لم تشهد أروقة مجلس الامن والجمعية العمومية للأمم المتحدة في تاريخها ولا حتى أروقة البيت الأبيض رئيسا مثل الرئيس الحالي للإدارة الامريكية باراك أوباما والامين العام الحالي لمجلس الامن بان كي مون مثيلا لهما طيلة العقود السبعة الماضية خاصة عندما تواجه كل منهما أزمة أو مشكلة طارئة جديدة كانت أم قديمة في مختلف بلدان العالم وقد اقتصرت الحلول عندهما على الشعور بالقلق الشديد المسكونين به في كل خطاباتهم وتصريحاتهم ومؤتمراتهما الصحفية وما تخرج به اجتماعات مجلس الامن واروقة البيت الابيض والكونجرس الامريكي باستثناء كل ما يتعلق بشعب اسرائيل الذي أصبح بالنسبة لهما شيء مقدس تركع وتسجد عند اقدامه جباههم الرد الوحيد لكل ما ترتكبه من جرائم هو : من حق الشعب الاسرائيلي ان يدافع عن نفسه وعن وطنه القومي وفي احيان كثيرة الشعور بالقلق اتجاه ذلك. بينما القضية الفلسطينية قد مر عليها أكثر من ستين عاما صدر لصالحها عشرات القرارات منذ الاحتلال الصهيوني ودولته العنصرية عام 1947 م وحرب 1967 م دون أن ينفذ قرار واحد من تلك القرارات , وعندما ترتكب اسرائيل مجزرة من عشرات المجازر والمذابح التي ترتكبها فان القلق وحده هو ذلك الموقف الذي يعبر عنه الرجلين صراحة وعلى خطى بروتوكولات حكماء صهيون يسيران يتوارثها رئيس أمريكي بعد أخر وأمين عام للأمم المتحدة وكأنهما يتبادلان راية الالعاب الأوليمبية من يد لأخرى . لن نطيل عليكم ايها الاعزاء المتابعين فالحديث يطول عن الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل وحلفاءها من الأوروبيين والامريكيين , فلولا تأمرهم على الشعب الفلسطيني وقتله وطرده من أرضه واحلال العصابات الصهيونية بدلا عنه لما قامت اسرائيل ولما كان لها وجودا في قلب الوطن العربي حيث اصبحت بمثابة الغدة السرطانية. فبعد اندلاع الثورة الشعبية السورية بشهور قليلة ضد بشار الاسد قبل أن يتحول الى نيرون بلاد الشام ظهر عبر مختلف وسائل الاعلام العالمية والمرئية والمسموعة والمقروءة ظهر رجل الغابة المتوحش الاسود باراك اوباما تزاما مع وصول البوارج الحربية وحاملة الطائرات في البحر المتوسط قبالة ميناء اللاذقية مهددا بشار الأسد بالويل والثبور قائلا : بان ايام بشار الاسد اصبحت معدودة بعد ما غاب عن الانظار , فاقتصر ظهوره عند كل جريمة وكل مجزرة يرتكبها بشار الاسد على الادلاء بالتصريحات في المناسبات التي لا تتعدى الشعور بالقلق ولا شيء غير القلق . تصريحات استمرت لأكثر من خمس سنوات اي منذ بداية الثورة السورية . وقد سبق لي ان كتبت بعد اندلاع الثورة الوطنية السورية : ان ما يحدث في سوريا هو جريمة كبرى ضد الشعب السوري يرتكبها كل من امريكا و موسكو و الكيان الصهيوني و أداه تنفيذها بشار الاسد و نظامه وهذا ما يحدث اليوم . ولا زال اوباما وبان كي مون يشتركان في قلق متواصل الى يومنا هذا. وبذلك يؤكدان بأنهما قد أدوا الامانة الى اهلها بجدارة واقتدار أمام اسيادهم – في المقر الرئيسي" للايباك " . و يا ليت اوباما وبان كي مون يدركان جيدا بأن ذلك القلق الشديد عندهما يقابل بالضحك والسخرية والاشمئزاز من قبل الصغار قبل الكبار في الوطن العربي والعالم الاسلامي عند كل ظهور للرجلين حتى ولو كان ظهورا عاديا دون قلق . ويا ليتهما ايضا يعرفان ولديهم مثقال ذرة من الاحساس والمشاعر الانسانية بأن العرب والمسلمين رجالا ونساء على علم لا يخالطه الشك بأن كل رئيس امريكي وامين عام للأمم المتحدة لا يمكنه الوصول الى منصبة الا بعد ان يؤدي قسم الولاء والطاعة داخل ذلك المقر حتى ولو كان بطرس غالي والذي هو احد ابرز المشاركين المصريين عند التوقيع على معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل .