عادة ما تكون نتائج الظلم على الشعوب كبيرة جداً ، وأعظم الانتكاسات عندما تتعرض الشعوب المقهورة لتجاهل المتعمد كما حصل في العراق , فبعد تولي المالكي زمام الحكم في العراق عانا ابناء السنة كثيراً والتي بالغت فيه الى حد البشاعة ، وفي عام 2004 ظهرت جماعة التوحيد وكثفت عملياتها بعد مبايعتها لزعيم التنظيم أسامة بن لادن وبذلك أعلن عن التنظيم في بلاد الرافدين ، وفي المقابل أستمر الظلم على الشريحة السنية الكبيرة من قبل حكومة المالكي، تجاهل المجتمع الدولي معاناة العراقيين كثيراً والإعلام تجرد من مهنيته التي أسس عليها وظن العالم كلهُ إن التجاهل حلٌ للمشاكل وغض الطرف عنها ربما يسهم في سكونها كان العالم حينها قد وصل إلى أسفل نقطة من مراحل وتدرجات الغباء السياسي . استغلت التنظيمات المتطرفة هذه النزاعات والتراكمات الجليلة من الظلم والقهر والسحق الشديد وتجاهل الإعلام وقصور عمل المنظمات الإنسانية والحقوقية وعدم الاستجابة للنداءات والاستغاثات التي بعث بها الشعب العراقي والفئة المضطهدة منه ، شكل رافداً قويا للتنظيم وانتشار كبير له في العراق ليعلن في 2006 تأسيس مجلس الشورى للتنظيم المتطرف وفي نهاية العام نفسه أعلن عن ظهور دولة العراق الإسلامية أستغل التنظيم الشباب السني المتلهف للانتقام وتغيير الواقع ورفع الظلم الحاصل علية ومع مرور الوقت أصبح هذا التنظيم مصدر قلقً كبيرا على المنطقة ودول الجوار بعد التهامه المدن القريبة وأجزاء من سوريا كأنه ثقباً اسود كذاك الذي يلتهم المجرات . أرى اليوم وضعاً مقاربا لذاك الوضع في جنوباليمن (جمهورية اليمنالجنوبية سابقاً ) التي لاقى شعبها التنكيل والقهر والتسريح والتدمير للهوية الجنوبية مع تواجد عوامل مشابهة تماماً وتجاهل أممي لرغبة الشعب الجنوبي وتجاهل إعلامي متعمد وقصور في عمل المنظمات الحقوقية والإنسانية وتردي الأوضاع وتوفر طاقات شبابية غير مستهلكة وتوظيف مناسب ودون وظائف ولا تعليم ولا توجيه مناسب دينيا نفسيا واجتماعيا ، أعتقد بل إنني أجزم انه قد حان الوقت لتلبية رغبة الشعب الجنوبي الان ودونما إي تأخير لكي لا تتفاقم الأزمة وتصبح معضلة اقليمية كبيرة وخطيرة . لابد للعالم احتضان الحق المشروع للجنوب في استقلاله وبناء دولةُ السلام والعدالة والمساواة والحرية الحديثة .ولتكون حلقة قوية من حلقات المجتمع العربي القوي ودرع جنوبي للمنطقة العربي يحمي أمن المنطقة استقرارها ويسهم في تقدمها - رسالة أخيرة الى العالم العربي ودول الخليج إن الدول التي صنعت داعش في الأمس وأستغلت خصوبة مناطق الظلم والنزاعات الطائفية تتربص بالشعب الجنوبي وتحاول خلق هذا الهجين الخطير في منطقتنا لتستمر في تجارة الحروب والسلاح وتشوية الإسلام وتدمير الوطن العربي والإسلامي ..،