لن استهل مقالي بالتغني بعدن او شكر قوات التحالف او التباكي على دماء الشهداء, كثيرون فعلو ذلك منهم الصادقون الشرفاء ومنهم المنافقون منتهزو الفرص المتسلقون على نجاحات الاخرين. لن اتغنى بعدن لانها لا تحتاج من يتغنى بهى لا تحتاج لأهازيج ولا احتفالات ولا ضوضاء, عدن تحتاج لصوت يهمس في اذنها لاتقلقي سيكون كل شيء على ما يرام. منذ اجتاحت ميليشيات المخلوع صالح والحوثيين الجنوب ووصلت الى عدن والمدينة تذرف الدم والدموع وتأن مرضا واهمالا بصمت مطبق حتى تم تحريرها على يد مقاومتها المدعومة بقوات التحالف جوا وبحرا وعبر العتاد الحربي والخبراء برا. لكنكم تعلمون هذه الحكاية الحزينة بكل تفاصيلها لذلك لا داعي للتفاصيل. لنتحدث قليلا عن القادم الذي لا يتحدث عنه احد, ماهي هوية عدن السياسية والثقافية القادمة؟ الى اين نتجه؟ هل سنستقل ام سنستمر في وحدة ميتة اصلا ؟ ما الذي ينوي هادي عمله وما الذي ينوي رجال المقاومة عمله مع هادي!!! اين موقف الحراك وما هي قواعد اللعبة السياسية الجديدة واين وصل دمج المقاومة بالجيش.لا احد يستطيع الأجابة عن اسئلتي هذه حتى وزير الخارجية رياض ياسين وان كان يستطيع فليجبني كمواطن يحق لي معرفة السياسة الداخلية لحكومتي. هل انا الوحيد الذي اشعر بهذ الوضع الضبابي ام ان الكل يدفن رأسه بالتراب ! ماهي السيناريوهات المطروحة على الطاولة بعد تحرير كافة انحاء الجنوب, ماذا يحصل بأتجاه قوات التحالف ورجال المقاومة الى المناطق الشمالية وتحريرها وصولا لصنعاء وصعدة !؟! هل سيعد هذا اعتراف ضمني بوحدة الأراضي اليمينة وهو ما يعتبر ضد قناعات الكثير من المقاومين؟ وماهو موقفنا من معارضة الشمال المؤيده لهادي؟ لا أريد ان أكون متشائم لكن اريد ان اعرف هل سينتهي شهر العسل على خير؟ اتمنى حقا ذلك رغم ان المعطيات تقول شيء اخر. هناك واقع على الأرض بعيد جدا عن الخزعبلات الفيسبوكيه العاطفية والشعارات الرنانة ومهما حاولنا اقناع انفسنا فالمثل اليمني يقول (الشمس ما تحجب بمنخل) ومن هذه الواقع نستقي عدة نقاط اولها ان غالبية سكان الجنوب يؤيدون الأستقلال. ثانيا ان المملكة لا ترغب باستقلال الجنوب مهما كلفها الثمن لانه ببساطة استقلال الجنوب يعني انها لم تفعل شيء على الأطلاق وكل هذه الحرب بلا معنى. ثالثا ان هناك اختلاف على الأرض لا يتحدث عنه احد بين المقاومة والحكومة والمملكة هي من تقف في الوسط لعدم اشتداده وهذا كان واضح عندما طلبت المقاومة عدم ارسال وزراء شماليين الى عدن فكان الرد بارسالهم معززين بالقوات الخاصة السعودية ! رابعا بدائت معالم فوضى سلاح تنمو بصمت في المناطق المحررة مما يدعو لتكثيف وتوحيد الجهود بين المواطنين ووزارة الداخلية لضبط الوضع الداخلي للمدن الرئيسية المحررة وخصوصا عدن و عواصمالمحافظات المجاورة كحوطة لحج ولودر وزنجبار في ابين لأن أمن هذه المناطق ينعكس على أمن عدن بشكل مباشر. في الأخير علينا ان نبحث عن انفسنا ونتذكر اننا جزء من المشهد ومن حقنا المشاركة بالقرار السياسي المتعلق بهويتنا بعيدا عن التحجر في زمن يتسارع فيه كل شيء.