مع تدافع الأحداث على هذا النحو النشط و المفاجئ ، تبرز علامات إستفهام حول ماحدث لقوات التحالف في مأرب ؟ وكيف تم كل ذلك ؟ ومن جعل القوات تتمركز بجانب مخازن الذخيرة ؟ ومن المسؤول ؟ ولماذا لم يتم تطهير المواقع الخلفية قبل الذهاب لمأرب ؟ أتت الإجابة على وجه السرعة من المحلل والخبير العسكري "إبراهيم ال مرعي" حيث حمل كامل المسؤولية لهيئة الأركان اليمينة برئاسة "المقدشي" حيث لا توجد له أي ايجابيات عسكرية منذ تعيينه و لم يقوم باختبار القوات والألوية العسكرية للتأكد من ولائها , وأن التقدم لمأرب أو صنعاء بدون تطهير المواقع الخلفية للمنطقة حالة عسكرية غريبة وأن تواجد القوات التحالف بجانب مخازن الذخيرة ليس من العرف العسكري في الحروب .
البيان المنسوب لوزارة الدفاع اليمنية اتى كالصاعقة وشكل حالة من الغضب لكل المتابعين للشأن اليمني حيث أفاد البيان بوجود خيانة عسكرية من قبل ضباط يدينون بالولاء للحوثيين والمخلوع صالح بل وأن قيادات عارضت نشر البيان . لماذا ؟ الحقيقة ان قوات التحالف وضعت بين فكي الحوثي وكماشة المخلوع
ان المحن تميز الخبيث من الطيب ، وكلما ركن الناس لحالة من الهدوء يعبث فيها أهل الباطل حتى يظنهم الظانّ أنهم أهل حق وريادة وقد جاء الله بالمحن ليميز الرائي هذا الخبيث من الطيب
الحقيقة ان اليمن اليوم وخصوصاً في الشمال يحتاج الى الصوت الصَريح المدين لإرهاب المليشيات الخارجة عن القانون ، والموقف الحاسم ، لا المُدَاهِنَ، بعدما بات واضحاً انّ اطرافاً في العمليات السياسية و العسكرية من كل الاتجاهات والانتماءات تتعمّد الوقوف في المنطقة الرمادية ، خوفا من تضرّر مصالحها وسعياً الى كسب المزيد من المنافع السياسية .
الشريك الحقيقي لا يتجاوز على القوانين ، ويجب ان ينسق مواقفة مع الحكومة الشرعية لبلادة ، مهما كان انتماءها ، باعتبارها صاحبة القرار لاسيما وأن البلاد في حالة حرب وتتطلّب التعاون والتفاهم ورص الصفوف، وتتجنب كل ما من شأنة إرباك الوضع الداخلي
إن ما يحصل اليوم من بعض القوى السياسية اليمنية هو الدَسِيسَة، ويجب ان ندرك انه هناك من تخلّى عن واجباته ، فيجامل المناطق الحاضنة والمؤيدة لتلك المليشيات ويدعمها ،بينما وجهة الأخر مع التحالف ويدعي دعمها ، وعليه أن يدرك أن التاريخ لن يرحمه وستلعنه الأجيال وستتحدث عن قماءته الشعوب .
أصبح واضح جلياً أن هناك شريك شعبي يخفي وراء صمته المَكْر، ومقاصد أخرى يأبى الإفصاح عنها لأنه يخشى حَفِيظَة التحالف وغَيْظه ، فيعمد الى ذرّ الرماد في العيون ، و أن مهمته الدفاع واللوذ عن مصالحة ، بدلا من تَصْوِيب خطابة الإعلامي وأجندته السياسية إلى الخطر الذي يحيق باليمنيين
الموضوع بحذافيره ، أنه يجب على اليمنيين أن لا يتَعَامَوا أو يتسامحوا مع كل هؤلاء المتخاذلين عن واجباتهم في الحرب ، و يعتبرونهم خونة وعملاء لأن الخائن يبقى ذليلاً قميئاً ولو وضع على رأسه كل تيجان الشرف ، و يبقى صغيراً واطئاً مهما نفخوا في أوداجه المنافقين .