في ظل موافقة الحوثيين وصالح على تنفيذ بنود القرار الدولي 2216 فإن السيناريوهات المحتملة لإتجاه الأزمة اليمنية تتمثل فيما يلي : السيناريو الأول : كعادتهم الزيود لا ينزلون الملعب بكل أوراقهم حيث يتركون على دكة الإحتياط لاعبين لإستخدامهم كبدلاء في حال فشل الفريق الأساسي في تحقيق الفوز فمن المؤكد بأنه من غير الممكن أن يقبل الزيود أن يتم تجريدهم من كل أدوات الهيمنة التي تركزت في أيديهم لمئات السنين في شمال اليمن وأكثر من عقدين ونصف على جميع الأراضي اليمنية جنوبا وشمالا ، وكما هو معلوم فإنهم هذه المرة قد لجئوا لإستخدام ورقتهم في دكة الإحتياط والتي تتمثل في الجيش المتمركز في كل من المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية في حضرموت والمهرة وسقطرى في حين سيتم التخلص من قوات المقاومة الجنوبية والمقاومة الشعبية في تعزومأرب والبيضاء والجوف بإعتبارها كانت تمثل أحد أطراف النزاع خلال الحرب بينما تلك الجيوش الزيدية تم تحييدها لضمان أن يتم تسليمها الدولة بإعتبارها قوات لم تشارك في الحرب وبالتالي سيتم تصنيفها كغير معادية لأي طرف من أطراف النزاع . وبهذا يستطيع الزيود العودة إلى الواجهة وبمباركة دولية ومحلية ويتمكنوا من حكم اليمن لقرون جديدة .
السيناريو الثاني : المتتبع لسير الأحداث منذ بداية الحرب والعدوان على الجنوب فقد لجأ كل من المقدشي في مأرب وهاشم الأحمر بالقرب من منفذ الوديعة بحضرموت إلى إستقطاب آلاف الجنود من نفس المناطق الزيدية التي ينحدر منها أتباع الحوثيين وصالح ليتم تدريبهم وتجهيزهم دون إشراكهم في الحرب وبموجب الصلاحيات التي يمتلكها المقدشي بإعتباره الرجل الأول على رأس الجيش بعد رئيس الجمهورية خصوصًا في ظل غياب وزير الدفاع المعتقل لدى الحوثيين ففد عمل المقدشي على اعتماد جميع المنتسبين لتلك الوحدات في قوام الجيش الوطني المؤيد للشرعية في حين سعى بكل جهد إلى عرقلة اعتماد الوحدات العسكرية التابعة للمقاومة الجنوبية كما تغافل أيضًا عن تلك الوحدات العسكرية التابعة للمقاومة في تعز ، وبهذا سيسند الأمن والدفاع لتلك الوحدات التي تنحدر من نفس منحدر الحوثي وصالح الطائفي والمناطقي وتدين بنفس عقيدتهم وتعود الدولة طواعية إلى بين براثن الأسد وبمباركة ورعاية الرئيس ونائبه ودول التحالف والدول ذات العلاقة بملف الأزمة اليمنية.
السيناريو الثالث : قد يقبل الحوثي وصالح تسليم السلاح وإخلاء المدن مقابل ضمان عدم العودة لوضع دولتين شمال وجنوب أو حتى إقامة إقليمين شمال وجنوب لضمان إبقاء الجنوب تحت وصاية الشمال وإضعاف المقاومة الجنوبية وتحجيم قوتها أو على الأقل إظهارها في موقف المتمرد على الشرعية كي يتم قصقصة أجنحتها تنفيذا لتهديدات الحذيفي وبادي في تصريحات صحفية سابقة.
السيناريو الرابع : وهو الإحتمال الأكثر توقعا من وجهة نظري حيث لجأ التحالف العربي إلى تركيز تواجد قواته في المناطق الجنوبية المحررة وفي مدينة مأرب الحدودية والغنية بالنفط وذلك لوضع الحوثي وصالح أمام خيارين أحلاهما مر ، وذلك لعلم التحالف أن هؤلاء قوم إعتادوا المكر والخديعة، بالتالي فهم إما أن يلتزموا بتنفيذ مشروع قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وإما أن يتم محاصرة إقليم آزال من جميع الجهات ويتم حرمانهم من كل الثروات والنفوذ حتى يذعنون للتحالف ويسلمون صاغرين وفي حال طال بهم الأمد فقد يلجأ التحالف إلى دعم الجنوبيين من أجل إستعادة دولتهم ومساعدة المناطق الوسطى المحررة لإعلان دولتها في الوسط لضمان بقاء الزيود في إقليم تنعدم فيه الثروات وتتعدد فيه أقطاب النفوذ لمحاصرة صراعاتهم على النفوذ ضمن ذلك الإقليم حتى يصيبهم الوهن من كثر الصراع ويصبح من السهل ترويضهم.