مرض العظمة و العنصرية المقيتة والتي يحمل لواءها ( القادمون من صنعاء ) الأن و بعد 25 سنة نراهم يحاضرون و يتحدثون عن المناطقية والمذهبية ويكتوون بنيران مماراساتهم وكأنهم قد أتوا بنظرية (التنوير) أو هداية الناس للطريقة المثلى للحياة . لذا يجب أن نتوقف مع حبايبانا الشماليين قليلاً لقد أصبح ( الشماليين ) في اليمن برامكةً عصريون ... طالوا المصالح الحكومية , وتولوا المناصب الإدارية وأصبحت لهم الأكثرية في الوظائف والمصالح و الشورى و البرلمان و الجيش و الشرطة ولم يسلم الجنوب من سياستهم التنويرية ... و العجيب حين يناقشهم الجنوبي في جبروتهم يصبح ..(عنصري , مناطقي ) !! وكأن أهل الجنوب لا يوجد بينهم إمامٌ وعابدٌ وناسك , لقد كان للشماليين الدور الكبير في بسط نفوذ الثقافة ( الزيدية ) السلالية في كافة أرجاء اليمن , ولم يراعوا حقوق مكانتهم في السلطة .. بل تعدوا ذلك لحدود الدين فنجدهم يفرضون على الجنوبيين تلك المعتقدات التي سنوها في شمالهم وأتوا يوزعونها في عدنوحضرموت لم ينظر الشماليون لأهل الجنوب إلا نظرة أكابر للمساكين .. . لعلني لا أكتب هذه الكلمات حقداً على أهل الشمال وليعلمو أن العتب صابون القلوب , ولكني أرى فعلا أنه يجب إيقاف هذا النفوذ الفكري والإستعلائي المسيطر على المجتمع اليمني , والذي هو السبب الحقيقي للفتنة القائمة الان , فالملاحظ أنه عندما يصرخ الجنوبي من نفوذهم يصبح (عنصري ) وعندما تُنهب أراضي وثروات الجنوبي على أيدي مشائخهم يصبح ( مناطقي ) حتى عندما يريد أن يفصح عن تلك الأحزاب ودورها الحلزوني في دعم الطواغيب يصبح ( إنفصالي) و الغريب في هذة الثقافة أنها وجدت بيئة خصبة تدافع وتلوذ عن جبروتها في شمال الشمال , حتى رُسم في مخيلة الشخصية الشمالية أن الإنتقاد السياسي من أي جنوبي يعني ( إنفصال ) طوال ربع قرن هذة الأفكار والهواجيس جعلت منة خادم لتلك التوجهات الحزبية البغيضة لبسط نفوذها التغلغلي في كافة أرجاء اليمن , وهذا من أهم الأسباب في ضياع اليمن بأيدي الجبابرة والمفسدين وجود من يطبل لهم .. لقد فاجأني ذلك الشاب الشمالي الوسيم .. بنعت نفسه ب ( الشيخ ) ولا غرابة في ذلك فقد تربوا على أنهم هم خيرة البشر وأن غيرهم رعاع في الجنوب يجب هدايتهم إلى الطريق السوي , ولا عجب فهذة هي مراحل حياة الشمالي منذ النشأة . الشماليين في معظمهم أناس متزمتون .ومتشددون لدرجة الإفراط في مسائل الجنوب وتاريخة و لكون جُلهم من الزيود فقد أطلقوا على حضرموتوعدن بلاد الصومال وسلطنة حيدر أباد في اليمن , حتى تعز لم تسلم من مسمياتهم رغم أنها كانت عاصمة إمامهم... كيف يحق لهم إطلاق مثل هذة المسميات على تاريخ بحجم حضرموت وحضارة بحجم عدن ؟ وهم يعلمون في دواخلهم أن حضرموت بحضارتها وتاريخ أبنائها في أصقاع العالم ونشر الإسلام يوازي عمر شمالهم ثلاث أضعاف وأن سمعتهم خير شاهد ... وأن المُصطفى قال عن عدن : (يخرج من عدنأبين إثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسولة ) والغريب أنهم يتناسون أن شمالهم منبع الكذب والفتنة وبلاد عبدالله بن سبأ و الأسود العنسي وزد عليها ( الحوثي ) هذة حقائق وليست تشفي أو إستهزاء مثلهم , الجنوبيون فعلاً يعانون من تفضيل واضح لدى الشماليين لأنفسهم على الآخرين .. ويشعرون حينها أنهم أجانب قادمون من خارج الجزيرة العربية , مع العلم أنهم أبناء قبائل شهد لها التاريخ من أيام الرسول الكريم .. قبل أن تختلط بعض أنساب الأحباش والفرس صعاليك شمال الشمال ليصبح لدينا ما يسمى ( بالزيود) . كنا نتمنى أن تتوزع ثقافات المجتمع اليمني بالتساوي ليحظى أهل حضرموت والمهرة .. ويافع والضالع وابين ولحج بتلك الحظوة التي يحظى بها مشائخ صنعاء وسنحان وعمران وذمار . لإنها بلدهم جميعاُ وليس لهم فقط , كنا نقول لإكثر من 25 سنة يجب أن تتوزع الثروات وخدمات البلاد من مساكن وطرق و دوائر حكومية و خدمات بلدية على جميع البلاد ... وليس لفئة دون أخرى ولكن لاحياة لمن تنادي .. أرجو أن تصحيح تلك المفاهيم الشمالية في عقول أهل الشمال ليصبحو مدنيين حقيقيين مع أنفسهم لاتحكمهم عسكرة القبائل , لأنه وعلى مايبدو أن ( قطار الجنوب قد فاتهم )