولهذا اشارت الى بعض القيادات في عدن لاعلان الاستقالة من حزب الاصلاح كشرط للعمل معه وهي تعتقد ان تفتت مكونات الحراك وتعددها لايسمح بالتحالف معها كما ان السلفيين اخفقوا في المهمة وهاهم يواصلون الشهر الرابع محلك سر في معركة خائبة في محيط مطار عدن واحتج قيادي سلفي يدعى هاشم من رايات الجنوب وقال غاضبا: لن اجاهد تحت راية الحزب الاشتراكي الماركسي( يقصد المثلث الازرق والنجمة الحمراء في علم دولة الجنوب) وبسبب كل هذا فان التحالف منشغل اليوم بالتسوية السياسية اللاحقة وليس المعارك العسكرية المطلوبة وفي ظل هذا الارتباك يواصل الحوثي وصالح حربه مستهدفا البريقه والميناء والمساكن في المنصورة وغيرها....
هناك حديث يدور عن 5 الاف مقاتل تلقوا تدريبات على الحدود السعودية وهم حنوبيون وسيكونون الفرصة الاخيرة لتحرير عدن قبل عيد الفطر المبارك هل لديك معلومات اكيده سعادة السفير؟...
قلت لك ان المشكلة ليست عسكرية بحته ولكنها خليط اهمها عدم اقتناع التحالف وهادي والامارات بالحسم في عدن ذكر لي مصدر في العمليات المشتركة في الرياض ان رجال هادي حذروا التحالف من تكرار نموذج الضالع في عدن حيث يعتقدون ان هذا سيقود البلاد الى فوضى وليس استقرار بينما هم لايريدون للقيادات العسكرية الغير محسوبة على هادي ان تحقق انتصارات جديدة بينما مناطق هادي ورجالة لم يقدموا اي نصر يذكر في ابين وشبوة بل اغلبهم تخاذلوا وباعوا للحوثي وصالح امثال قائد محور عتق وبن حبتور واخربن.
. لا تقل لي ان مشكلتنا هادي بالامس واليوم؟...
انا احاول جاهدا تجنب اي تعريض بالرئيس هادي قد المستطاع لكن الواقع لا يساعدني بل لقد اخبرني مصدر مقرب من وزير الدفاع ان لجنرال الهارب علي محسن هاتف الرئيس هادي قبيل هروبه من عدن وقال له: فخامة الرئيس لقد اضعت عمران ثم صنعاء وها انت اليوم تضيع عدن ليتك استجبت لي كنا عملنا شيئا للناس واوقفنا صالح والحوثي...
وما هو الطلب الذي لم يسنجب له هادي؟... بعد خروج هادي الى عدن طلب الجنرال محسن منه ان يجمع له جواس وفيصل رجب وسيتولون حماية عدن لكن هادي تجاهل الطلب واكتفى باخذ جزئية منه عندما عين جواس قائدا للامن المركزي....
هل لديك قناعة ان تحرير عدن سيكون قبيل عيد الفطر ام ان معناة عدن ليس لها نهاية؟...
اصدقك القول انني غير متفاءل لاسباب موضوعية في مقاومة عدن وهناك حكمة قيمة تعلمناها ونحن صغار ( تأبى العصي اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا) مقاومة عدن لا تقاتل كصف مرصوص ولهذا فإن حب الله وعونه منتفي هنا واخشى ان طول الوقت يسمح للخبيث صالح بابتكار الاعيب جديدة كداعش خصوصا وقد ابلغ قيادة المملكة ان عليها ان تستعد لمهمة طويلة ومعقدة في حربها باليمن ويقال ان وزير الداخلية ولي العهد محمد بن نايف كرر عليه مقولته الشهيرة: فاتك القطار يا صالح فرد هو : بل ان مسافة السكة طويلة جدا وصعبة بصعوبة تضاريس اليمن يا محمد ..
. كلامك محبط سعادة السفير ...
يرد: هناك سبب اخر لتاخير الحسم في عدن وهو ان التحالف يعتقد ان انسحاب الحوثي من عدن ولحج وبقاءه في محافظات شمالية سيعني انفصال على الارض وهذا يغضب قوى الشمال مجتمعة وبالتالي لن تقاوم الحوثي وربما تتصالح معه تلك المحافظات العصية مثل تعز ومأرب... وعموما قد تحدث مفاجئات وتتحرر عدن وتعز وكل اليمن من سيطرة صالح والحوثي لا يوجد مستحيل على الارض... نامل ذلك وشكرا لك سعادة السفير ولنا لقاء اخر اذا وجدت مستجدات... تحياتي لك ولرواد صفحتك والله يعينك على الشتائم

عيون وآذان (مرة أخرى: نحن بدأنا حضارةالعالم)
جهاد الخازن 4 يوليو/ تموز 2015 (01:0 - بتوقيت غرينتش)
كنت أحل الكلمات المتقاطعة بالإنكليزية في إحدى صحف لندن عندما وجدت أن إحدى الكلمات تتحدث عن سحلية (عظاءة بالفصحى). طلبت الكلمة في قاموس أكسفورد الكبير ولم أجدها، وبحثت عنها عبر غوغل وموسوعة ويكيبيديا الإلكترونية، واكتشفت أن الأصل الجامع لأنواع السحلية هو VARANUS وهي كلمة مشتقة من كلمة وَرَل (هكذا كتِبَت بحروف الأبجدية العربية) أو WARAN.
كانت أول مرة أسمع بالكلمة ورل وبحثت عنها في «لسان العرب» وقرأت أن العظاء بئر بعيدة القعر عذبة، والعظاءة أو العظاية دويبة معروفة، وأن الورل دابة على خلقة الضبّ، إلا أنها أعظم منه ويكون في الرمال والصحارى، والجمع أورال، والأنثى ورلة. العرب تستخبث الورل وتستقذره ولا تأكله وأما الضبّ، فإنها تحرص على صيده وأكله.
أذكر من السيرة النبوية الشريفة أن لحم الضبّ قدِّم لنبي الله فلم يأكله، وسئِل هل هو محرَّم فقال: لا، ولكنه ليس في قومي فعافته نفسي.
ما سبق ليس درساً في علم الحيوان أو اللغة، وإنما وجدت تجاوباً كبيراً من القراء مع مقال لي زعمت فيه أن حضارة العالم كله انطلقت من بلادنا وتحديداً من بلاد ما بين النهرَيْن ووادي النيل. وجاء إرهاب مجنون فالت من كل عقال ليدمر الآثار التي تثبت ذلك.
وهكذا فبعد الأبجدية والصفر وعلم الفلك والطب وغيرها أجد أننا علمنا «الخواجات» عن السحلية أو الورل.
كان هناك مقال آخر تلقيت عليه تعليقات كثيرة هو أخبار الاعتداءات الجنسية في بلاد تمارس الحرية حتى الإباحة. وكنت تعففت عن الدخول في تفاصيل، فلا أقول للقراء اليوم سوى أنني في الأيام الثلاثة التالية لصدور المقال قرأت أن الاعتداء على أطفال في إنكلترا وويلز زاد بمعدل الثلث السنة الماضية، وأن رئيس البرلمان البريطاني الأسبق جورج توماس، وهو قسّ سابق من الطائفة المنهجية البروتستانتية، ربما كان مع اللورد جانر جزءاً من شبكة تعتدي على الصغار، وأن مطران سانت بول في ولاية منيسوتا جون نينستدت ومساعده لي أنطوني بيش استقالا بعدما ثبت تسترهما على كاهن اعتدى على صغار، وأن واحدة من كل خمس طالبات جامعة في الولايات المتحدة تعرضت لاعتداء جنسي، وأن بنات الجامعات من أميركا إلى أوروبا يقمن علاقات محرَّمة مع أثرياء لدفع أقساط الدراسة، وأن مفتش مدارس إنكليزي اسمه آدم هيغنز متَّهَم بالانحراف الجنسي.
ما سبق في ثلاثة أيام فقط فأرجو ألا تحاضرنا دول الغرب في الأخلاق الحميدة، وهذا من دون أن أدَّعي أننا من جنس الملائكة، فمع غياب معلومات مؤكدة عن بلادنا لا أستطيع أن أقارن.
المنحرفون إلى جهنم حطباً فأتركهم إلى بئس المصير، وأنتقل إلى شيء أجمل هو عارضة أزياء أميركية اسمها نورة وشهرتها جيجي حديد. كنت اعتقدت أنها قد تكون من أسرة حديد العراقية المعروفة، إلا أنني وجدت أنها أميركية فلسطينية، أبوها محمد حديد ثري يعمل في حقل العقار في كاليفورنيا، وأمها عارضة أزياء هولندية سابقة اسمها يولندا فوستر.
نورة جيجي حديد فازت بجوائز عدة ورُشِّحَت لجوائز أخرى فأرجو لها مزيداً من النجاح.
أختتم بواحدة من أقدم الوثائق السياسية في العالم هي «الماغنا كارتا» أو العهد الذي اتفق عليه الملك جون وبارونات عصره، فبريطانيا تحتفل بالذكرى المئوية الثامنة لتوقيعه، والحديث عن سبق ديموقراطي بريطاني فلا يقول المحتفلون أن العهد صمد أسابيع معدودة فقط، وألغى الملك جون بعض نصوصه، وتبعه ابنه بعد سنة وجمَّد نصوصاً أخرى.
هو يبقى وثيقة تاريخية عظيمة، فلا أنكر حق الإنكليز أن يفاخروا بالماغنا كارتا، خصوصاً أنني من بلاد الحرية الوحيدة التي تُمارَس فيها هي قتل الإرهابيين الأبرياء، أو تعذيب المواطنين على أيدي الشرطة


تسونامي «الداعشي»: المواجهة ليست بحجم التحدي!
عادل مالك السبت، 4 يوليو/ تموز 2015
في سبيل إنعاش الذاكرة نستحضر توصيف هذه الصور المريعة والمخيفة عن ثورة الطبيعة عندما تختفي معالم البحار واليابسة خلال لحظات قليلة.
لقد اردنا إسقاط هذه الصفات التدميرية على ما نشهده هذه الأيام في طول العالم العربي وعرضه من اجتياح عناصر «داعش»، واخطر ما في عاصفة تسونامي صعوبة توقعها قبل أن تحدث أو استحالة تلافي مخاطرها، وهذا ما يحدث مع التسونامي الداعشي.
إن تنظيم «داعش» يتمدد في كل الاتجاهات أفقياً وعمودياً ويفتح فروعاً في الأوطان والمهاجر، وقد اصبح «عامل جذب» لكثير من الشبان والشابات من مختلف دول الغرب، وهذا ما اكتشفته سلطات هذه الدول متأخرة بعد سفر العديد من أبنائها إلى المنطقة والالتحاق ب»داعش».
وفي ضؤ ما يجري في سورية والعراق ومواقع أخرى يطرح السؤال: هل إن مواجهة هذا التنظيم المسلح بكل أنواع الأسلحة وبعناصره القتالية ذات الطبيعة الانتحارية، هي في مستوى ضخامة وجدية هذا التحدي؟
والجواب الأولي: كلا، ليست القوى التي تواجهه في مستوى القدرة القتالية المطلوبة، ولذلك نرى أن المعارك في غير مكان هي بين كر وفر حيث تتنازع القوى «الداعشية» والقوات الأخرى ذات التسميات المتعددة.
يحدث كل هذا والاتفاق الخاص بالملف النووي الإيراني في أيامه وساعاته الأخيرة. ولم يكن دقيقاً يوم 30 حزيران (يونيو) الماضي كموعد نهائي لإعلان النتائج، فالموعد الجديد هو يوم 8 أو 9 تموز (يوليو) الجاري.
نكتب هذه السطور والأخبار حول هذا الموضوع بين مد وجزر ويبدو واضحاً أن حرباً نفسية تخوضها مختلف الأطراف، فلعلها مرحلة عض الأصابع الأخيرة وسعي كل فريق لتسجيل المزيد من النقاط وقطف ثمار «الصفقة النووية».
ويبدو أنها نشهد اكبر عملية خلط للأوراق وتبدل في المواقع، وكان مثيراً للانتباه ما ابلغه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير خارجية سورية وليد المعلم حول قيام حلف جديد يضم تركيا والأردن وقطر ودولاً أخرى، لمحاربة الإرهاب الذي يفتك بالمنطقة. وبدت الدهشة بوضوح على وجه الوزير السوري وهو يعلن عن هذا «الحلف» الجديد قائلاً: إن هذا الأمر يتطلب معجزة... وأعرف أن الرئيس بوتين يقوم بالمعجزات ولكن هل هذا يكفي؟ الأمر يحتاج إلى معجزات كبيرة لتحقيق حلف يتقاتل أعضاؤه، والانتقال صعب من ضفة القتال المباشر إلى التحالف المباشر؟
وكم هو غريب أمر العالم العربي وكيف تتغير المواقف بلحظات عندما «تصدر التعليمات»، ونحن نتحدث هنا عن التصريحات التي أدلى بها أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الذي فاجأ الجميع بقوله: «إنني على استعداد لان التقى بالأخ وزير خارجية سورية في أي وقت يريد»؟.
ولكنكم أبعدتم سورية عن مقعدها في مجلس الجامعة العربية فكيف سيتم ذلك؟
وهنا جاء الجواب المفاجئ أيضاً لنبيل العربي: مقعد سورية في الجامعة ما زال لسورية ولم يتم تعليق عضويتها في الجامعة، بل إن الذي تم تعليقه مسألة مشاركتها في بعض الاجتماعات المحدودة. فسبحان مغير الأحوال!
وكلام الأمين العام يعكس ولا شك مواقف الدول الأعضاء، فهل هذا يعني أننا سنشهد حلفاً جديداً بين أعداء الأمس واليوم في وقت ليس ببعيد لمقاومة الإرهاب؟ الآن أدركت العرب مخاطر المخططات الإرهابية الزاحفة، وتحاول استدراك الموقف في توقيت يبدو انه تأخر كثيراً بعد توغل عناصر «داعش» و»النصرة» في سورية والعراق وأماكن أخرى.
وتدفقت الأحداث في فترة زمنية متقاربة. فمع انهماك مفاوضي فيينا بالاتفاق النووي هاجم الإرهاب التكفيري في غير مكان. في تونس، وفي منتجعها السياحي مدينة سوسة، قتل ما يزيد على عشرين شخصاً كانوا يقضون إجازاتهم على الشاطئ التونسي وظنوا انه هادئ وآمن. وكانت لبريطانيا الحصة الأكبر من الضحايا حيث قضى اكثر من 15 شخصاً في هذا الهجوم. وتمكنت قوى الأمن من قتل احد المهاجمين واعتقال عدد آخر من المتهمين، لكن تونس بهذا الهجوم والهجوم الذي سبقه على «باردو- تونس» وسقط فيه من سقط من الضحايا، سارعت إلى نعي الموسم السياحي الذي تعتمد كثيراً على موارده، فتأكد مدى صعوبة مواجهة الإرهاب بشكل فاعل. وترك الأمر لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون لكفكفة الجراح فيما عدد الضحايا حصيلة ثقيلة للإنكليز لا يتحملونها دفعة واحدة.
ووسط الحزن السائد على الضحايا، لا بد من العودة إلى «الحلف النووي الإيراني» الذي تخيم أخباره وتطوراته على ما عداه. وعلينا ألاّ ننسى أن طول المفاوضات وتعقدها مرات عدة يعودان إلى أزمة انعدام الثقة بين الجانبين الإيراني والدولي، لذلك كان على المفاوض الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف قضاء الأيام والساعات الطويلة في إقناع زملائه المفاوضين الغربيين بأن ما سيتم الاتفاق عليه سيكون موضع التنفيذ.
لكن ما احتل الوقت الطويل بعض العقبات التالية:
حول العقوبات: يريد المرشد الأعلى للثورة السيد خامنئي أن تُرفع العقوبات فور الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق، فيما الدول الغربية ترد باقتراح «الإلغاء التدريجي» للعقوبات كمرحلة اختبار لإيران.
أمر آخر وهو الأموال المجمدة لإيران التي تريد الحصول على هذه المبالغ وهي بالمليارات دفعة واحدة، وتريد دول العالم المشاركة في المفاوضات على ان يتم ذلك على مراحل، بحيث انه عندما يتأكد الجانب الغربي من حسن نية إيران تُرفع العقوبات عن أموال ستشكل مادة هامة في السيولة المالية لإيران التي تحتاجها بعدما حرمت منها طوال فترة العقوبات.
ومن منطلق الناحية المصلحية للدول الغربية، فهذه الدول بدأت منذ الآن تترقب عقد صفقات خاصة مع إيران، للتعويض عما فات خلال السنوات الطويلة من ضائقة فرض العقوبات. ويتمنى كل طرف مشارك في المفاوضات أن يخرج باتفاق يعمل على تسويقه كانتصار لسياسته، وأول هؤلاء الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعتبر انه تحمل الكثير من الضغوط لبلوغ الاتفاق، وانه انتقل من فلسفة الموقف القائل أن إيران جزء من المشكلة إلى أن إيران جزء من الحل!
ومع ذك يواجه أوباما معارضة الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب، وعليه إقناعهم بجدوى التوصل إلى الاتفاق و«تفادي الإرهاب الإيراني» واستبدال سنوات العداء بسنوات من التعاون الاقتصادي وفي المجالات الأخرى.
أما الطرف السعيد فهو روسيا، حيث يقول وزير خارجيتها سيرغي لافروف انه على رغم بعض الصعوبات على سطح الأحداث، لن يتأخر إعلان التوصل إلى اتفاق «أصبح في متناول اليد». وليس لدى بوتين ولافروف صعوبات في اقتناع عناصر البرلمان الروسي (الدوما) بجدوى التفاهم النووي إذ لا معارضة واضحة له.
وفي الجانب الآخر، سيكون على الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إقناع الفريق المعارض أو المتحفظ ممن ينتمون إلى الفريق المتشدد في الداخل الإيراني. لكن همّ روحاني يتركز على الحصول على موافقة المرشد الأعلى، فتخمد الأصوات المتشددة الأخرى بعدما يعود تدفق الأموال إلى إيران وتنشيط الحركة التجارية وتتحسن حياة السكان.
كل ما نقدم في هذا المقال يتصف بأهمية ولا شك، لكننا لا يمكن أن ننهيه من دون الإشارة إلى ما حدث في مصر، من حيث قيام جماعات إرهابية متعددة ومختلفة بالهجوم في وقت متزامن على 7 جبهات دفعة واحدة. وهذا ما أثار حفيظة عدد كبير من المصريين وفي طليعتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي توعد الإرهابيين بالملاحقة الفورية السريعة بعد ما شكا من البطء في تنفيذ القوانين وبخاصة أحكام الإعدام الصادرة بحق عدد كبير من «الإخوان المسلمين»، إضافة إلى مجموعات إرهابية أخرى تحمل أسماء مختلفة وتسعى إلى تقويض الدولة في عهد.
وبعد...
أولاً: يجب التأكيد من جديد على أن معارضي «الإرهاب الداعشي» ليسوا في مستوى خطورته وتحدياته، إضافة إلى أن ما يسمى ب»التحالف الدولي» ليس فاعلاً على الإطلاق، لأن «الحرب من فوق» أي بالطائرات فقط لن تؤدي الغرض في سحق إرهاب داعش.
ثانياً: إذا تأكدت جدية الاقتراح الروسي بطرح تجمع جديد يضم الدول التي حاربت سورية ولا تزال، ضد الإرهاب، فهذا يؤكد دخول المنطقة عصراً جديداً يأخذ العبر من السنوات الأخيرة وبخاصة منذ قيام الحرب في سورية قبل خمس سنوات.
ثالثاً: إن «الفكر التجاري الأميركي» بدأ منذ الآن بالترتيب لعقد اتفاقات مع إيران بعد استردادها أموالها المجمدة. لذلك فأميركا ستكون طليعة المستفيدين من اتفاق الملف النووي.
رابعاً: كان يوماً حزيناً يوم حدثت التفجيرات الإرهابية في تونس ومصر وبخاصة الكويت التي كانت حتى الأمس القريب تعاني من ضراوة بعض المعارضين في مجلس النواب، لكن تفجير المسجد صدم الكويتيين، وكل متعاطف مع الكويت باعتبار أنها الحالة الأولى التي تتعرض فيها لهجوم انتحاري بهذا الحجم.
لقد كانت الكارثة بيّنة على وجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي قصد مكان الانفجار ووصله بعد دقائق معدودة، حيث بدا كالوالد المفجوع الذي فقد بعض أبنائه.
لذلك، وبعد كل ما حدث في يوم واحد وصولاً إلى فرنسا (قرب مدينة ليون)، لا تبدو معركة مواجهة الإرهاب الداعشي وغيره عملية سهلة مهما توافرت الإمكانيات والاستعدادات، بعدما نُكب الشرق الأوسط بغزو الإرهابيين التكفيريين. فالردع العربي غير كاف، وعمليات الردع الدولي لن تكون كافية لقمع الإرهاب الذي يلتهم دول الشرق الأوسط واحدة بعد الأخرى.
حقاً إن خطط مواجهة إرهابيي داعش وغيره ليست في مستوى خطورتهم، فمن لم يمت على يد داعش مات على يد تنظيم آخر يجري إعداد اسمه حالياً. فمن الذي يتولى مكافحة «تسونامي داعش»؟ السؤال سيبقى مطروحاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.




الجيوش العربية.. بين العقيدة الإسلامية والقومية
أحمد الشرقاوي - خاص: بانوراما الشرق الأوسط Friday , 3 July 2015
من المواضيع الحساسة التي لا يسمح بالخوض فيها في العالم العربي، قضية عقيدة الجيوش السرية، لما تمثله من طابو يحظر على الإعلام الخوض فيه، لأن كشف خبايا هذا العقيدة السرية من شأنه أن يفقد المواطن ثقته في دولته ونظام حكمه ومؤسساته، ويفتح الباب على مصراعيه لسؤال الوجود والمصير..
ولعل الأحداث التي عصفت بالمنطقة منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي، كشفت الوجه الحقيقي للدولة الموطنية التي قامت بعد الإستعمار على أساس عقيدة الجيش تحديدا، باعتبارها المدخل الإستراتيجي للهيمنة على القرار السيادي للدولة العربية والسيطرة على قرارها السياسي، بعد أن تحول الجيش من ضامن للدستور وحامي للبلاد والعباد إلى حامي للنظام الذي يباركه الغرب الإستعماري ولا يسمح بالمساس به إلا إذا خرج عن خطه السياسي.
وبهذا االمعنى، فمن العبث الحديث عن دول عربية مستقلة ذات سيادة، يتضح ذلك جليا في تحديد مفهوم العدو والذي على أساسه ترسم السياسات الداخلية والخارجية لدول المنطقة.
وباستثناء الحرس الثوري الذي يعتبر الجيش الوحيد في المنطقة الذي يقوم على عقيدة إسلامية خالصة، ولا يخضع لأية جهة سياسية خارجية من حيث التسليح أو التأثير على الدور، والذي حدده مؤسسه قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني (ق.س) في وظيفتين أساسيتين:
* الأولى، الدفاع عن الثورة الإسلامية وحماية الدولة من أي اعتداء إرهابي داخلي أو عسكري خارجي، ويمتد مفهومه للأمن القومي إلى دول الجوار بسبب تأثيرات سياسات الإستكبار العالمي على أمن إيران ومصالحها الحيوية.
* الثاني، دعم حركات المقاومة الإسلامية في مواجهة إسرائيل التي تمثل بالنسبة لإيران عدو الأمة الوحيد، والذي يجب مجابهته بالمقاومة بعد أن غيرت الجيوش العربية عقيدتها نظرا لإرتباطاتها السياسية المشبوهة بأمريكا والغرب الأطلسي، وهو الأمر الذي دفع بأمريكا لتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية.
ولم يسبق لإيران أن خاضت حربا ضد أية دولة عربية، بل وقفت موقف المدافع عن النفس فجر الثورة عندما اعتدى المقبور صدام حسين عليها بتحريض من أمريكا وتمويل من السعودية التي أنفقت 200 مليار دولار في حرب الثماني سنوات لإسقاط الثورة الإسلامية الإيرانية في مهدها، واستعمل ضد الشعب الإيراني السلاح الكيماوي بتواطئ مع الغرب الإستعماري.
أقول، باستثناء الحرس الثوري في المنطقة، هناك الجيش العربي السوري، الذي له عقيدة ذات صبغة قومية راسخة في السر والعلن، تكوّنت خلال ما يقترب من نصف قرن كاملة، منذ تولي حزب البعث للسلطة في سورية سنة 1963 م، فحوله من جيش وطني إلى جيش قومي هدفه الدفاع عن الوطن وعن قضايا وحقوق الأمة العربية المغتصبة، ونقصد بذلك فلسطين المحتلة، وبذلك، أصبحت سورية الدولة العربية المستقلة ذات السيادة الحرة والقرار السياسي النابع من الأمة ومبادئها القومية..
ومعلوم أنه مع قدوم الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، عرف الجيش السوري هيكلية تنظيمية جديدة عززت قوته بالرجال والعتاد والتدريب، بفضل مساعدة الإتحاد السوفياتي الذي لم يكن يفرض عقيدته على الدول التي يساعدها كما هو الحال مع أمريكا، ومنع الجيش من التجارة واستبعد من الخوض في السياسة.
ولا نريد العودة بعيدا في الماضي، أقله منذ مشاركة السوريين في حرب 1948 ضد الصهاينة، لأن هذه المشاركة لم تكن باسم الجيش، بل بفضل تطوع قوات الدفاع الشعبية التي انضم إليهاعديد العناصر المنشقة عن الجيش في حينه ضدا في محاولة الإستعمار البريطاني والفرنسي آنذاك لتحريف عقيدة الجيش كي تقتصر حصريا على الدفاع الوطني.
أما تركيا، فنذ سقوط الإمبراطورية العثمانية وثورة كمال أتاتورك، تحول الجيش التركي إلى جيش بعقيدة أطلسية ترفض الإنطلاق من ثوابت الإسلام في تحديد العدو، وتعتبر العرب السبب في انهيار تركيا “العظمى”، وبالتالي يستحيل أن تشاركهم نفس الهواجس الأمنية فأحرى الأخطار التي يمثلها الكيان الصهيوني المحتل، بل سارعت إلى التحالف مع “إسرائيل” واعتبرتها دولة طبيعية من دول المنطقة ضدا في العرب، واعتقادا منها أن ذلك سيقربها أكثر للغرب ويجعل منها دولة أوروبية متقدمة.
وفي ما يخص العراق، كلنا يعرف أن هذا الجيش أيضا كانت له عقيدة قومية مثل سورية، لأنه كان يصدر عن نفس ثقافة حزب البعث التي كان يتشاركها صدام حسين مع حافظ الأسد، ومع ذلك، فعلت السياسة فعلها فأحدثت القطيعة بين البلدين والشعبين، ما يؤكد أن الإديولوجية القومية لم تكن يوما إديولوجية جامعة، بل مفرقة بسبب محاولة اختزال صدام حسين للعقيدة البعثية في شخصه من خلال الصراع على الزعامة.
نفس الخطأ تكرر مع جمال عبد الناصر، وهو الذي استورد مفهوم القومية العربية من سورية وحاول تسويقه في العالم العربي، لكنه بدل تحويل العرب إلى قوميين حولهم إلى ناصريين، وهذه خلاصة لا ينتبه إليها المدافعون باستماثة عن القومية العربية اليوم بسبب عمى البصر والبصيرة.
كما أن الذين يتحسرون على الوحدة العربية بين مصر وسورية زمن ناصر ويعتبرونها من الزمن الجميل، إنما ينطلقون من هاجس عاطفي لا علاقة له بالعقلانية في التحليل، بالرغم من أن الحقائق التاريخية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن سبب فشل الوحدة يعود بالأساس للعقيدة الديكتاتورية التي جعلت جمال عبد الناصر يحول سورية من شريك إلى إقليم تابع، ينفذ سياسات المركز، بل وبلغ به الأمر أن نقل كل مؤسسات القرار إلى القاهرة، فحول بذلك سورية إلى مجرد محافظة ملحقة بالمركز ليس إلا.
نفس عقدة الزعامة حاولت تكريسها “السعودية” مرة من مدخل القومية العربية وهي التي حاربتها بكل ما أوتيت من قوة، ومرة من مدخل الأمة الإسلامية التي تحولت إلى أمة “سنية” بعد نجاح الثورة، في محاولة يائسة وبئيسة للقضاء على التجربة الإيرانية وانتشارها، لا كإديولوجية فحسب، بل وكنموذج لدولة إسلامية عقلانية ناجح جدا في كل المجالات وعلى كل المستويات، وهو الأمر الذي عجزت عن تحقيقه الدول العربية باختلاف نماذج أنظمتها وعقيدة جيوشها.
وبالتالي، لم تحقق الدول العربية الأمن القومي الموعود، لا في المجال الزراعي ولا الصناعي ولا العلمي والتكنولوجي وخلافه، والسبب لا يكمن في الأنظمة العربية التي هي مجرد كراكيز في خدمة أسيادها في الغرب، بل في الجيوش العربية تحديدا، لماذا؟..
لأن أمريكا والغرب الأطلسي، وبعد زرع “إسرائيل” في الجسم العربي، عملوا على تغيير عقيدة الجيوش العربية من مداخل ثلاث:
* الأول، أن لا تقوم هذه الدول بتطوير صناعة الأسلحة، وتكتفي باستيرادها من أمريكا وفرنسا وبريطانيا، أو روسيا بالنسبة للدول التي كانت تدور في الفلك الإشتراكي سابقا، وهذا الأمر، يجعلها تابعة لقوى الهيمنة الغربية في السلم والحرب، ويجعل من “إسرائيل” الدولة الأقوى في المنطقة القادرة على مواجهة الجيوش العربية مجتمعة.. هذه المعادلة كسرها حزب الله في حرب تموز 2006 كما هو معلوم، بفضل مساعدة إيران تحديدا لا العرب.
* الثاني، أن تخضع هيكلية الجيوش العربية إلى تقسيم صارم، بحيث يكون جسم الجيش الكبير من الجنود العرب والمسلمين المعتدلين وفق نمط اختيار دقيق حتى لا يتسلل إلى جسم الجيش الإسلامويون المتشددون، في حين يكون القادة وكبار الضباط من أصحاب العقيدة الغربية “الصهيونية”، مع افساح المجال لهم لاستفادة من خيرات البلاد بلا حسيب أو رقيب، والسماح لهم بممارسة التجارة والسياسة، لأنه بقدر ما توغلوا في الإستبداد والفساد بقدر ما تكون رقابهم بيد القوى الأجنبية المهيمنة، ومعروف في السياسة أن الفساد يحتاج إلى الإستبداد لحمايته، لذلك ترفض أمريكا والغرب الأطلسي تمتيع الدول العربية بالحرية والديمقراطية مخافة تطبيق مبدأ “المحاسبة على قدر المسؤولية”، وهذا هو السر في ركوبهم للربيع العربي وإفشال ثورة الشعوب من خلال مسرحية انحياز الجيش إلى الشعب في مصر وتونس مثلا.
* الثالث، تغيير عقيدة الجيش من خلال التدريب ودورات التكوين في المعاهد العسكرية الغربية، الأمر الذي يسمح لأمريكا بتكوين القيادات وترقيتها وتمكينها من كعكة البلاد وفق عملية انتقاء صارمة، وفي هذا الصدد عملت الإدارة الأمريكية على أقناع القيادات الشابة في الجيوش العربية بالتخلص من كميات السلاح التقليدي الضخمة، واستبدالها بأسلحة نوعية تمدها بها الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن طبيعة التهديدات تغيرت، بحيث لم تعد “إسرائيل” هي العدو، بل أصبح العدو هو “الإرهاب الإسلاموي” والقرصنة في المياه الدولية، والأمن على الحدود الوطنية، على أن تنخرط الجيوش العربية في إستراتيجية الولايات المتحدة لتواجه تحت قيادتها التهديدات الأمنية الإقليمية الجديدة، ومنها أيضا التمدد الإيراني المزعوم، الأمر الذي تفسره استراتيجية السيسي الجديدة المساماة ب “مسافة السكة”.
وعلى هذا الأساس، لسنا بحاجة للحديث مثلا عن عقيدة الجيش المصري السرية التي عمل السادات بعد حرب التحريك سنة 1973 على تغييرها، ونجح مبارك في ترسيخها، ويعمل اليوم السيسي على تطويرها لتصب في غير مصلحة مصر والدول العربية، بل لتلتقي رأسا مع مصلحة “إسرائيل” في إطار الحلف الجديد الذي تشكل بين الكيان الصهيوني و”السعودية”.
وتفيذ المعلومات التي تحدثنا عنها في مقالتنا السابقة، والتي كشف عنها الصحفي تيري ميسان في مقالته الأخيرة على موقع “فولتير الدولي” باللغة الفرنسية، أن “السعودية” و”إسرائيل” وقعوا الثلاثاء الماضي في واشنطن، اتفاقية سرية من مدموعة بنود بمباركة أمريكية، لعل أخطرها، إنشاء “القوات العربية المشتركة” برعاية الجامعة العربية، لكن تحت القيادة العسكرية “الإسرائيلية”، كما أصرت واشنطن، وتم تفعيل هذه القوة بالفعل في اليمن، حيث يقود جنود إسرائيليون طائرات حربية سعودية في إطار تحالف عربي اتخذ له الإسرائيليون موقعا لقيادة أركانه في أرض “صومالي لاند”، وهي دولة غير معترف بها، تقع على الطرف الآخر من مضيق باب المندب.
وتنوي الرياض الإعلان رسميا عن هذا التعاون السري بمجرد أن تقبل “إسرائيل” بمبادرة السلام “السعودية لعام 2002 حول القضية الفلسطينية.
ومن أهم أهداف القوات العربية المشتركة، العمل على مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة ومحاولة تغيير النظام من الداخل، وإنشاء دولة كردستان المستقلة لإضعاف إيران وتركيا والعراق وسورية، واخضاع اليمن وضمه لأتحاد خليجي بين السعودية واليمن والإمارات وسلطنة عمان لاستغلال الإحتياطي الضخم من النفط في ‘الربع الخالي'، وتأمين ميناء عدن وباب المندب وبناء جسر يربط جيبوتي باليمن، وهذه هي الأهداف الحقيقية للعدوان على اليمن.
ويبدو، أن القاهرة وبسبب تحفظها على الإنخراط في المشروع الصهيو – أمريكي – السعودي، قررت أمريكا و”إسرائيل” والسعودية وتركيا وقطر تفجير الأوضاع في مصر لاستنزاف الجيش وتقسيم مصر إلى دولة قبطية في الجنوب وأخرى إسلامية في الشمال يحكمها الإخوان المجرمون الذين أصبحوا حلفاء للسعودية بقدرة قادر.
وهنا نود الإشارة بعجالة إلى ملاحظة غاية في الأهمية، ومؤداها، أن الإرهاب الذي هزم الجيش السوفياتي السابق في أفغانستان، وهزم الجيش الأمريكي في نفي البلد بالإضافة لهزيمته المذلة في العراق من قبل المقاومة الإسلامية المدعومة من إيران وسورية، هذا الإرهاب وبرغم ضراوته وصعوده بشكل غير مسبوق من خلال تنظيم “داعش” الذي أريد له أن يسقط النظام في سورية ففشل وتممد لمختلف مناطق العالم وأصبح يمثل تهديدا داهما للجميع، أريد له أيضا أن يضرب في مصر وبقوة.
لكن، إذا كان الجيش العربي السوري صاحب العقيدة القومية الخالصة بتحالف مع حزب الله صاحب العقيدة الإسلامية النقية قد نجحا في إفشال االمشروع الأمريكي وواجها الإرهاب خلال أكثر من أربع سنوات، فإن الجيش المصري صاحب العقيدة الأمريكية على مستوى القيادة، لن يكون في مقدوره مواجهة الإرهاب، وسينتهي الأمر بسقوط نظام السيسي من خلال انقلاب من داخل الجيش لإنقاذ البلاد ومحاولة تعويم النظام السياسي بفسح المجال أمام صعود نظام مدني “صهيوني” لتحقيق نوع من التوازن بين المتطلبات الشعبية والتزامات مصر الخارجية..
وهو الأمر الذي يمهد لقرب اندلاع ثورة ثالثة سيمهد لها من خلال تصاعد أصوات من المجتمع المدني متهمة السيسي بالفشل والسير بالبلاد نحو المجهول، والمطالبة بالتغيير، الأمر الذي سيدفع الجيش لتنفيذ المخطط الأمريكي للتغيير، لأن وظيفة الإرهاب ليس التمكن على حدود “إسرائيل”، بل فقط لاحداث التغيير المطلوب في هرم السلطة بعد أن غير السيسي من بوصلته وبدأ يتوجه أكثر فأكثر نحو روسيا ويرفض الإنخراط في المشروع الأمريكي والصهيو – سعودي الذي تعهد به قبل وصوله إلى سدة الرئاسة.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



اليمن على أبواب المجاعة.. فهل يستسلم؟
أحمد الشرقاوي - خاص: بانوراما الشرق الأوسط Friday , 26 June 2015
في هذا الشهر الفضيل وعلى امتداد بلدان العالم العربي، تكثر حلقات الذكر عصرا في الساجد وصلوات التراويح ليلا في الجوامع، وعلى الفضائيات برامج بالجملة حول فنون الطبخ ومسلسلات لا تنتهي، وبين العبادة والترويح عن البطن والتنفيس عن النفس يضيع الشعب اليمني المظلوم بين الموت والحصار، لا خيار، ومع ذلك لا نسمع لعلماء المسلمين “الرسميين” صوتا يستنكر هذا الوضع الجائر، وكأن من يتعرض للعدوان والحصار شعب لا علاقة له بالعرب والمسلمين..
وحده شيخ الأزهر بمعية ثلة من “المنافقين” الذين انتحلوا صفة “حكماء المسلمين”، قرروا وضع حد للتطرف والغلو، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، ونشر ثقافة السلم والتسامح في المجتمعات، هذا في الوقت الذي يحرضون فيه بين المسلمين في العراق وسورية وإيران، ويعملون جاهدين لزرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة خدمة للمشروع الصهيوأمريكي بتحريض وتمويل من تنابل آل سعود المجرمين..
غير أن ما أسماه شيخ الأزهر ب”قافلة السلام” هذه، لا تهم المجتمعات العربية، بل المجتمعات الأوروبية والأسيوية والأمريكية والإفريقية في قارات الأرض البعيدة عن بلاد العرب، حتى لا يفكر الشباب المسلم في هذه القارات بالتحول إلى دواعش يزعزعون أمن واستقرار دولهم التي تصدر لنا مخابراتها الإرهاب وتتآمر حكوماتها على أمتنا وأوطاننا وتتربص بنا الدوائر..
وكان حري بهؤلاء المنغمسون في الخسة والنذالة، وفق ما يمليه عليهم واجبهم الديني ومسؤوليتهم الأخلاقية التي سيحاسبون عليها يوم القيامة، أن يصدحوا بالحق من على المنابر ويستنكروا إجرام آل سعود في حق الشعب اليمني المظلوم، ويدينون تحالفهم مع اليهود الصهاينة، ويفضحون تآمرهم على سورية والعراق وإيران لأن منبع الإرهاب ومصدر تمويله يوجد في السعودية وليس في الغرب..
وكان عليهم من باب أداء أمانة ربهم حتى لا يبعثوا بوجوه سوداء كلون الزيت يوم لقاء الله عز وجل، أن يعلنوا سقوط شرعية آل سعود في الإشراف على مقدسات المسلمين في الحجاز، بسبب إعلانهم الحرب على الله ودينه وعلى العرب والمسلمين كافة أجميعين، ويعلنون براءة من الله ورسوله والذين آمنوا من الأعراب المنافقين، ويجرمون كل من يدين بالولاء لإمريكا و”إسرائيل” وحلف الناتو من دواعش السياسة والإعلام في بلاد العرب والمسلمين..
وكان عليهم أن يشحدوا همم الشعوب العربية والإسلامية للإعتصام بحبل الله والتكافل والتضامن للوقوف سدا منيعا على قلب رجل واحد في وجه من يصبون الزيت على نار الفتن من الحكام الخونة الفاسدين والمستبدين الذين يتحملون بالدرجة الأولى مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الأمة اليوم.. وإلا فما هو دورهم بالتحديد؟..
وكان عليهم أيضا، أن لا يستأذنوا السعودية والكنيسة الرومانية والحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية للقيام بواجبهم الديني، بل كان يكفيهم لو أنهم حقا مخلصين، أن يستفتوا قلوبهم ويستأذنوا ربهم وينطقوا بكلمة الحق لا تاخذهم فيها لومة لائم، لأن ما عند الله باق لا يفنى وما عند آل سعود سينتهي ويعود وبالا عليهم يوم لقاء الله.
*** / ***
الشعوب العربية عاجزة عن فعل شيئ يذكر أمام هذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمة، بعد أن انعدمت الرحمة من قلوب الحكام الخونة الفجرة، فلا الإحتجاج عاد يجدي ولا التنديد بات ينفع، ما دام صوت المواطن هو آخر ما يسمع، وحده الدعاء الصادق على آل سعود الظلمة يصعد إلى السماء في هذا الشهر الفصيل ليقرع باب الملأ الأعلى فيسمع..
يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، ثلاثة لا ترد دعوتهم في رمضان: (الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم).. وترجمة ذلك وفق واقع حال اليوم، أن المؤمن الصادق الذي يهتم لشؤون المسلمين ومصابهم الأليم في هذا الشهر المبارك، يستجيب الله له إذا دعاه، أما وأنه لا يوجد في بلداننا أئمة تحكم بالعدل بل فقط حكام عملاء فاسدين، مستبدين ومنافقين، فإني لا أرى إماما عادلا غير الإمام الخامنئي (أطال الله عمره) وإمام المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله)، والقائد المجاهد المؤمن السيد عبد الملك الحوثي (أعانه الله وثبت خطاه) ، وثلة المجاهدين الشرفاء في سورية والعراق.. هؤلاء دعائهم مستجاب لأنهم مخلصون، ولاؤهم لله ولرسوله وللذين آمنوا، يرابطون كل من موقع مسؤوليتهم دفاعا عن شرف الأمة وعزها ومجدها، ويرفضون الركوع لغير الله تعالى..
أما المظلوم، فحدث ولا حرج، كل الشعوب العربية تتعرض لظلم ما بعده ظلم، وخصوصا في اليمن وسورية والعراق، ولم نسمع الشعب العراقي ولا الشعب السوري يستغيثون بالأعراب ويطالبون بالخبز مقابل الإستسلام، بل نجدهم أكثر ثباتا وإصرارا على العيش بكرامة أو الموت بشرف، مؤمنين بأن دماء الشرفاء لن تضيع سدى، وأنها مهما طال الليل لا بد أن يبزغ الفجر فتزهر نصرا وعزا وكرامة، هذا ما تؤكده سنن الله في الخلق، وهذا ما تقول به قوانين التاريخ، وهذا ما دونته شهادات الأمم السابقة، وكل رهان على نتيجة غير النصر أو الشهادة هو رهان على الوهم..
صحيح أن الإمتحان عسير، لكن للنصر ضريبة تدفع من الدماء الطاهرة الزكية.. ومن يريد السلام بلا أثمان فحري به أن يختار نهج الإنبطاح والإستسلام ويستبدل العزة بالذل، والكرامة بالمهانة والرفعة بالدنو والوضاعة، وعليه بعد ذلك، أن يتحمل لعنة الله وملائكته ولعنة الأجيال التي ستأتي من بعده، لأن حمل الأمانة يستوجب الكثير من الصبر والثبات والتحمل والتضحيات، ما دام الإنسان قبل بحملها في عالم الذر والأنوار العلوية قبل أن يخرج من العدم إلى الوجود، ومن يفرط بها يخون عهد الله ولا يستحق الحياة لأنه في هذه الحالة يصبح والأنعام سواء، يعيش ليأكل ولا يأكل ليعيش وفق المهمة التي اختارها لمسار حياته والتي سيحاسب علبها في المعاد، علم ذلك أم لم يعلمه..
*** / ***
مناسبة هذا الكلام، هو اليأس الذي بلغ ببعض المتطفلين على الحرف من الكتاب اليمنيين مبلغه، لدرجة ضاعت معها البوصلة، واختلطت عليهم الأمور، فأصبحوا يرددون دون خجل أو حياء، أن الشعب اليمني لا يريد دعما من إيران أو موقفا متعاطفا من االعرب، بل يريد خبزا وماءا وكهرباء فقط لا غير..
وكأن إيران لم تقدم دون بقية الدول العربية أكبر مساعدات إغاثية لليمن؟.. فيما السعودية وأمريكا ومشيخات الخليج ومصر والمغرب و”إسرائيل” قدموا للشعب اليمني كل أنواع قنابل الموت بما فيها المحرمة دوليا وكل أصناف سلاح الفتك للإرهابيين الذين يعيثون خرابا وفسادا في ربوع اليمن.
هؤلاء الكتبة البائسون يعاملون الشعب اليمني كما لو كان قطعان من الدواب، ويكفرون بقضاء الله وقدره، ويرفضون الرضاء به ومواجهته بالإيمان والصبر والحكمة والجهاد، هؤلاء، إذا افترضنا حسن نيتهم، أقل ما يمكن أن نقول بحقهم أنهم جهلة، لأنهم من حيث يدرون أو لا يدرون يخونون دماء الشهداء ويدعون الشعب اليمني الأبي إلى الإستسلام لينتصر الباطل على الحق ويعود الشعب عبدا ذليلا خاضعا مستسلما لأل سعود اليهود..
فهل حقا هذا هو الحل لمعضلة اليمن؟.. والله تعالى يقول: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين) أل عمران: 139.
هؤلاء لو كانوا يعلمون، لأدركوا أن وعد الله لنبيه الكريم صلى الله عليه وآله وفق الحديث القدسي الشهير، ضمن له أن لا تموت أمته جوعا ولا حرقا ولا غرقا، لكنه رفض وقايتها من الفتنة، لأن الفتنة اختبار من الله عز وجل ليعلم الذين آمنوا وصبروا وجاهدوا في الله حق جهاده من الخونة والمتخاذلين والقاعدين مع االخوالف، والفتنة بهذا المعنى لها معنى إيجابي جدا، لأنها ابتلاء من الله على المؤمن القبول به والإعتصام بحبله لاجتياز المحنة بأقل الأضرار الممكنة، ولا خيار لأحد في تغيير مجرى المقادير..
فصبرا يا شرفاء اليمن، إن النصر موعدكم، وإن غدا لناظره قريب..
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية




السعودية..الشقيقة الكوبرا |
فورتولي: : الملك سلمان مرشد الوهابية وكبير امراء تنظيم القاعدة
Friday , 3 July 2015 ، آخر تحديت 05:20 - Me Panorama

أشاد السفير الأمريكي في الرياض، جوزيف يستفال، بالملك السعودي الجديد حال توليه مقاليد الملك في السعودية قائلا أن صفتي الحكمة والشجاعة المتأصلتين في الملك سلمان ستؤديان إلي تقوية العلاقات السعودية الأمريكية.
لكن ذلك لم يكن تصريحا نمطيا معتادا من مسؤول أمريكي، فقد وصف المبعوث الأمريكي السابق في السعودية روبيرت جوردان سلمان بأنه “مصلح، ومستعد تماما لتحمل المسؤولية،” بينما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن المحللين يعتبرون سلمان “رجلا معتدلا، علي نهج سابقه عبد الله.”
لكن الملك سلمان لديه سجل حافل برعايته للمتطرفين البغيضين وهو ما يتم التقليل من شأنه الآن لتحقيق بعض الملاءمات السياسية. فقد أشار بروس ريديل بذكاء، بصفته مسؤول سابق بالاستخبارات المركزية الأمريكية، إلي أن سلمان كان جامع التبرعات الرئيسي للمجاهدين الإسلاميين في أفغانستان في الثمانينيات، وكذلك للبوسنة المسلمين أثناء صراعات البلقان في التسعينيات. أي أنه عمل كركيزة للدعم المالي للمتشددين في الحروب التي خاضتها السعودية بالوكالة خارج أراضيها.
بصفته حاكما للرياض لفترة طويلة، كان سلمان مسؤولا عادة عن الحفاظ علي النظام والتوافق بين أعضاء العائلة المالكة. ونتيجة لذلك اختاره أخوه غير الشقيق الملك خالد (الذي حكم السعودية من العام 1975 حتي العام 1982) أثناء فترة الصراع الأفغاني ليستغل معارفه العائلية من أجل أهداف دولية، فنصبه مديرا للجنة جمع التبرعات من العائلة المالكة والسعوديين لدعم المجاهدين ضد السوفيت.
ويذكر ريديل أن سلمان “عمل بشكل وثيق مع المؤسسة الدينية الوهابية في السعودية.” ويقدر مسؤول آخر بالاستخبارات المركزية الأمريكية عمل في باكستان في أواخر الثمانينيات أن التبرعات السعودية السرية خلال تلك الفترة تراوحت بين 20 مليون دولار و25 مليون دولار شهريا. وتوضح راشيل برونسون في كتابها “أثخن من النفط: شراكة أمريكا المضطربة مع السعودية”، أن سلمان قد ساعد في تجنيد المقاتلين لصالح عبد الرسول سياف، وهو مقاتل أفغاني سلفي عمل كمرشد لكلٍ من أسامة بن لادن والعقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر خالد شيخ محمد.
أعاد سلمان أداء ذلك الدور مع البوسنة، حيث عينه أخوه الشقيق وحليفه السياسي الوثيق الملك فهد لإدارة اللجنة السعودية العليا لإغاثة البوسنة والهرسك بعد تأسيسها عام 1992. وعبر تلك اللجنة، جمع سلمان تبرعات من العائلة المالكة السعودية لإغاثة البلقان، واستمر في الإشراف علي اللجنة حتي إنتهاء دورها مؤخرا عام 2011. بحلول العام 2011، كانت المنظمة قد جمعت حوالي 600 مليون دولار، شكليا لأغراض الإغاثة ولأهداف دينية، لكن هناك مزاعم حول استغلال تلك الأموال في تقديم السلاح للمحاربين المسلمين، رغم قرار حظر التسليح الذي فرضته الأمم المتحدة علي البوسنة والدول الأخري التي خلفت يوغوسلافيا بين عامي 1991 و1996.
ما نوع الإشراف الذي مارسه سلمان علي تلك اللجنة الدولية؟ داهمت قوات الناتو عام 2001 مكاتب اللجنة في سراييفو، لتجد كنزا ثمينا من مواد دعم الإرهاب؛ حيث تضمنت صور لأهداف هجمات تنظيم القاعدة قبل وبعد تنفيذها، وإرشادات حول كيفية تزييف شارات وزارة الخارجية الأمريكية، وخرائط حددت عليها المباني الحكومية في واشنطن.
لكن مداهمة سراييفو لم تكن أول دليل علي تجاوز عمل اللجنة للإغاثة الإنسانية. فقد تعقب مسؤولون أوروبيون بين العامين 1992 و1995 تبرعات بقيمة حوالي 120 مليون دولار من الحسابات البنكية الشخصية لسلمان ومن اللجنة إلي المنظمة العاملة بإغاثة البوسنة “وكالة إغاثة العالم الثالث” ومقرها بفيينا. ورغم مزاعم المنظمة بتركيزها علي تقديم الإغاثة الإنسانية، إلا أن وكالات استخبارات غربية قدرت أن المنظمة قد أنفقت أغلب تمويلها علي تسليح المقاتلين المتحالفين مع الحكومة البوسنية.
استدعي أحد المنشقين عن تنظيم القاعدة ليدلي بشهادته أمام الولايات المتحدة، وقدم إقرارا للمحامين الممثلين لعائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر زاعما أن لجنة سلمان والمنظمة قد قدمتا دعما أساسيا لتنظيم القاعدة في البوسنة، والذي شمل وحدته القتالية. وفي إقرار متعلق بقضية 11 سبتمبر، أفاد بأن اللجنة “شاركت بشكل مكثف في دعم عمليات القاعدة في البوسنة” وأن المنظمة “مولت، ودعمت بطرق مختلفة” مقاتلي الجماعة الإرهابية.
خضعت الصلات بين اللجنة والجماعات الإرهابية لفحص دقيق ولمدة طويلة من قبل مسؤولي الاستخبارات الأمريكية. ضمت فرقة العمل المشتركة في جوانتانامو التابعة للحكومة الأمريكية اللجنة السعودية العليا إلى قائمتها للكيانات المشتبه بها كداعمة أو منفذة للإرهاب. كذلك اتهمت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية اللجنة السعودية العليا بتوصيل مساعدات وأسلحة إلي محمد فرح عيديد، وهو زعيم الحرب ذي الصلة بالقاعدة والمشار إليه في فيلم “سقوط الطائرة بلاك هوك.” فقد خضعت الصومال لقرار حظر تسليح أصدرته الأمم المتحدة دخل حيز التنفيذ في يناير 1992.
لكن دعم السعودية للمقاتلين الإسلاميين في أفغانستان والبلقان أدي في النهاية إلي نتائج عكسية عندما عاد قدامي المجاهدين إلي ديارهم، حيث وضعوا حجر الأساس لتهديد القاعدة المتنامي في السعودية عام 2003. عند ذلك اعتمد سلمان علي حجة إسلامية مكررة لتفسير الهجمات التي تستهدف المملكة، حيث أعلن أن تلك الهجمات “مدعومة من قبل الصهيونية المتطرفة التي تهدف لصد الدعوة الإسلامية.”
إلا أنه لا يبدو أن التهديد الجهادي الموجه صوب السعودية قد كبح رغبة سلمان في العمل المشترك مع ممولي الجهاد الإسلامي والشيوخ المتطرفين. حيث تتضمن “لجنة الموثوق بهم” الخاصة بمركز الأمير سلمان للشباب، والذي يرأسه سلمان نفسه، صالح عبد الله كامل، وهو ملياردير سعودي ظهر اسمه سابقا في القائمة المزعومة للداعمين المبكرين للقاعدة، والمعروفة باسم “السلسلة الذهبية.” إلا أن صحيفة “وال ستريت جورنال” الأمريكية أوردت إنكار كامل دعمه للإرهاب. وبينما سعت الولايات المتحدة لإغلاق المنظمات الخيرية السعودية ذات الصلة بالإرهاب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، أدان كامل وسلمان تلك الجهود ووصفوها بأنها معادية للإسلام.
تبني الأمير سلمان عام 2002 احتفالية جمع تبرعات لثلاث جمعيات خيرية سعودية تحقق واشنطن بشأنها؛ وهي منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية، ومؤسسة الحرمين، والندوة العالمية للشباب الإسلامي. ويجدر بالذكر أنه منذ أحداث 11 سبتمبر تم إغلاق بعض فروع المؤسسات الثلاثة أو فرضت عليها عقوبات إثر مزاعم حول تمويل الإرهاب ماليا. وعلق سليمان في نفس الشهر بأنها ليست مسؤولية المملكة إن استغل آخرون التبرعات السعودية في تمويل الإرهاب.
مع تشجيع أوباما للسعودية علي بناء “مجتمع قادر علي التجاوب مع متطلبات العصر الحالي،” يجب أن يضع في اعتباره دور سلمان في المساعدة علي تشغيل مؤسسة “عبد العزيز بن باز،” والتي سميت باسم المفتي السعودي الأكبر والذي توفي عام 1999. ويذكر موقع المؤسسة أنها “مباركة بالدعم المباشر والمستمر” من سلمان منذ إنشائها عام 2001.
يصنف بن باز الأخير كواحد من أكثر الشيوخ السعوديين تأثيرا علي شبكة الإنترنت، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلي هذه المؤسسة، حتي بعد موته. ويشير المؤرخ الإسلامي روفين باز إلي أنه عرف عن الشيخ “محاولاته المستمرة لتوجيه السعودية نحو التطرف المتشدد والخطير.” فمن أحد فتاويه التي لا تنسي أن المرأة التي تدرس مع الرجال تعتبر في حكم العاهرة.
عقيل العقيل، هو مواطن سعودي فرضت عليه عقوبات أمريكية عام 2004 لقيادته لمنظمة زعم أنها قد ساعدت القاعدة في أكثر من 13 دولة، وكان أحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة “الباز.” احتفظ العقيل بمنصبه في المؤسسة لعدة سنوات بعد فرض العقوبات. وعندما ترك المجلس أضافت المؤسسة داعية سعودي آخر، هو عائض عبد الله القرني، والذي أعلن في حديث عن الصراع العربي الإسرائيلي أنه “يجب قطع الرقاب وتحطيم الجماحم، وهذا هو طريق النصر.”
ولكن القرني ليس أكثر الشيوخ الذين عمل معهم سلمان تشددا. فالملك الجديد تبني أيضا الداعية السعودي صالح المغامسي، والذي أعلن عام 2012 أن أسامة بن لادن “له قدسية وشرف أمام الله أكثر مما لليهود والمسيحيين والزراديشتيين والمرتدين والملحدين،” ببساطة لأنه مسلم، بينما وصف الآخرين بأنهم “كفار.” إلا أن ذلك ليس نهاية علاقة سلمان بالمغامسي، فقد عمل سلمان مؤخرا كرئيس للجنة المشرفة علي مركز أبحاث المدينة والذي يديره المغامسي. وبعد عام من تعليقات المغامسي العدائية، رعي سلمان وحضر احتفالية ثقافية كبيرة نظمها الداعية. كذلك يعمل المغامسي كمستشار لاثنين من أبناء سلمان، حيث التقط أحدهما صورة شخصية له مع الداعية العام الماضي معبرا فيها عن إعجابه بالداعية.
أوضح مسؤولون أمريكيون أن الهدف من زيارة الرئيس أوباما هو صياغة “علاقة وثيقة” مع الملك السعودي الجديد وأتخاذ التدابير الملائمة مع الملك الجديد. وبينما يدرس مسؤولون غربيون كيفية التواصل بنجاح مع النظام السعودي الجديد، يجب وضع سجل سلمان من دعم وتبني المتطرفين في الحسبان. أسوء التصورات هو أن الملك الجديد يتشارك وجهات النظر مع المتشددين، وأفضلها هو أنه ببساطة انتهازي، قد يقبل بالتعصب حتي يمضي قدما نحو أهدافه.
يطمح الكثيرون في الغرب إلي ملك سعودي يمرر إصلاحات فعالة ويوقف التحريض الذي يمارسه المتشددون المحليون. ولكن مع الأسف، لا يبدو أن سلمان هو هذا الرجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.