حين يموتُ الإنسان ويقذفُ الرعب حممهُ ، حين تُنتهكُ الحرمة وتُسلب حياة أم وزوجة في ظروفٍ غامضة ، * وصلت جثة امرأة يرافقها مندوبة السجن المركزي ، ومندوب للسجن في مشفى الثورة ( الحديدة ) مصابة بطلقة في ظهرها ويوجد انتفاخات اسفل البطن ونتؤات سوداء ( ربما نتيجة تلوث ونزيف داخلي ) كانت قد اُسعفت اثر اصابتها لمستشفى العسكري ( الحديدة ) وتم تخييط موضع الرصاصة تروي مندوبة السجن : ان المرأة جاءت قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة الساعة الثالثة فجراً للسجن بحاله مزريه برفقة الحوثيين ، اخبرتها أنها متزوجة ولها أولاد ، وانها كانت تنتظر باص نقل جماعي تستقله وفجأة ظهر حولها مجموعة من الحوثيين يطاردون رجل بسيارته فاحتمى الرجل بالمرأة وسحبها لسيارته اثناء اطلاق رصاص على تلك السيارة أُصيبت المرأة حيث تمكن الرجل من الهروب وربما تم القبض عليه فلم تعي ما حدث بعد اصابتها ، وفي صباح اليوم ذاته عند التاسعة تم نقلها لمشفى الثورة حيث فارقت الحياة قبل أن يلبسوها ثوب السجن . وفي المشفى اكتفى الطبيب المشخص بعد اجراء التخطيط القلبي لإثبات توقف القلب بتحويلها إلى ثلاجة الموتى وسط تكتم شديد عن مكان الحادثة او أي معلومات اخرى كل ما عُرف عن هذه المرأة اسمها الذي ادلت به لمندوبة السجن ; منى محمد داوود ...
تُضيف المليشيات المُسيرة من السيد الكهفي ببنادقٍ تظهرُ للضعفاء من الشيوخ والأطفال والنساء مشهدٍ جديد في بزوغِ فجر يوم - الأحد 25 أكتوبر 2015 انحدرت فيه اخر قيم الإنسانية لدى الميليشيات الحوثية بعد أن جعلوا اليمن بيئة خصبه للقتل الذي وصل ذروته .. ومن هنا أرسل نداء استغاثه ... إلى من لم تمت ضمائرهم , إلى من لم تصمت حناجرهم , إلى من يؤمن بحق الشعب اليمني بالأمل والحياة إلى الأحرار أفراداً ومؤسسات .... نناديكم من اليمن , من حديدة الحب والسلام التي تتعرض لكارثة إنسانية حقيقية .. نناديكم من حناجر الشيوخ , الجيل القديم الذي عاش الهوان يوماً بيوم ولم يعرف معنى العيش الكريم, و من حناجر الشباب الذي قضى نصف حياته في البحث عن لقمة العيش والشقاء والنصف الآخر يقضيها الآن إما في السجون أو في القبور. نناديكم باسم الأطفال الأبرياء والأمهات , باسم الذين تشردوا في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء يبحثون عن أرضهم فوق أرضهم وينشدون عرضهم المسلوب ودمهم المهدور ... نناديكم ونستصرخكم بكل معاني الألم والمعاناة والهموم, وبكل معاني الحب والوفاء التي يعجز اللسان والبنان فيها عن البيان ... نناديكم ونطلب منكم فقط العدالة والإنصاف لمن يموت قهراً وظلماً وفقراً وجوعاً ... نناديكم لكي تقفوا وقفة شرف مع هذة المرأة عالأقل ( منى محمد داوود ) التي قتلت بدمٍ بارد المتواجدة في ثلاجة مشفى الثورة وكشف الغموض .. نناديكم مرات ومرات, وسنظل نناديكم, لأننا لا نريد أن نشعر وفي هذا الوقت خاصة بأننا لسنا متكاتفين, بأننا مظلومين تائهين, وبأننا أصبحنا مبعدين ومفصولين عن بعضنا ....