الظروف الصعبة تعلم البشر، الظروف الغير عادية التي مرت بها عدن مؤخراً لن تؤثر على العقلية العدنية السامية، عدن كمدينة جامعة لاناس من خلفيات مختلفة تجمعهم عقلية حضارية إنسانية و اخلاقية مشتركة، هذه التجربة القاسية الاخيرة اضافت خبرة جديدة الى جانب خبرات عدن المتراكمة عبرالسنين، لن تغير من طبيعة العقلية العدنية المتسامحة و الثابتة، العقلية العدنية عقلية غير مزاجية و غير متقلبة و لا تصنف الأفراد على أسس دينية و قبلية و عرقية و انما تصنف الشخص حسب تصرفه الاخلاقي او الغير اخلاقي. عدن لن تحكم على كل اهل الشمال و لن تلوم كل الشماليين نتيجة تصرفات فئة ضالة اجرامية، بل العكس، نستطيع الان تمييز من هو الذي يشكل خطر علينا و من الذي يفكر نفس تفكيرنا، هناك أناس منا و فينا لم تكن مواقفهم اخلاقية و مشرفة، وهناك أناس في الشمال عانت معانات مقاربة لمعاناتنا مثل مآرب و تعز و البيضاء و أماكن اخرى.
الحرب الاخيرة تقريبا اغلقت الهوه او الفجوة التي كانت موجودة بين العقلية العدنية و بقية المناطق الجنوبية. الحوافش اثبتو للجنوبيين بان عدوهم هو عدو واحد و لهذا تفكيرنا كجنوبيين يحب ان يكون تفكير واحد، أتمنى ايضا ان اخواننا في الشمال قد ادركو بان عدونا هو أصلا مشترك، و ان الوقت قد حان لان يحترم المواطن الشمالي رغبات المواطن الجنوبي.
عقليات الوحدة خط احمر قادتنا الى حروب و مآسي و جرائم حرب و لهذا حان الوقت لاخواننا في الشمال بان يحكموا ضمائرهم و عقولهم و خصوصا الفئات التي تعاني معانات شبيهة لمعانات الجنوبيين.
العدوان الأخير اجبر العدني على حمل السلاح و استعماله في صدر عدوه الحاقد، لكن ذلك لن يغير العقلية العدنية السامية و التي حملت السلاح دفاعا عن الصالح العام و تراب الوطن و ليس دفاعا عن القبيلة.