أيام قليلة ويهل علينا موسم الإنتخابات التشريعيه,وكلا منذ الأمس يتحفز لهذه الإنتخابات, ويعد لها العدة,ليرسم الخطوط العريضة, التى يستطيع بها حصد الأصوات, وستكون التجارة بالشعب وبمقداراته على أشدها,كل الكلام مباح,وكل الأهداف قابلة للتحقيق, ستشاهدون من يقف دقيقة حدادا على شهداء الثورة, وأيضا ستشاهدون من يقف دقيقة حداد على شهداء الجيش والشرطة والشعب, كلا حسب تجارته,التى سيروج لها, وستنفق فيه الأموال بلا حساب ,كلا حسب مقدرته النقدية ,ستشاهدون من يبيعون أنفسهم من أجل حفنه من هذا المال العارض,ولكن للأسف كثيرين سيلهثون ويجرون وراءه. فى هذا اليوم لن يكون هناك صوت فوق صوت المال, وكأننا لم نتعلم من قبل, هكذا نحن نسيئ الإختيار دوما ,ثم ندفع نحن ثمن إختيارنا بعد ذلك. أفراد,وتحالفات,وتكتلات,وأحزاب,وجماعات.ومافيا الإنتخابات,هؤلاء من سنراهم فى الليالى القادمة. أخطرهم هم مافيا الإنتخابات الجديدة والتى تجند الأفراد ليدخلوا هذا المعترك تحت المرشح المستقل ,لكى يعملوا لمصالحهم المريبة,فى سبيل التكفل بكل مصاريفهم قبل وبعد العملية الإنتخابية ,وهؤلاء هم الخطر القادم على المصريين. لانهم سيكونوا الطابور الخامس فى صناعة الفساد مرة أخرى. هذا تحذير لكل الجهات الأمنية بالتحرى الدقيق عن كل مرشح سيخوض تلك العملية الإنتخابية التى هى فى المقام الأول لخدمه الشعب ,لا من أجل صناعة الفساد مرة أخرى تحت مسمى الحصانه, التى يتكالب عليها الجميع, فمن يريد أن يخدم الشعب عليه أن يتجرد من كل شيئ. ولكن..يستوقفنى مشهد فى فيلم الناصر صلاح الدين, عندما صاح ريتشارد قلب الاسد وهو يهذى (إن فى سبيل الاستيلاء على أورشاليم يجب أن يقابله ألاف وآلاف من الضحايا) هكذا اصبحت الحصانة بالنسبة لهم هى أورشاليم, أما الضحايا سيكون هذا الشعب الذى أساء الإختيار. ليخبرنا التاريخ أن مقعد مصطفى كامل ومحمد فريد مازل فارغا حتى تلك اللحظة. أما الخطر الثانى وهو الخطر الواضح وضوح الشمس والقادم إليكم بسرعة الصاروخ معتمدا على وقوفه المرتعش بجانب ثورة 30يونيو ,هو حزب المال والنسوان أو كما نقول حزب الظلام .عفوا هو حزب النور. والذى شاهده الشعب وأضحكه فى مشهد تمثيلى تحت قبه برلمان 2012,فكانت قمة الكوميديا السوداء التى أبتلى فيها الشعب بهذا البرلمان. اليوم يأتى ليعرض نفسه على الشعب, كبديل لسابقه الذى تم تجريده وعزله بعد عام لف فيه السواد مصر وكأننا عدنا لعصور الجاهلية. وتناسى أن الشعب لا يلدغ من الجحر مرتين , أو تناسى ما فعلوه نوابه تحت قبه البرلمان أو تناسى فضائح ممثلية الجنسية والتى كانت حديث الساعة والإستغراب . هكذا هوحزب المال والنساء ,وهذا ما رأيناه فى قيادتهم ودعاتهم .فإذا كانوا يتوارون وراء السلف والقران ,فليبينوا أولا للشعب لأى سلف ينتمون ,وهل كان السلف يمتهن بجوار الدين الدخول فى معترك السياسة كما يريدون أن يفعلوا الأن.فالطامة الكبرى التى إبتلينا بها فى هذا الزمان هم تجار الدين ,والذين أثروا من وراء تلك التجارة أموالا طائلة ستشاهدونها قريبا فى هذا المعترك,وسيكون للجهلاء فى هذا اليوم عنوان. فالفرق بين سابقة وبينه ,أن سابقه كانت قاعدته العريضة من المتعلمين ولكنهم يدينون بالولاء لقادتهم. أما هؤلاء فالقاعدة العريضة منهم من الجهلاء والتابعين لمواليهم, وكأن الشعب على موعد(تطلع من حفرة تقع فى دحديرة). فاليوم القادم هو يوم الكلمة التى سيلتزم بها الشعب.أن لم يفيق من غيبوبته. فاليوم الموعود لا مكان فيه لإختيار القلب ,وإلا سيتمزقون هذا القلب بعد ذلك. اليوم هو يوم إختيار العقل لعلنا نصيب من يستحق أن يعمل لخدمتنا ولو لمرة واحدة لا لخدمه حاشيته ونفسه أو لخدمه من تكفلوا به . فإحذروا أيها المصريون من حزب المال والنسوان ومافيا الإنتخابات. حتى لا نعود لنقطة الصفر مرة أخرى ,لأن وقتها لن نحصل على هذا الصفر لكى نعود مرة أخرى,لأنه سيكون صفرا بلا عودة.