اجزم يقيناُ ان الرئيس عبدربه منصور هادي يشعر في اعماقه بأن نايف البكري هو انسب رجال المرحلة الراهنة لمنصب محافظ محافظة عدن . يعلم هادي ان نزاهة البكري وإخلاصه في عملة ورغبته الجامحة في النهوض بالمحافظة ومايتمتع به من علاقاته واسعة مع التجار ورجال الأعمال في الداخل والخارج وعلى وجه الخصوص في دول الخليج العربي تحديداُ ، كلها امور وصفات توافرت في هذا الشاب الطامح والذي كان يعمل على مدى 20 ساعة متواصلة وبشكل يومي منذ تعيينه محافظاُ والى يوم سفره الى الرياض ، لأن يكون المؤتمن على عدن . لربما كانت ثقة البكري في البعض بغير محلها او لربما تجاوزت حدها الذي كان ينبغي ان تقف عنده في عرف السياسة ، ولربما كان استغلال الإصلاح لانفتاح المحافظ على جميع ابناء عدن هو الباب الواسع الذي دخل منه هذا الحزب ، الذي ثبت ان سر بقاءه الى هذه اللحظة هو استغلاله لأنصاف الفرص واخطاء وعثرات خصومة ومناوئيه . ان القول بأن اقدام هادي على اقالة البكري من منصبه ورميه الى وزارة ماعاد لها وجود كان سببه ما قيل عن نفوذ الأصلاح وسيطرته على مقاليد الأمور في عدن بعد التحرير ، كذلك، القول بان الأمارات ممتعضة من تلك السيطرة الإصلاحية وبأنها بسبب ذلك وقفت بقوة خلف المطالبة بإقالته ،هي مزاعم غير صحيحة تدحظها الحقائق التالية : 1 يعلم القاصي والداني ان الأصلاح كان طوال الحرب هو المتلقي الرسمي في عدن لمساعدات التحالف من اسلحة وذخائر واموال وغذاء .. الخ عبر المضلات والبريشوثات وسفن الأغاثة والبحر والجو والأرض . ومايقال عن تنامي نفوذه اليوم و سيطرته على مفاصل السلطة في عدن ، انما ( ان كان حقاُ (فقد اوجده الأصلاح قبل ان يأتي نايف البكري وبمساعدة ودعم دول التحالف ) لكن لنتحدث على فرضية ان ذلك صحيح في شقه الأول ، فهل يعقل ان يلجأ هادي الى الحل الأسهل له ، والمؤلم لعدن وابناءها ويقيل محافظها قبل ان يؤدي اليمين الدستورية ، تاركاُ كل الحلول الأخرى الكفيلة بكبح نفوذ الأخوان وكسر شوكتهم مع الحفاظ على رجل كفؤ فيه كل الصفات المطلوبة ليكون المؤتمن على عدن دون اقفال الوقوف الى جانبه لصد اي اختراقات اخوانية اخرى للسيطرة على عدن وتعيين مستشارين اكفاء بجانبه ليكونوا عينه التي نرى وعقله الذي يفكر والقلم الذي يكتب به التوجيهات . لا اجد ثمة ذريعة لهادي باقالته لنائف البكري سوى ان يكون ثبت عليه انه كان خائن وعميل للحوثي وايران والملعون علي عبدالله صالح ، قطعا يعلم هادي ان رجل كالبكري تقدم الصفوف في الجبهات وقاد عدن في اصعب ظرف تاريخي واجهته المدينة ، ارفع من ان يكون خائن او عميل ،ولأن هادي يعلم ذلك فقد اقالة نايف البكري .. والسبب ان محافظ عدن كان محسوب على المقاومة وينادي بماتنادي ، ولوكان اصلاحياُ لأبقاه .. واقسم على ذلك . لقد جاء تعيين الرئيس عبدربه منصور هادي لنائف البكري محافظا لعدن نتيجة مطالبه شعبية واسعة وبضغط من المقاومة في عدن ، اذ كانت عدم الرغبه عند هادي بعدم بتعيينه تبدو جليةُ وواضحة ، من حلال تركه لعدن 3 اشهر بدون محافظ ان زاد الضغط الشعبي عليه وبدأت المقاومة تمنح البكري لقب المحافظ قبل ان يعينه هادي ، و هو اول رجل تفرض المقاومة تعيينه على حكومة هادي فماكان من هادي الاُ ان قرر التماشي مع الرغبة الشعبية والمقاومة في عدن ولو الى حين ، وهو ماتكان تالياُ ، فقد اصدر هادي قرارا بتعيين نائف البكري محافظاُ لعدن ثم تركه اكثر من شهر دون استدعاءه لتأدية القسم ، وحين قرر دعوته فأنما كان لتسليمة قرار اقالته . السبب من خلف كل هذا ، تجريد المقاومة من اتخاذ اي قرار يتعلق بعدن او الجنوب ولوكان غير ذلك هو الصحيح فليقل لي احدكم كيف يترك هادي عدن ثلاثة اشهر تحترق وهي بدون محافظ ، ثم يقيل محافظ يعمل 20 ساعة في اليوم بعد شهر من تعيينه وقبل ان يؤدي يمينهم الدستورية .