كتب / نبيل سعيد لا يتفق محمد بن همام و الراحل فرج بن غانم في أنهما خبيران اقتصاديان آثرا الرحيل من صنعاء ، فحسب ، بل يتفقان أيضاً في أنهما حضرميان ، غيليان ، وسطيان – نسبة لوسطى الغيل – مهنيان ، ينتميان إلى جيل متسلح بالعلم إبان حقبة الاستعمار الذي لم يمن الله علينا وعلى شعبنا ببقاءَهُ في بلادنا دهرا أطول . ذات يوم غادر دولة الرئيس فرج بن غانم صنعاء مغاضبا ، لأن أعراف القبيلة لم تعترف بشهادة الدكتوراه التي يحملها من " بولندا" ، و لا بخبرته و لا مهنيته ، فغادرها ، غير مأسوف عليها ، معيدا السيارات الخاصة برئاسة الوزراء التي كانت في عهدته ، رافضا تملكها ، مثلما جرت العادة في صنعاء . الحال نفسه يتكرر مع محمد بن همام الذي رفض التدخل في السياسة النقدية للبنك المركزي اليمني التي يعد خبيرا متخصصا بها ، كي ينقذ ما يمكن إنقاذه ، لكن أنياب "طاهش الحوبان" امتدت إليه ، فرفض أن يكون " الرهينة " في باب اليمن . هذا هو الفرق الشاسع و الناصع و الواسع ، بين رجال الدولة الوافدين إلى مدينة سام من مدرسة الجنوب المتحضر المدني ، و بين رجال اللا دولة فيها ، الطارئين . الاختلاف الوحيد بين الرجلين ، يمكن في مغادرة بن غانم صنعاء بعد أقل من سنة من توليه رئاسة الوزراء ( مايو 97- إبريل 98) ، بينما غارها بن همام بعد خمس سنين عجاف ، من منصب لا يقل أهمية عن منصب بن غانم ، منصب حاول من خلاله خريج الجامعة الأمريكية في بيروت و الوسطى بحضرموت ، زراعة عشر سنبلات خضر ، ليحافظ على البقاء ، و على خزائن الأرض ، لكن أن ثقافة القبيلة غلبت ثقافة السنابل . رحمه الله دولة الرئيس فرج بن غانم ، و أمد الله في عمر رجل الدولة محمد عوض بن همام ..