يصور الاعلام الشمالي عدن وكانها كابول في عهد طالبان ، او الموصل في زمن الخديعة المسماة الربيع العربي ! وفي ذات الوقت يتهم اعلاميو الشمال الحراك الجنوبي بانه ايراني الهوى والهوية ! اعلام صنعاء يجمع المتناقضات ، ويضع الجمل في البيضة ، ويخرج من بطن النملة فيل ... ويجر متابعيه الى خيمة نبوءة مسيلمة ودعوة سجاح . الاعلام الشمالي( زعلان) بسبب هزيمة المليشيات الحوثية وخروجها من عدن بعار و هزيمة لن تمحوهما ايام الدهر.. ويريد ان يواسي نفسه بتضخيم مايجري في عدن من اختلالات ، تعتبر طبيعية جدا ، نتيجة لانهيار الدولة ، وانفجار ( بيارات ) المخلوع التي ظل يعمرها خلال فترة حكمة للبلاد .
نحن لاننكر تواجد التنظيمات المتطرفة ، ومحاولتها استغلال الوضع الحالي لتحقيق مشروعها الدولي ، ولكن تواجدها اقل بمليون مره مما يصوره اعلام صنعاء المهزوم والمنكسر في عدن ، ويريد العودة من باب فوبيا داعش ! واذا ما وقفنا وقفة حساب مع انفسنا واخذنا الورقة والقلم وقمنا نقارن بين المليشيات الحوثية والمخلوع من جهة وبقية التنظيمات الارهابية من جهة اخرى ، فاننا لن نستغرق كثير وقت لنكتشف ان المليشيات الحوثية والمخلوع يمثلان الارهاب الحقيقي ، ويسكنان في ادق تفاصيله ... وماسواهما من التنظيمات ماهي الا توابع او تفريخات لمشاريع اخرى سياسية كانت او اجتماعية ، تذوب عند تواجد الدولة ويقظة الامن .
حال اعلام صنعاء وهو يتحدث عن خطورة الوضع في عدن وخوفه عليها من القاعدة وداعش ، كحال اللص الذي يلقي محاضرة عن خطورة السرقة وتاثيرها الاجتماعي ! (ولاتزال كلمات المخلوع التي القاها في احدى الكليات العسكرية ، وتحدث فيها عن الزهد ونهاية الانسان عندما يرحل بقطعة كار بيضاء ولن ينفعه في قبره غير عمله ... لاتزال كلماته تطن في اذني ولاسيما عندما اقرا تقارير دولية تتحدث عن 64 مليار دولار نهبها المخلوع من قوت الشعب اليمني ) . اخذني الكلام وكدت انسى حكاية الحراك الايراني الذي يقول احد محللي الشرعية انه يسعى جاهدا لتسليم الجنوب لايران !! هذا الحراك الذي لولاه لكانت دول التحالف تقف على اطلال الحيرة والقلق ، ولكانت طائرة مريم المنصوري تغذ السير نحو تحقيق هدف بعيد المنال ، الحراك الايراني الذي قدم من الشهداء مالم تقدمه مقاومة الشرعية وجيوشها المدعومة بالاموال الخليجية الطائلة واحدث المعدات العسكرية .لايختلف اثنان على ان المخلوع لايزال يلعب باوراق خبثه التي زرعها لمثل هذه الايام ، وان القاعدة احدى واهم تلك الاوراق ، وكذلك ورقة الاعلام فهو قد سخر امكانيات ضخمة لتلميع صورته الحالكة السواد ، ومحاولة صد ماتنشره وسائل الاعلام العربية والعالمية عن فترة حكمة وماصاحبها من فساد وتردي للاوضاع ، التي ادت في نهاية المطاف الى حيث نحن اليوم . كما لايختلف اثنان على ان حكاية الحراك الايراني ابتدعها الاخوان ( الاصلاح ) لتضليل دول التحالف وصرفها عن التعامل مع الحراك الجنوبي الذي اثبت انه حليف حقيقي وصادق ومشروعه يتماشى مع المشروع العربي الخليجي .. وهم بذلك يريدون ان يحجبوا عين الشمس بقطة قماش مخروقة ! .
عدن ستكون بخير والجنوب سيكون بخير ونحن سنكون بخير باذن الله وسيموت الغزاة كمدا ، ان نحن استيقظنا وافشلنا مشاريعهم التي شارفت على الزوال ... لم يعد للمخلوع ومليشيات الحوثي في الجنوب لا معسكرات ولا جيوش ولا خنادق ، ولا قصور ولا اراضي ، وكل ماتبقى لهم ويعولون عليه هي خلافاتنا ونعراتنا المدفونة .. يقول ونستون تشرشل: الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلّا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم .