غالبا ما توصف الانتصارات التي تحققها المقاومة الشعبية على مختلف جبهات القتال في محافظة تعز بالانتصارات المفاجئة؛ كونها تأتي في لحظة مفاجئة لا يعلن عنها. اليوم وبالذات كانت المفاجأة في جبهة الضباب الغربية التي تشهد حتى كتابة هذه الأسطر معارك طاحنة بين الطرفين وتحقق فيها المقاومة انتصارات ساحقة في مختلف المواقع.. لا أنسى أن أذكر أن منطقة الضباب وقعت تحت سيطرة الحوثيين في وقت سابق، الأمر الذي فرض على المقاومة الشعبية أن تفتح جبهة تقوم بدورها في هذه المنطقة وهو ما أتى بثماره لاحقا بعد أن استطاعت المقاومة في هذه الجبهة استعادة السيطرة على مناطق متعددة ودحر المليشيات إلى منطقتي السجن المركزي والمنشآت. لكن كالعادة، صب الحوثيين جل غضبه على المدينة وأمطروا عديد من المناطق المحررة بقذائف الهون والكاتيوشا ما أدى إلى تدمير المخزون الاحتياطي للغاز في محافظة تعز وتفجير أكثر من ستين الف دبة غاز، الأمر الذي أدى إلى بروز أزمة خانقة في الوقود المنزلية على مستوى المحافظة وارتفاع مهول لأسعار اسطوانات الغاز؛ وهو السبب الرئيس الذي أجبر المقاومة الشعبية على التراجع من بعض المناطق المحررة حفاظا على أرواح المدنيين ما أتاح الطريق لمسلحي جماعة الحوثي تحقيق المزيد من الانتصارات والتمكن من استعادة كافة المناطق التي كانت بيد المقاومة بما فيها حدائق الصالح ومنطقة الربيعي. وتوالت هذه الانتكاسات حتى باتت المليشيات على تخوم جبل حبشي. هذه الفترة التي كان الحوثيون يتقدمون فيها بشكل مفاجئ شهدت غياب تام لطيران التحالف ووصول عدد كبير من التعزيزات العسكرية للحوثيين قادمة من الحديدة وميناء المخا. استراتيجيا وبلا شك تعتبر منطقة الضباب محور هام على مستوى المحاور الأخرى كون السيطرة عليها يهدد مصالح الحوثيين وينذر بالخطر لتعزيزاتهم العسكرية القادمة عبر منطقة الربيعي؛ لكن المليشيات لم تترك الأمر مهملا وسارعت لفتح جبهة أخرى في منطقة الوازعية قبل شهر ونصف تقريبا وحاولت من خلالها الانقضاض على المقاومة من الخلف وخنقها ثم التمكن منها، والتوجه صوب الجنوب كهدف آخر لهذه الجبهة المستحدثة. الطرف الأخر وهو المقاومة يبدو أنه أحس بالخطر الذي يترصده ما دفع به اليوم إلى شن حملات عسكرية ضخمة مدعوما بغطاء جويا من طيران التحالف ضد مواقع الحوثيين والتمكن من السيطرة على عدد منها وهذا بلا شك سيشكل فارقا كبير في ميزان القوى خصوصا وأنه يعطي المقاومة الشعبية طريقا -ولو كان صعبا بعض الشيء -للسيطرة على منطقة الربيعي الاستراتيجية وقصف معسكر اللواء 35 ما قد يدفع الحوثيين لمزيد من الانسحاب الإجباري من مناطق أخرى كانوا قد سيطروا عليها..