بعد أن أعلن شعب الجنوب العربي قراره للعالم اجمع ، وقال كلمته الفصل التي لن يحيد عنها ، مهما تكلف من التضحيات في سبيلها ومن اجلها ، وترجمها على ارض الواقع بالقول والفعل ، يبرز هنالك سؤال يفرض نفسه ويلزمنا الإجابة عليه ، ومفاده أين نحن من الحرب الإعلامية المظللة والإشاعات المشوشة ، التي لم يبرح المحتل اليمني من اللجوء إليها ، من خلال وسائل الإعلام المملوكة له ، أو تلك الوسائل الإعلامية الأخرى المأجورة ، وأبواق الدفع المسبق ، من بني جلدتهم المنتحلين صفة الهوية الجنوبية ، الذين لا يتورعون عن مجافاة الحقيقة ، ولا يقيمون وزنا للحياء حتى من أنفسهم ، ويعتقدون أنهم بغيهم هذا سوف تنطلي ألاعيبهم على شعب الجنوب العربي العالم اجمع . هذه الوسائل والألاعيب التي لم تعد تجدي نفعا في عصرنا الراهن ويحللها ويصفها خبراء علم النفس ، على إنها الوسيلة اليائسة والفاشلة والورقة الأخيرة الخاسرة ، التي يلجأ إلى استخدامها الطرف المهزوم في ظل الحروب ، وهذا هو حال الجمهورية العربية اليمنية ، الذي لا يختلف عن حال من يصب الماء داخل وعاء مثقوب ، ولا عن حال من ينفخ البوق بالمعكوس ، في حربهم اللعينة على شعب الجنوب العربي ، يدفعهم إلى ذلك أطماعهم في حقوق الآخرين ، التي اعتادوا على جعلها مشروعة لهم ، بحسب ثقافتهم ومعتقداتهم الغريبة على الإنسان والإنسانية !
من هنا علينا الحذر من الاندفاع السريع لتصديق ما يبثه لنا الإعلام المعادي ، حيث أننا على علم ويقين كاملين ، من الحرب الإعلامية الممقوتة التي رصدوا لها كل الإمكانيات في الجمهورية العربية اليمنية ، لبث سمومها على ارض شعب الجنوب العربي وتضليل العالم ، وان كنا على ثقة بأن شعبنا الجنوبي العربي يدرك ويعي تماما مثل هذه الألاعيب والدسائس ، من التي عفا عليها الزمن وأصبحت من مخلفات الماضي العتيق ، والى جانب الإعلام الانهزامي للمحتل ، علينا أن نرصد الوجه الانهزامي الآخر لما يلجأ إليه المحتل اليمني ، المتمثل في حجب المواقع الالكترونية ، كل ذلك خوفا من نشر انكساراته وفضائحه الانهزامية ، أمام الانتصارات الساحقة لأبطال المقاومة الجنوبية .
بالتالي ، يظل السؤال يبرز أمامنا مرة أخرى ويظل في حاجة للإجابة عليه ، ولكن هذه المرة من قبل جميع الإعلاميين الجنوبيين ، بأن المسئولية تقع على عاتقهم بالدرجة الأولى ، للتصدي لكل الأكاذيب التي يستخدمها المحتل ، ووجوب كشف جميع ما فيها من تضليل وتشويه لا يصدران سوى عن المهزوم وعمن ذاق مرارة الهزيمة ، حتى يعرف المحتل أننا متواجدون له بالمرصاد حيثما يكون ، ضمن الساحة الجغرافية لدولتنا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبي وعاصمتها عدن .