أعلنت السلطة المحلية في محافظة عدن أن مهام الشرطة في المحافظة ستبدأ غداً السبت لتعزيز الأمن والاستقرار بدعم من دولة الإمارات وذلك في أعقاب تمكن المقاومة الشعبية الجنوبية والجيش الموالي للشرعية بمساندة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية من تطهير مدينة عدن وطرد الانقلابيين منها في منتصف يوليو/تموز الماضي، بينما يتواصل الدعم القبلي لقيادة قوات التحالف العربي في مأرب في ظل خسائر متواصلة للمتمردين في عدة جبهات. وقال الناطق الرسمي باسم السلطة المحلية في المحافظة صلاح العاقل إن المهام ستنطلق من شرطة مديرية الشيخ عثمان التي تأسست بجهد إماراتي، مشيراً إلى أن الإمارات دعمت شرطة عدن بأجهزة متكاملة وأهلت عدداً من عناصر الشرطة اليمنيين خارج اليمن. وأوضح أنه سيجري توزيع ضباط إماراتيين بشكل ثنائي في جميع أقسام الشرطة يتولى أحدهم العمليات والآخر يكون مسؤول الاتصالات.
وأكد أن الأنباء التي تتحدث عن انفلات أمني كبير في عدن بسبب سيطرة تنظيم «القاعدة» على بعض أحيائها غير صحيحة وتروج لها أطراف تسعى إلى زرع الفتن والبلبلة. وأشار إلى أن الحياة عادت إلى طبيعتها في عديد من مديريات محافظة عدن التي عاشت في الشهور الماضية لحظات عصيبة بعد اجتياح ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح للمدن اليمنية مطلع العام الجاري حيث تم تشريد الكثير من أهلها وقتل المئات منهم جراء الاشتباكات. وغادرت نسبة كبيرة من سكان مديرية كريتر كغيرهم من سكان المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة الجنوبية والجيش الموالي للشرعية من جهة والانقلابيين من جهة أخرى إلى المناطق الآمنة داخل المحافظة، كما غادر كثيرون إلى محافظات أخرى حيث نزح عشرات الآلاف إلى محافظاتحضرموتوإب والمناطق الآمنة في شبوة ولحج وأبين بينما لجأ الآلاف إلى دول القرن الإفريقي في ظروف لجوء قاسية. على صعيد آخر، سيرت قبيلة عبيدة إحدى قبائل محافظة مأرب العشرات من الأطقم والسيارات إلى مقر قيادة قوات التحالف بمنطقة صافر بالمحافظة أمس، لتقديم ما يعرف قبلياً بضيافة وكرم لقوات التحالف، في خطوة ترحيبية بتلك القوات المساهمة في صد ميليشيات الحوثي وصالح والتخلص منها، وللتعبير عن استعداد القبيلة إلى جانب تلك القوات.
وكان في استقبال قبيلة عبيدة، قائد قوات التحالف العربي، ورئيس هيئة الأركان اليمني ومحافظ مأرب. وقُتل 21 وجرح العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي وصالح في اشتباكات بعدد من جبهات القتال بمأرب، ودمرت 5 عربات و3 دبابات و4 مخازن للأسلحة وعربة كاتيوشا ومعدات وذخائر وعتاد عسكري متعدد نتيجة مواجهات وغارات للتحالف خلال 24 ساعة الماضية. وقُتل 11 حوثياً بمواجهات عنيفة اندلعت، مساء الأربعاء بمنطقة الجفينة والبلق، وأحرزت المقاومة تقدماً في مواقع كانت تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح بحسب مصادر في المقاومة الشعبية، كما شهدت الجبهة الغربية بمأرب اشتباكات عنيفة في الوقت نفسه، استخدم فيها مختلف الأسلحة، وشنت المقاومة الشعبية هجوماً على إحدى التباب التي يتمركز فيها الحوثيون وتمكنت من السيطرة عليها وقتل 3 حوثيين وجرح آخرون فيما استشهد أحد رجال المقاومة وجرح 5 آخرون واستولت على 17 صفيحة ذخائر كلاشنكوف واثنين صناديق قذائف آر بي جي وذخائر مختلفة لأسلحة متنوعة، إضافة إلى الاستيلاء على مجموعة من الرشاشات والمعدات. كما شهدت الجبهة الشمالية بمنطقة مجزر اشتباكات عنيفة بمحيط معسكر ماس، واشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بمنطقة صلب، فيما قتل 7 من الميليشيات على الأقل في غارات شنتها طائرات التحالف على تجمعات ومعدات تسيطر عليها الميليشيات بمنطقة حريب. وفي محافظة تعز تواصلت المواجهات بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة صالح، والحوثي من جهة أخرى في عدد من الجبهات في المدينة. وأوضح مصدر في المقاومة أن «المقاومة الشعبية تقدمت في الجهة الغربية في منطقة ميلات، التابعة للضباب، واستعادت مواقع كان قد سيطر عليها الحوثيون في اليومين الماضيين»، مضيفاً أن الميليشيات اندحرت من مواقع الحصب والمرور، بعد أن شنت هجوماً قابلته المقاومة الشعبية بشراسة وصدتها. وذكر المصدر أن قوات التحالف أنزلت أسلحة نوعية للمقاومة والجيش الوطني في المدينة، وأن المقاومة غنمت أسلحة ثقيلة الأربعاء في جبهة الأربعين، كما شهدت انضمام عسكريين لها. وكانت المقاومة استطاعت الوصول إلى إحدى بوابات القصر الجمهوري بعد مواجهات شرسة وأسرت 12 حوثياً في كلابة أمس الأول، وذكر مصدر في المقاومة أن أكثر من 100 عنصر من الميليشيات قتلوا الأربعاء، جراء القصف الجوي الذي شنته مقاتلات التحالف العربي. ولقي قيادي في ميليشيا الحوثي مصرعه ومعه أكثر من 40 شخصاً من مرافقيه أمس، في إحدى الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف في شارع الستين. وتستعد المقاومة الشعبية في محافظة الجوف لتدشين معسكر في منطقة رويك شرق المحافظة، لاستقبال وتدريب المقاتلين استعداداً لمعركة تحرير المحافظة من ميلشيا الحوثي وصالح، بالتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية السادسة. وشهدت مديرية حزم العدين بمحافظة إب أمس، اشتباكات عنيفة في أكثر من موقع بالمديرية، أهمها في بيت الشبر مقابل جبل بحري وفي باب الهيجة مقابل نباخ ومنطقة المزهد مقابل الاعدان، والقفلة مقابل المزهد. وأكد مصدر محلي أن مواجهات أمس خلفت عدداً من القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين نتيجة القصف العشوائي الذي تشنه ميليشيات الحوثي وصالح على المنازل والأحياء السكنية بالمديرية، في حين أن الميليشيات ما زالت تستقدم تعزيزات إلى المنطقة.
