لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا تزال تلعب دوراً محورياً في إعادة تطبيع الحياة في مدينة عدن، كبرى مدن جنوباليمن، منذ تحريرها من قبضة ميليشيات جماعة الحوثي التي عاثت فساداً في المدينة، وتسببت بإزهاق أرواح المئات من الضحايا، فضلاً عن إلحاق الأذى بمئات آخرين، شرّدتهم من منازلهم بعد أن دمرتها مستخدمة كل أنواع الأسلحة الثقيلة. وبذلت الإمارات جهوداً جبارة على الصعد كافة، لخدمة السكان ولا سيما في عدن التي شهدت أعنف المعارك وارتكبت فيها الميليشيات جرائم حرب ودمرت البنية التحتية بشكل كبير.
اليوم تعود الحياة إلى مدينة عدن من جديد، فمنذ شهر يوليو/تموز الماضي رمت دولة الإمارات بثقلها لتطبيع الحياة فيها من خلال إعادة الخدمات التي دمرتها الحرب من مياه وكهرباء ومدارس ومستشفيات، كما أغاثت عشرات الآلاف من المواطنين بالمساعدات الإنسانية التي لم تتوقف منذ أكثر من ثلاثة أشهر عبر سفن يتم إرسالها بانتظام إلى ميناء عدن. ولم تقف دولة الإمارات مكتوفة الأيدي حيال المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان مدينة عدن، فقررت إنشاء شبكة من فرق العمل لإعادة الخدمات إلى المدينة، حيث وفرت المولدات لمحطات الكهرباء التي دمرها المتمردون أثناء حربهم على المدينة، كما أسهمت في تشغيل خزانات المياه ليتمكن المواطنون من الحصول على المياه، بخاصة والمدينة تعيش مناخاً حاراً، وبدأت تشمر سواعدها عبر هيئة الهلال الأحمر لتنفيذ مشروع يقضي بإعادة أكثر من 130 مدرسة، ما ساهم في بدء العام الدراسي للطلاب من مختلف الأعمار والذي افتتحه نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء خالد بحاح أمس الأول. وقامت هيئة الهلال الأحمر بإعادة ترميم قصر المعاشيق التابع للرئاسة اليمنية في منطقة كريتر، حيث تم إنجازه في زمن قياسي، إضافة إلى شروعها في ترميم العديد من مستشفيات المدينة، أبرزها مستشفى الجمهورية الذي يعد واحداً من أقدم المستشفيات في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن حولته ميليشيات الحوثيين إلى ثكنة عسكرية خلال وجودها في المدينة. وأطلق أهالي عدن حملة «شكراً إمارات الخير» تعبيراً عن عرفانهم وتقديرهم للدور الإنساني الكبير الذي بدأت بتنفيذه دولة الإمارات، حيث باتت بصمات الدولة حاضرة في كل مكان، فيما أطلق اسم «شهداء الإمارات» على أحد أكبر شوارع مدينة البريقة بعدن تثميناً لدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الحق في معركتهم ضد ميليشيات الحوثي. وأفردت وسائل الإعلام في عدن مساحات واسعة للنجاحات التي حققتها دولة الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر في مدينة عدن، مشيرة إلى أن هذا الدور لا يمكن نسيانه لأبناء زايد في دعم اليمن وأهله، بخاصة في مدينة عدن. وأعربت الحكومة اليمنية عن شكرها لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها للدور المهم والكبير الذي قامت به لدعم الشرعية في اليمن، بعد الانتصارات الباهرة التي حققتها قوات الشرعية اليمنية في عملية «السهم الذهبي». وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي، في تصريحات صحفية سابقة أن هذا الدور المعتبر للإمارات محط احترام وتقدير الحكومة والشعب اليمني كله، حيث لعبت دولة الإمارات دوراً مهماً في عملية تحرير المحافظة، كما كان لها دور كبير في عملية الإغاثة الإنسانية التي قدمت للشعب اليمني المتضرر الأكبر من الحصار الذي فرضه المتمردون الحوثيون على المناطق اليمنية.