اتراكم على وجه خاطرة البوح المسافر، انحو صوب التماهي لينبري اثر مخالب سعارهم المدعو ضمنا "سياسة"، ثم أعود على شاكلة مصحح لا متشفي. يرمقني هذا بظنون صابها عقم التصلب العقلي المتصل بشيء من حقد لا مبرر ويقول، مغرور، منافق.. وثمة ذاك يستجر من قمامته السياسية مصطلحات انتجتها قوالب ذات الفكر المتحجر ليرمي نحوي تهمة "الآنا".. واغوص وأمير الربط المتعرج في متاهة التعرج التي لا تؤول إلى منفذ أو نهاية حتى تحين لحظة أخرى تمنحنا جميعاً رخصة التلاشي.. يتفكك كل شيء، يتشرذم وتتمازج الفكرة والطريق حتى تغرق أسمائنا مرة أخرى، حينها ينبري القادم من ابط التردي ليخلع عباءته مرتديا قناع الزهو، وحاملا خلاصة أسمائنا ويشرع بعقابنا على ما ارتكبه من جرم كان سبب نمو سنابل رفضنا، ويعيد مرة أخرى تدوين التاريخ الذي كتبه وفق رغباته هو، أو بالأحرى يعدل ذات التاريخ بمزاج المنتقم، وبروح نفس الفاجعة المهترئة.. وفي بلاط ثورتنا المختطفة ينتظر قدوم الثائر الحقيقي يشكو إليه حالته ومأساته بخنوع يمنحه لحظة التشفي بطعم المنتقم الرابح.. ثمة مقاطع تنقش في الروح مقطوعات الصمت، ويزيح الستار للفصل الأخير.. بقلق مرتبك وعقول تجمدت من هول التوجس ينتظر الجميع وصول الثائر. يسدل الستار وتضاء القاعة وينصرف الجميع بأنفس لم يرتو عطشها، لأن السؤال الأخير لا يزال يبحث عن جواب؟. نظل نتحين العودة لمتابعة ما بعد الفصل الأخير، نتخيل ما يجري خلف الستار كل حسب تحليله الشخصي، يينما تقبع ثمة كراسي خشبية وبقايا ملابس تنكرية وماكياجات لتغيير الملامح واقنعة متنوعة ادخرت هناك للاستخدام وفق ما يريده المخرج..