يقف محمد هادي أمام كشك لبيع الصحف بمدينة الشيخ عثمان ليبتاع ولاول مرة في حياته صحيفة حكومية هي صحيفة 14 أكتوبر الصادرة من عدن وأمام كشك الصحف يبدأ بتقليب أوراق الصحيفة بحثاً عن اسمه بين قوائم الاسماء التي أعلنت الحكومة اليمنية مؤخراً بأنها تحصلت على وظائف في القطاع الحكومي في خطوة يرى كثيرون ان الهدف منها تهدئة الشارع في اليمن الذي يشهد حركة احتجاجات مناوئة للرئيس صالح. تتراوح مشاعر هادي بين الرضى والاحساس بخيبة امل وهو الطالب الذي تخرج منذ سنوات عدة من كلية الاقتصاد بجامعة عدن هناك حيث درس اربع سنوات وقضى مثلها بحثا عن وظيفة ولكنه لم يجدها رغم انه عرض لاحقا مبالغ تقارب ال1300 $ على وسطاء لكن دون فائدة.
يطوي هادي الصحيفة ويمضي نحو منزله الذي يقع وسط مدينة الشيخ عثمان وفي الطريق يقول ل"عدن الغد" لاادري أي إحساس ينتابني أحس وكان الأمر غير صادق لقد قرأت اسمي ضمن كل هذه الأسماء .
يتوقف بالسير ويفرد الجريدة ويشير "أنظر " إنهم بالالاف ! اين سيضعون كل هذه الناس؟ كل الدوائر ممتلئة انا لست متفائل. كثيرون مثل محمد هادي يبدون تخوف شديد من عدم صدق الحكومة فيما آخرون يرحبون على مضض.
تقول ايناس عبده وهي خريجة كلية التربية قبل أعوام ل"عدن الغد" نتمنى ان يكون الأمر فعلا حقيقة وليست وعود كالتالي أطلقها الرئيس صالح قبل أعوام حينما قال انه سيقضي على الفقر والبطالة نتمنى ذلك.
بعكس ايناس عبده يرى هاني العمودي وهو احد أبناء المعلا وخريج كلية الهندسة منذ سنوات ان هذه الوعود هدفها إرباك حركة الاحتجاجات الشبابية في اليمن عامة وتهدف الحكومة إلى تقديم وعود إلى فئة الشباب بهدف اخراجهم من ساحات الاحتجاجات ولكي يتسنى لها القضاء على الاحتجاجات.
يقول هاني ل"عدن الغد" علمت من احد اصدقائي ان اسمي جاء من ضمن الاسماء التي قالت الحكومة أنها قمت بتوظيفهم هذا امر يدعوا إلى السخرية كلنا نعرف ان الاقتصاد تراجع والدعم الدولي جزء كبير منه توقف وامدادات النفط كذلك فبالله عليكم حينما كانت الحكومة في اقوى ظروفها لم تتكرم بكل هذه الوظائف واليوم وهي في اسوء حال لها نجدها تتكرم بعشرات الآلاف من الوظائف كل هذا كذب ودجل ويريدون فقط اخماد الاحتجاجات وغدا سيحاكمون من سيطالب بحقه نقول لكل الإخوة هذه كلها مسرحيات هزلية يجب إلا نفكر بها مطلقا.
الناشط الحقوقي أسامة الشرمي هو الآخر متخرج منذ سنوات من كلية الحقوق بجامعة عدن يرى ان هذه الوظائف هي مجرد وعود لا تسمن ولا تغني عن جوع . ويقول:" الكذب والخداع، ومسألة الوظائف تحدثوا فيها كثير آخر مرة كانت كذب، بالرغم من رفع الأسماء ونشرها، لكننا نتمنى أن يكونوا هذه المرة صادقين فالشباب مش ناقص صدمات فهو يعاني الكثير، بالرغم أنهم أي الحكومة ما يعملوا شي لوجه الله هم لهم غرضهم من وراء هذه الحملة، وأشد ما أخشاه أن تكون هذه مجرد مناورة مع الشباب المحتجين لشغلهم عن الثورة الشبابية، وهناك إعلانات تدل على أن المسألة قد تكون كذب منها أن الأسماء التي نشرت لم ينشر مقابل لها المرفق الذي تم التوظيف فيه وهذا ما أعتدنا عليه في الأعوام الماضية.
روماس تيسير من أبناء دار سعد خريج جامعي منذ سنوات يقول:" هذه التوظيفات ورقة يحاول الحاكم فيها البقاء على كرسي الحكم وسترى ألان وسائل الإعلام التابعة للحكومة تعمل وتروج ان الرئيس بداء يعمل إصلاحات تخص الشباب وبينما هو يحاول يجر المشترك للحوار ومن وثيقة الى أخرى ويلجأ إلى الشباب عبر تسكين المهم وإعلام صنعاء مافي اسواء منه والمشكلة الشماليين يصدقوا إعلام صنعاء.
والسبت قال وزير الخدمة المدنية والتأمينات في حكومة تصريف الأعمال في اليمن الدكتور يحيى الشعيبي أن الوزارة ستعلن الاحد في الصحف الرسمية عن أسماء المرشحين لشغل الوظائف طبقا للمفاضلة الآلية لعام 2011م.
ويشكك كثيرون في مصداقية الوعود الحكومية حيث يقولون ان أيا من الاسماء التي تم نشرها الأحد لم يعلن فيها عن المرفق الذي تم تعيين الشباب الخريجين فيه وهو مايؤكد بنظر هولاء ان الوعود قد لاتكون جادة.