كنت كثير الفرح بكل اخبارية تصلني من أفواه المارقون عن الياس بجبهات الحق واليقين القابعون بأرصفة الامل والماكثون بارتياح على شواطئ الصبر والرباط المتخفين في زوايا المجازر حيث يلتقي رجال القوافل القادمون من الجنوب والعائدون الى الشمال ، مكللين بتيجان الفتح والفرج يجلسون إلى نصر ربهم يلعبون ويلهون يقلبه المجاهدون وهم يتلذذون بعد مللا شديد واستحكاما مديد كاد يطيح بعزيمة الرجال وصبر الجبال ، لولا اطلالة رحمة ربهم القدير . كيف حالك يا تلك البقايا العدنية الباقية ، الف سلامه تلف ذرات بقاياك السالمة من معركة الفتح الاثمة لجروحك واهاتك وآلامك ، انفضي عن نفسك يا تلك البقايا الصامدة غبار المد الجاهلي والطائفي المقيت المتناثر من جلود تلك الاشباح الغازية الجبانة ، البقية لله فيك والرحمة تستعمر كل دمار حل بجمال وجهك الحسن و كيانك المنير المبهر ، لا تحزني ولا تستكيني فقد امطرت السماء من دم ابناءك قطرات السلام والامان فلا خوف او ارهاب بعد اليوم سيمطر سماك يا تلك البقايا الشامخة . كيف حالك عدن بعد ليالي السهر الطويلة وايام الالم المريرة وانتي ما انفكيتي تصارعين حمى الغزو والطمع وملاريا التخلف و التعند الساري بعروق واعصاب واوردت تلك الجماعات وهي تحاول ببؤس تسقيك اياه في استماته وكفاح وكأنها لم تسمع عنك وعن عنفوانك يوما من الدهر وكأنها لم تقلب يوما من التاريخ بتمعن وتدبر صفحات كتاب تاريخك وازمانك البطولية مع اجداد واقارب هؤلاء الغزاة الجدد . كيف حالك يا تلك الارواح الطيبة الطائرة بعلو منخفض على بقايا عدن السالمة كيف حالك يا تلك الارواح الطاهرة عند ربك وانتي تتمتعين بنعيم خالقك وربك ، نزف اليك بحزن وسعادة وعده وتمكينه فالترقدي بسلام بأجساد تلك الطيور الخضراء ، كيف حالك يا تلك الاجساد الزكية بعد ان مزقت براءتك خناجر العدوان الشيطاني وسفك دمك جزار الانسانية والحياة دون رحمه وامتلاق . كيف حالك عدن بعد ليلة سقوطك تلك الليلة التي لم اظنها ليلة حقيقية بتاتا ، بل هي ليله من نسج خيالي الاعوج ، سطرت احرفها المبعثرة اناملي المرتعشة الاثمة ، وتصورها تصوري الاحمق الذي ما انفك يداهمني ويداهم افكاري ليس سوء ظنا بأصحابي واحبابي الابطال ولا انتقاصا من اسود المعركة والملحمة الكبرى ، ولا هي معتقدي الباطني بمجريات المعارك الجارية ونهايتها ، ليلة سقوط عدن .. ان شيئت قلت عنها هي مزيج من الارتباك والخوف الذي خالجني وخالج توقعي المنحرف المصحوب بالحرص السرمدي القاطن بداخلي على عاصمتي الابدية وبقاياها السالمة وعلى ارواح ودماء الاشاوس الافذاذ وهم ينتعلون الموت من اجلها ومن اجل جنوبها لكي يتخذ قراره في الاستقلال بعيدا عن جحافل الجوع والطمع والمكر التي لم تنفك يوما عن مكرها وعدوانها . بالأسفل ... هذا تقرير عن العيد بالجنوب بإمكانكم نشره اذا هو مناسب ووضع له صوره مناسبا حتى تعديل العنوان جنوباليمن فرحة العيد تضيع بين الحصار والقصف العنيف ورحلة البحث المريرة عن الماء والرغيف ... تقرير / وجدي صبيح / حضرموت يستقبل ما يفوق السته ملاين انسان بجنوباليمن عيد الفطر المبارك هذا العام وقد عاشوا ما يقارب الأربعة شهور في مواجه مباشره مع المجازر والانتهاكات المتكررة والدمار الهائل بالقرى والمدن الذي تسببه الضربات الصاروخية والقذائف المدفعية العشوائية التي تشنها مليشيات الحوثي والمخلوع والحصار المطبق الذي تفرضه على محافظاتهم حيث تفيد الاحصائيات الطبية ان ما يفوق 1600 شهيد واكثر من 3600 جريح ومصاب من المدنيين العزل بينهم العشرات من النساء والاطفال سقطوا منذ بداية العدوان الحوثي كأسوأ حصيلة يدفعها الجنوب من دماء ابناه منذ عقود ويدفعها من حياة مواطنيه العزل التي تمر بأوضاع انسانية صعبة و ظروف معيشه في غاية السوء والسخط لتاتي على ما تبقى من معالم الحياه ولتضع الجميع دون وجل في مواجهة واقع انساني كارثي على اقل تقدير لم يشهد له الجنوب مثيل حتى ابان الحرب الاهلية 1994 م. وفي خضم هذه الظروف الصعبة تأتي ايام العيد لتلاقي اكثر من مليون نازح ومشرد في هذه المحافظات وقد ضاعت فرحتهم وسعادتهم بالعيد في رحلة البحث المريرة عن النجاة والبقاء كيف لا ؟ وهم يعيش عرضة للقتل والهلاك في اي لحظة وحين هذا من جانب ، ومن جانب اخر تعيش الاغلبية الساحقة من المواطنين في صارع مميت مع الظروف المعيشية القاسية حيث هناك ما قدره ثمانين بالمئة من السكان يحتاجون الى مساعدات عاجله في ضل اوضاع معيشية مزريه لا وجود مستقر للكهرباء والماء وانتشار كثيف للأمراض والأوبة في ظل شلل شبه تام للمراكز الصحية وتقوف تام لمراكز الخدمات والتعليم وطوابير طويله مهلكه مكدسه لدى محطات توزيع المشتقات النفطية والتي تباع بكميات كبيره في الاسواق السوداء حيث يصل سعر التر الى ما يقارب الثلاثة دولارات لتاتي كل هذه المآسي جملة واحدة لتقضي على ما تبقى من مظاهر العيش و الحياه ، ولتقضي ايضا علي ما تبقى من بريق الامل في عودة الحياة لطبيعتها في الايام القليلة القادمة او على الاقل التخفيف من وطئت هذه الازمه وتأثيرها السلبي المباشر على حياة الناس في ظل الحديث عن الهدنه والتسوية الاممية المؤقتة . ان ما يزيد من وتيرة هذا الكارثة و يبعث القلق والخشية لدى غالبية السكان هو ان تستمر الاوضاع في الانحطاط والانحدار خاصة وان الجهود الاممية المعول عليها لم تفلح في رسم ملامح الهدنه التي كثر عليها الكلام اخيرا في اروقة السياسة والدبلوماسية الدولية ولم يلتزم الحوثيين بها ولم تفلح ايضا تلك المؤسسات الدولية في تحقيق اي تقدم لصالح المواطن المتضرر الاول بهذه الازمه بل هي مستمرة بتقديم التنازل تلو الاخر لصالح المتمردين الحوثيين وعصابات المخلوع والتي هي في المقابل لم تزال تحاول احكام الحصار على المدن وتحقيق المزيد من المكاسب على الارض وفرض الكثير من القيود على دخول الاعانات والمساعدات التي من شانها ان تخفف الكثير من المعاناة والصعوبة التي تكتنف حياة المواطن ، راميه عرض الحائط اي حديث عن هدنه وتسوية