هدّد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس، في مؤتمر صحافي الخميس بمقاضاة صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ومراسلها روبرت فيسك الذي أجرى حوارا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال فيه إن النهضة تلقت من قطر تمويلات للانتخابات التي فازت فيها. كما هدد الصحف التونسية التي تناقلت الخبر. يأتي ذلك بينما بلغ صراع النهضة مع الإعلام التونسي مدارات متقدمة، حيث تشهد "دار الصباح" التي تصدر صحيفة يومية بنفس العنوان حركة احتجاج عارمة على تدخل الحكومة في تعيين مسؤوليها. وقال صحفيون بالجريدة إنّه تمّ ليلة الاربعاء-الخميس تغيير صفحتين من جريدتهم التي كان من المفروض أن تتضمّن لائحة مطالب لصحفيي المؤسسة. واعتصم العاملون بالجريدة، أمام مكتب المدير العام المعين من قبل الحكومة لطفي التواتي فقامت قوات الأمن باقتحام المقر لاجبارهم على المغادرة، وبعد ذلك قام التواتي باتلاف 15 ألف نسخة تضمّنت اللائحة المهنية التي أصدرتها أسرة الصباح، والتي أشرف على طباعتها عاملون بالجريدة وأجرى تغييرا على مستوى الصفحة الثالثة والصفحة الأولى. ومن جهة ثالثة سلم مدير القناة التلفزيونية الخاصة "التونسية" سامي الفهري، نفسه إلى السلطات القضائية، تنفيذا لمذكرة صدرت ضده تقضي بإحالته إلى السجن، وذلك بعد تردد أنباء عن فراره. وكانت السلطات التونسية أصدرت في وقت سابق مذكرة توقيف ضد سامي الفهري مدير قناة "التونسية" بحجة تورطه في قضايا فساد خلال العهد السابق، فيما اعتبر الفهري أن قرار إيداعه السجن سببه البرنامج الساخر "اللوجيك السياسي" الذي ينتقد رموز حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في البلاد. وقال الفهري في تصريحات إذاعية، إن عددا من مسؤولي حركة النهضة والحكومة اتصلوا به لوقف بث هذا البرنامج منهم لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، وأن ضغوطا كبيرة تعرّض لها بسبب هذا البرنامج.