في عدنالمدينة الجنوبية والعاصمة التاريخية للبلد , قصص كثيره سطرها ابطال بعضهم رحل والبعض لا يزال يصارع آلام الاصابة. في الحرب الأخيرة التي شنها الحوثيون بالتحالف مع قوات الرئيس المعزول علي عبدالله صالح سطر ابناء الجنوب في عدن ملاحم بطولية قل نظريها. دافع الجنوبيون عن عاصمتهم ومدنهم الأخرى دفاع الابطال وخاضوا معارك شرسة اجبرت عدوهم على الرحيل بهزيمة نكراء. في احد احياء مدينة عدن (الممدارة) يسكن العقيد علي صالح البركاني مهندس الغام , كان من ضمن المدافعين عن عدن باعتباره أحد ابناء هذا المدنية , وعقب تحرير المدينة في منتصف يوليو الماضي , واصل علي البركاني مهمته في تطهير عدن من مخلفات الحوثي وقوات المخلوع , والمتمثلة في نزع الألغام التي زرعها الغزاة في مطار عدن الدولي , على اعتبار أن المطار هو من يجب ان يطهر , واثناء عمله في المطار انفجر لغم أرضي في مركبة كانت تقله ومعه مجموعة من المهندسين , لتتسبب في اصابته بجراح تسببت في بتر قدمه ليقعد في المستشفى في المدينة قبل ان ينقل إلى الخارج. يقول مقربون من البركاني " أنه يشعر بقهر وهو يقرأ اخبار سقوط الضحايا المدنيين وهو لا يقدر على مواصلة عمله , ليكلف نجله محمد الأكبر بالعمل مع زملاء والده المهندسين في نزع الالغام , محمد علي صالح البركاني البالغ من العمر 19عاماً كان يدرك ان والده يقوم بعمل انساني ووطني ,وقبل المهمة بان يعمل مهندساً بدلا عن والده الذي يتلقى العلاج في دولة الإمارات الشقيقة. وفي اواخر اغسطس الماضي , ذهب محمد مع مجموعة من المهندسين إلى مطار عدن الدولي لمسح المنطقة المحيطة بالمطار العسكري , وبينما كان احد المهندسين يقوده المركبة التي تقلهم تعطل المقود وانحرفت المركبة عن الطريق لتكون لتمر فوق لغم أرضي لينفجر بهم اللغم ويسفر عن استشهاد المهندس محمد علي المشعوف واصابة محمد علي صالح البركاني وعلي عبدالله محمد وسالم عياش بجراح , كان محمد النصيب الأكبر في ذلك , فقد تعرض لإصابات خطيرة في اقدامه ويديه وصدره ليقوم الأطباء في عدن ببتر قدمه ولايزال يعاني من الآلام الاصابة. وتبقى هناك مأثر بطولية للمقاومين الجنوبيين بحاجة لمن يرصدها ويظهر مأثرها للعالم بأن الجنوبيين قدموا في سبيل حرية بلادهم تضحيات جسيمة وكبيرة.
