نعود الى الماضي قليلا وخصوصا ايام الطفولة سنجد انفسنا نتذكر اغلب الايام التي عشناها في طفولتنا والأغلبية الكبيرة لم نعد نتذكرها. ونحن اطفال حينما كنا نلعب ونتشاجر في ما بيننا ثم تعتدي على صديق لك ويأتي الاب وعلى وجهه علامات الغضب تكون انت في تلك الحظة متخوفا من والد صديقك الذي تشاجرت معه فيسالك ويقول لماذا قمت بضرب ولدي وتبدأ التأتأة في الكلام في تلك اللحظة من الخوف والرعب الذي يسيطر على قواك الجسدية فلا تستطيع النطق فيلتفت الى زملائك الذين كانوا متواجدين معك اثناء الشجار فيقول لهم لماذا تضاربا ومن هوى الغلطان فينظرون اليك نظرة الخوف وهم يعلمون انك انت من قمت بالاعتداء عليه ولكن تخوفهم منك لا يستطيعون ان يقولوا كلمة الحقيقة فتجد كل واحد منهم يقول انا ما ليش دخل اتيت وهم يتشاجرون فحاولت ان افصل بينهما. واليوم ها هي الاعتداءات على التجار واصحاب المحلات والفرشات الذين في الاسوق يعتدى عليهم من قبل البلاطجة امام مرأى ومسمع كل الناس حتى اذا سالت احد من الحاضرين وقت الاعتداء ما الذي يحدث سيقول لك لا اعلم وهو كان متواجدا وقت الاعتداء وفي حال ان قلت له تعال نتقصى الحقيقة ستجده يرفض ويترهب منك خوفا من ان تحرجه في المجيئ معك فلا تجده الا ولديه العذر او المرض الذي قد أصيب به الغالبية العظمى من المجتمع، وهو يقول لك ما ليش دخل فيهم، تشتي تروح روح هدون بلاطجه لا تدخل نفسك بينهم باتحنب معهم. ليس فقط عند الاعتداء حتى حين حصول جرائم القتل ستجد ان الغالبية الكبرى يهرب وقت حصول الجريمة حتى لا احد يسأله فيتحدث مع من يأتمنه فيقول له لم لم تبلغ عن القاتل او تحاول اسعاف المقتول لعله ينجى فيقول ابعد من جنبي فيقول له لماذا فيقول ما ليش دخل فيبهم بعدين اذا شهدت على احدهم بايقتلوني من كإنوا معه وقت الجريمة واذ حاولت ان اسعفه اهل المقتول التهمة بايلصقون بي سيجدون من يتعلقوا بك من اجل ان يقولوا مسكنا القاتل وبا يدفع لنا الديه يا اخي ما فيش امن يتحرى الحقيقة ولا اخلاق في الناس يقولون نحن ممتنون لك في محاولتك اسعاف ولدنا. ولنذهب قليلا الى بعض الدوائر الحكومية عندما تأتي تتابع عن اي احتياجات لك من تلك الدائرة فتسال اين المدير الفلاني فيقولون اليوم مش واجي اتصل نعم معه اجتماع في المحافظة وغيرها؛ طيب من ينوب عنه فيقولون نائبه، بس من الأفضل الا تذهب اليه لماذا لان مالوش دخل وفعلا حين تذهب اليه وتقول له انت النائب الفلاني فيقول نعم فتقول له ارجو منك ان تمضي على هذه الورقة حتى اكمل الإجراءات فيقول انا ما ليش دخل تعال بكرة ستجد المدير وهو من سوف يمضي لك لا تحنب لي معهم لانهم بايفصلوني من وظيفتي، ترضاها علي يا ولدي؟!. اذا كان كل اللي ذكرنا ليس لنا دخل فيه فمن اذا سيكون صاحب القرار الحاسم ومن الذي سيقول كلمة حق تفصل بينك وبين الحق والباطل اذا كان من في شارع يقول ماليش دخل اليوم على غيرك وبكرة عليك واذا كانت الجريمة تقع امام عينيك ولا تستطيع قول الحقيقة فاليوم على غيرك وغدا على اخيك ستجد نفسك محتاجا من يقول لك الحقيقة فلا تجد من يقولها لك حتى تستطيع القصاص منه. اما بالنسبة لدوائر الحكومية والمرافق الأمنية ياترى من المستفيد من تلك الفوضى ومن الجهات التي تقف وراء ذلك ومن الذي ينشر الدعايات ان من قال الحق قتل او انضرب او فصل من مكان عمله من الذي يربي تلك الكلاب المسعورة التي تقف وراء هؤلاء ومن يحميهم ام ان هذه سياسة تستخدمها بعض الأنظمة حتى لا تكشف خلاياها والابلاغ عنها فيحاولون ان يلصقوا التهمة بك وهم يعلمون من هو الجاني ومن المسئول عن تلك الجرائم حتى لا تتجرأ في يوم من الايام على قول الحقيقة. لذا فان علينا جميعا ان نقول الحقيقة حتى ولو على قطع أعناقنا لان من قال كلمة الحق نجاه الله من كل شر ومن لم يقلها فهوى شيطان اخرس فمثله مثل ذاك الذي يشترك في الفساد والجرائم وبناء مجتمع فاشل لا يستطيع ان يخطو خطوة واحدة. اذا لم نتكاتف في ما بيننا وندل على اثر البلاطجة وعصابات النهب والفيد واصحاب الخلايا النائمة فلن نستطيع بأي شكل من الاشكال ان نرسي الامن والاستقرار في محافظات الجنوب مهما اوتينا من قوة. وفي ختام مقالي هذا دعوني اذكركم بقول الله عز وجل في الآية الكريمة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال سبحانه "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (التوبة: من الآية71).