يبدو ان كثير من الساسة الجنوبيين لم يستوعبوا حقيقة الجنوب كمجتمع حر متعدد القناعات والتوجهات وبالتالي دراسة المراحل التاريخية التي مر بها الجنوب لضمان إيجاد مسارات سياسيه للتعامل مع الجبهة الداخلية وتأمينها من الاختراقات ورسم ملامح سياسيه أكثر واقعيه للتعامل مع الخارج وهو ما يفسر عجزنا في إيجاد "مرجعيه سياسيه"توكل لها مهمة قيادة دفة العمل الوطني وإقناع العالم بحتمية اتخاذ خطوات جادة إزاء مشروعنا الوطني وكل هذا جعل دول التحالف العربي تبدي الحذر في تعاملها مع ملف الجنوب وثورته التحررية على الرغم من بلوغها درجة مثلى من القناعة بالجنوب كحليف والجنوبيين كشركاء في المستقبل برهنت عليه تلاعب كل قوى الشمال ومقاومته عديمة الثقة واتضح دورها للأشقاء من خلال اختراق مأرب وجمود مقاومة تعز والبيضاء وعززت ذلك نوايا الثعابين السياسيين في الرياض الذي فهمها السياسيين الخليجيين عن ظهر قلب ويبدون تعاطفا"مع شعب الجنوب وهذا لا يبارح حدود المألوف لان الجنوبيين بحاجه لمساعده أنفسهم أولا"من خلال عمل وطني شاق يفضي إلى حامل سياسي يحرج العالم الذي يتحجج حال مخاطبته بغياب "إطار يجمع الجنوبيين"كشرط موضوعي لإخراج العالم عن صمته والبت في مطالبنا المشروعة لضمان خط التفاوض مع الشمال وتأمين الحل . بات التحالف والشرعية وسيله هل يستطيع الجنوبيين تطويعهم لخدمه أهداف الشعب أم ان حنكة قوى الشمال ستخلق خطوط موازية تزيح حالة التقارب والأهداف المشتركة وهذا يقودنا الى التفكير في كيفية التعامل مع حكومة بحاح الموشومة بالفساد التي حطت رحالها في عدن!..وقد تباينت ردود الفعل تجاه المستجد الطارئ على الساحة الجنوبية كمسار سياسي بإيعاز خليجي يغازل العالم وردود الفعل الجنوبية تجاه التوليفة الوزارية التي تضم شماليين ومصاحبها من شجن جنوبي وتصريحات مستفزه لمشاعر الجنوبيين وبالتالي تضع الساسة الجنوبيين إمام اختبار في كيفيه الرد فالرفض يغضب الأشقاء والصمت يخدش المشروع الوطني الجنوبي وبإمكاننا إبعاد الحرج من خلال موجه غضب عفويه ترفض ان يدوس شماليين دم الشهداء في عدن وبإمكانهم تحرير بلدهم قبل العودة لعدن فكيف تطأ إقدامهم عدن اليوم وبالأمس أهليهم يدفعون بمجنزراتهم ومعدات الحرب لتدمير عدن والجنوب وقتل شعب الجنوب فأي سخافة تبرر قدومهم لعدن ومن هنا يبدو طردهم منطقيا"وليس بحاجه لمزيد من الحجج لإقناع الأشقاء لا يخفى على احد إننا كجنوبيين نعيش حاله من الإرباك والتخبط نصرف من خلالها طاقات هائلة في قضايا ثانوية ويقودنا الغباء والإفلاس إلى الإغفال والإهمال لقضايا تمثل ضرورة ملحه كوحدة القيادة وتنظيم وترشيد المقاومة وحفظ الأمن والاستقرار وإدارة المدن والمحافظات المحررة والتحكم بالواقع و السبل الكفيلة لتحقيق الأهداف وقد شد انتباهي وأورث لدي حاله من القلق جراء ردود الفعل المبالغ فيها تجاه يوع الإصلاح راجح بادي واللص الحذيفي وحاله التهويل لقدومهم وهل فردان ترتعد فرائصهم منذ خروجهم من الرياض يستطيعا قلب المعادلة على شعب فذلك من وجهة نظري يشكل أمر خارق للعادة يستدعي من كل جنوبي ان لا يتفوه بنبت الشفة عن الجنوب وقضيته لان للجنوب رجال ومقاومه أذلت جيش شمالي محتل ودحرته ولديها القدرة على ردع كل من يتطاول عن الجنوب أيا"كان شكله ولونه وجنسه فلنتسم بالعقل وحسن البصيرة ونحسن فهم الواقع وتشعباته لكي لا نجنح عن مسار المشروع الوطني ونبحث عن الجزئيات التي تسير بنا إلى ضياع الوطن ونصبح يوما"بلا قضيه ولا وطن