كانت اسطورة طاهش الحوبان قديماً مصدر اخافة وقلق لاولئك الاطفال الذين لم يناموا مبكراً لانهم تعودوا على النوم متاخرا وذلك لغياب والدهم الذي يعمل في المدينة طيلة ايام الاسبوع ليعود اليهم يوم الخميس. وفي خميس من الايام عاد والدهم الى المنزل متاخراً وكله شوق لزوجته وأبنائه. جلس الجميع على طاولة واحدة وعلى ضوء "الفانوس" يتناولون عشائهم في غرفتهم الوحيدة ذو الحمام الواحد. بعد ذلك جلس الجميع في سمرة جماعيه تناول الاب مع الام وريقات من اغصان القات ليبدا الاب متحدثاً لابنائه كيف انه يعمل ويشقى ويكدح من جل اسعادهم . ثم ينقلُ الاب حديثه باتجاه والدتهم وكيف ان الله حباه بها وكيف توفق في اختيارها من بين اجمل نساء القرية ليحمَرَّ بذلك الحديث وجناتها وليصمت الابناء في لحظة استماع ليخفت ذلك الصوت رويداً رويدا في جو مفعم بالشاعرية والرومنسية حتى صمت الجميع. تبادل الزوج مع زوجته النظرات والغمزات ليتحدثوا بلغة العيون. وفي تلك اللحظة الرومنسية يظهر فجاة "طاهش الحوبان" ليصدر احدهم صوتا اشبه بصوت "النحنحه" لتطلب بعد ذلك الام من ابنائها النوم كي يفسحوا المجال لوالدهم لان يقتل طاهش الحوبان حفاضا على سلامتهم وكي لاياكلهم. وفعلا يتمكن الاب في تلك الليلة من قتل طاهش الحوبان ليظهر ذلك الطاهش مجدداً في الخميس القادم وهكذا.. ليصبح ذلك الطاهش اسطورة ازلية الى يومنا هذا مع اننا نعيش في عصر التكنولوجيا إلا اننا حملنا معنا كل تفاصيل ذلك العصر وما يخصه. فالعالم اليوم قد سابق الريح ووصل الى الفضاء ونحن مازلنا نغرق في الظلام، وانابيب النفط تقطع، واعمال السلب والنهب منتشرة في كل ارجاء اليمن، والانهيار الاقتصادي بات وشيكاً...! ومع هذا كله يظهر لنا ذلك المواطن الصامد محمد سالم باسندوة مع وزير تخطيطه محمد السعدي ليحذر الجميع ويُخوفهم بذلك البعبع (بقايا النظام)..( طاهش الحوبان سابقاُ) وليعلن ان كل ما يحدث في البلاد بسببهم ويطلب من الجميع مساعدته لاستئصالهم من اجل ان يامن الجميع.. فنحن نخشى ما نخشاه ان يصنعوا بنا كما صنع ذلك الرجل مع اولاده ليتمكنوا من أُ مُنَا اليمن وينالوا منها كما نال ذلك الرجل من زوجته،،،، —